العالم

كواليس خطة ترامب بشأن غزة: تفاصيل ومفاجآت غير متوقعة

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن معلومات جديدة تتعلق بخطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن قطاع غزة. وفقًا لمصادر مقربة من ترامب، فإن الخطة وُضعت في ظروف غير اعتيادية، حيث وصفها أحد المسؤولين بأنها “مجنونة”. في الوقت ذاته، أكد المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، أن ترامب يسعى إلى تغيير المسار الذي استمر لعقود دون تحقيق نتائج.

إعلان ترامب عن خطته بشأن غزة

في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كشف ترامب عن رؤيته لمستقبل غزة. وأوضح أن الخطة تهدف إلى فرض سيطرة أميركية على القطاع وإعادة توطين السكان الفلسطينيين في دول أخرى، بغض النظر عن رغبتهم في المغادرة. كما وصف القطاع بأنه غير صالح للسكن حاليًا، وأشار إلى إمكانية تحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، مما يعكس رؤية اقتصادية تتجاوز الاعتبارات السياسية والإنسانية.

ورغم أن ترامب لم يقدم تفاصيل واضحة حول كيفية تنفيذ هذا المشروع الضخم، فإنه لم يستبعد إمكانية نشر قوات أميركية في غزة، إذا استدعت الحاجة ذلك.

كواليس إعداد الخطة

ذكرت الصحيفة أن فكرة السيطرة على غزة لم تكن ضمن السياسات الأميركية التقليدية، بل تشكلت حديثًا داخل دائرة ترامب المقربة. وقد عُرضت الفكرة على عدد من المسؤولين، لكنها لم تكن معروفة على نطاق واسع حتى قبل اجتماع ترامب ونتنياهو.

وأكد بعض المطلعين أن الخطة تسببت في صدمة حتى بين كبار داعمي ترامب داخل المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة. كما عبّر أحد رجال الأعمال الأميركيين المؤيدين لإسرائيل عن دهشته من المقترح، واصفًا إياه بأنه “غير واقعي”، نظرًا لتعقيداته السياسية واللوجستية.

ردود فعل الدبلوماسيين والمحللين

قوبلت خطة ترامب بانتقادات واسعة من الدبلوماسيين المخضرمين. وصرّح دان شابيرو، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، بأن المقترح “يفتقر إلى الجدية”. وأضاف أن أي محاولة لتنفيذه ستتطلب موارد مالية ضخمة، بالإضافة إلى نشر قوات أميركية، وهو ما قد يواجه رفضًا من الشركاء الإقليميين.

من جانبها، اعتبرت الصحيفة أن مقترح ترامب يعكس رؤيته للعالم كرجل أعمال ومطور عقاري أكثر من كونه سياسيًا. فقد أبدى اهتمامًا بجعل غزة موقعًا استثماريًا ضخمًا، متجاهلًا التعقيدات السياسية التي تحيط بالقضية الفلسطينية.

دور ستيفن ويتكوف في صياغة الخطة

يعد ستيفن ويتكوف من الشخصيات المؤثرة في تشكيل سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط. وبعد زيارته إلى غزة، أخبر الرئيس الأميركي بأن القطاع لم يعد صالحًا للحياة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة. وشدد على ضرورة توفير “فرصة أفضل” للفلسطينيين، سواء داخل غزة أو خارجها.

وأوضح ويتكوف في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” أن ترامب يسعى إلى تقديم “حل جديد”، بدلًا من الاعتماد على السياسات السابقة التي لم تحقق نجاحًا. كما أشار إلى أن إعادة إعمار غزة قد تستغرق ما بين 10 إلى 15 عامًا، مما يعزز فكرة البحث عن بدائل سريعة لتحسين أوضاع السكان.

أهداف نتنياهو وموقفه من الخطة

من جانبه، رحّب بنيامين نتنياهو بالخطة، معتبرًا أنها تمثل “تحولًا تاريخيًا” في التعامل مع ملف غزة. وأكد أن هدفه الأساسي يتمثل في منع القطاع من أن يصبح ملاذًا للجماعات المسلحة مجددًا. كما أشار إلى أن ترامب تبنّى هذا الهدف ورفعه إلى “مستوى أعلى”، مما قد يفتح الباب أمام ترتيبات أمنية وسياسية غير مسبوقة.

تداعيات الخطة وردود الأفعال الإقليمية

لا تزال خطة ترامب تثير الجدل على المستويين الإقليمي والدولي. فمن جهة، تواجه اعتراضًا قويًا من الدول العربية، التي ترفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم. ومن جهة أخرى، يُنظر إليها على أنها خطوة تهدف إلى تعزيز النفوذ الأميركي في المنطقة عبر مشاريع اقتصادية ضخمة.

ويبقى التساؤل الأهم: هل ستنجح إدارة ترامب في تنفيذ هذه الرؤية المثيرة للجدل، أم أنها ستبقى مجرد فكرة طُرحت في إطار حملة سياسية؟

اقرأ كذلك: رفض خطة ترامب للسيطرة على غزة وتحذير سيناتور أميركي من غزو القطاع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات