تركيا

ترامب يوافق على بيع مقاتلات لتركيا بشرط واحد

ترامب يوافق على بيع مقاتلات "إف-16" لتركيا بشرط تعديل وضع "إس-400" الروسية ورفع العقوبات الأمريكية في إطار تسوية دبلوماسية مع أنقرة**

ترامب مستعد لبيع مقاتلات لتركيا ولكن بشرط متعلق بمنظومة “إس-400”. أفادت تسريبات مؤخراً بأن الرئيس الأميركي. دونالد ترامب، أبدى انفتاحًا على فكرة بيع مقاتلات حربية من طراز “إف-16” إلى تركيا. لكن هذا الاستعداد مشروط باتخاذ تركيا خطوات محددة تتعلق بمنظومة الدفاع الجوي الروسية “إس-400” التي تمتلكها أنقرة.

النوايا الأميركية حول بيع المقاتلات لتركيا

وفقاً لما ورد في تقرير قناة “فوكس نيوز”. فقد أكدت مصادر أميركية مطلعة أن الرئيس ترامب أعرب عن نيته إتمام صفقة بيع المقاتلات لتركيا. ولكن مع وضع شرط مهم يتعلق بمنظومة “إس-400”. وأوضحت المصادر أن هذا التوجه جاء بعد محادثات بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. حيث من المقرر أن يتم استئناف بيع المقاتلات الأميركية لتركيا. ويشمل ذلك مقاتلات “إف-16” التي تشهد حاجة كبيرة في القوات الجوية التركية.

الشرط المتعلق بمنظومة “إس-400”

الشرط الذي أصر عليه الرئيس الأميركي هو ضرورة تعديل الوضع الراهن لمنظومة “إس-400” الروسية في تركيا. فمنذ أن قامت تركيا بشراء هذه المنظومة في عام 2017، واجهت العلاقات التركية الأميركية صعوبات كبيرة. وقد اعتبرت الولايات المتحدة هذا القرار تهديدًا للأمن القومي الأميركي. حيث أن أنظمة “إس-400” الروسية تتعارض مع أنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتي تعد تركيا أحد أعضائه. هذا التوتر جعل الولايات المتحدة تفرض عقوبات على تركيا، بما في ذلك استبعادها من برنامج المقاتلات “إف-35″، وهي المقاتلات المتقدمة التي كانت تركيا جزءًا من برنامج تطويرها.

لكن في المقابل، ترى تركيا أن شراء منظومة “إس-400” كان قرارًا سياديًا لحماية أمنها، خاصة في ظل التوترات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى الخلافات المتزايدة مع حلفائها الغربيين. ورغم الضغوط الدولية، أتمت أنقرة صفقة شراء المنظومة مع موسكو، مما أثار قلقًا بالغًا في واشنطن والعواصم الأوروبية.

تقييم الوضع الحالي بعد المحادثات مع أردوغان

وفقًا للمصادر التي تحدثت مع “فوكس نيوز”، فإن الرئيس ترامب أجرى محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث تم التباحث في عدة مواضيع أمنية وتجارية بين البلدين. خلال هذه المحادثات، طرح ترامب إمكانية رفع العقوبات المفروضة على تركيا واستئناف بيع المقاتلات لتركيا، شريطة أن توافق أنقرة على إجراء تغييرات جذرية في التعامل مع “إس-400”.

وأضافت التسريبات أن الرئيس الأميركي يولي اهتمامًا خاصًا لما يمكن أن تحققه تركيا من شراء المقاتلات “إف-35”. هذه المقاتلات تعتبر من الأكثر تطورًا في العالم، ومن شأنها تعزيز القدرة الدفاعية الجوية التركية بشكل كبير. لكن مع ذلك، يُشترط أن يتم التعامل مع “إس-400” بطريقة تضمن عدم تعارضها مع أنظمة الحلف الأطلسي أو أنظمة الدفاع الأميركية.

مفاوضات محتملة حول تفكيك “إس-400”

تشير التسريبات إلى أن إحدى الخيارات المطروحة في المفاوضات هو تفكيك جزئي لمعدات نظام “إس-400” الروسي في تركيا. أو نقل هذه المعدات إلى قاعدة أميركية موجودة على الأراضي التركية. يهدف هذا الإجراء إلى تقليل المخاطر الأمنية التي قد تترتب على وجود هذه المنظومة بالقرب من الأنظمة الدفاعية الأميركية أو أنظمة حلف الناتو. بينما تسعى الولايات المتحدة إلى ضمان أن النظام الروسي لن يشكل تهديدًا في المستقبل. تبقى تركيا حريصة على الحفاظ على استقلالية قراراتها الدفاعية.

من الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة كانت قد أصدرت تحذيرات سابقة لتركيا بخصوص “إس-400” بسبب خطورته على الأمن العسكري الأميركي وحلفائه. ومع ذلك. تجنب ترامب حتى الآن اتخاذ خطوات أكثر تطرفًا ضد تركيا، ويبدو أن الإدارة الأميركية تتجه نحو اتخاذ خطوات دبلوماسية لتسوية القضية.

إجراءات قانونية وفنية لتجنب العواقب القانونية

أشارت “فوكس نيوز” إلى أن فريق ترامب قد طلب تحليلًا قانونيًا وفنيًا حول كيفية تنفيذ هذه الاتفاقات المستقبلية مع تركيا. الهدف من هذا التحليل هو التأكد من أن تركيا لن تُعتبر منتهكة للقانون الأميركي الخاص بمواجهة أعداء الولايات المتحدة. بموجب هذا القانون. يمكن فرض عقوبات شديدة على الدول التي تتعامل مع شركات روسية في مجال الأسلحة.ويشمل ذلك أي تعاون مع “إس-400”.

لذلك، من الضروري أن يتم وضع شروط صارمة تضمن عدم تصنيف تركيا كداعم لروسيا في هذا المجال. وقد تكون المفاوضات الحالية مع تركيا تركز على صيغة قانونية تضمن تجنب أي تداعيات قد تؤثر سلبًا على العلاقات بين البلدين.

تطورات أخرى في العلاقات الأميركية التركية

في إطار هذه المفاوضات، يأتي تصريح لمسؤول تركي يؤكد أن بلاده قد تلقت تمديدًا لإعفائها من الحظر الأميركي المفروض على التعامل مع “غازبروم بنك” الروسي. وكان هذا البنك قد وقع تحت طائلة العقوبات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك بسبب دوره في تسهيل المدفوعات الخاصة بإمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا. من خلال هذا التمديد، يبدو أن تركيا تحاول الاستفادة من تحسن علاقاتها مع واشنطن لتفادي آثار هذه العقوبات على اقتصادها.

من جانبه، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحات تؤكد أن تركيا قد تحظى بتسهيلات إضافية في المستقبل. خاصة إذا أبدت مرونة في التعامل مع القضايا التي تثير القلق الأميركي. ورغم العقوبات المفروضة على “غازبروم بنك”، فقد تلقت كل من تركيا والمجر وسلوفاكيا إعفاءات من الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وهو ما يعكس موقفًا أميركيًا أكثر مرونة في التعامل مع بعض حلفائها في القارة الأوروبية.

التحديات المستقبلية والتوقعات

يبقى أن نلاحظ أن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة تشهد حالة من التوتر المستمر. خاصة في ظل استمرار امتلاك أنقرة لنظام “إس-400” الروسي. ومع ذلك، يبدو أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق تسوية بين البلدين، شريطة أن تتوصل تركيا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن تقليص المخاطر التي يمكن أن تطرأ من وجود هذه المنظومة في تركيا. في النهاية. سيستمر الحوار بين الجانبين، حيث يسعى كل منهما إلى ضمان مصالحه في مجال الأمن والدفاع. في وقت حساس يواجه فيه كل من تركيا والولايات المتحدة تحديات كبيرة في الشرق الأوسط والعالم.

في الختام، يبدو أن الملف الأمني والدفاعي بين تركيا والولايات المتحدة سيظل نقطة محورية في العلاقات الثنائية بين البلدين. بالرغم من بعض التوترات الناتجة عن شراء تركيا منظومة “إس-400” الروسية. فإن المباحثات الحالية قد تفتح الطريق أمام التوصل إلى حلول تضمن مصالح الجانبين. على الجانب الأميركي. تعتبر المقاتلات “إف-16″ و”إف-35” من أهم المعدات العسكرية التي ترغب الولايات المتحدة في بيعها لتركيا. بشرط أن يتم تلبية الشروط الأمنية المحددة.

من جهة أخرى، فإن تركيا تظل حريصة على الحفاظ على سيادتها في اتخاذ قراراتها الدفاعية. لكن في الوقت نفسه. تتطلع إلى الحصول على الأسلحة المتقدمة التي يمكن أن تعزز من قوتها العسكرية في مواجهة التهديدات المختلفة.

اقرأ كذالك:إيران تنتقد تصريحات هاكان فيدان وتركيا ترد بحزم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات