التحول الكبير في مشهد غزة: الأسباب والتداعيات
بعد أكثر من خمسة عشر شهرًا من الرفض الإسرائيلي والعناد، وُلد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. هذا الاتفاق جاء بعد محاولات عديدة لتحقيق أهداف العدوان، والتي تضمنت القضاء على حركة حماس عسكريًا وسلطويًا، واستعادة الأسرى بالقوة العسكرية. ومع مرور الوقت، تطورت هذه الأهداف لتصبح أكثر تعقيدًا.
الأهداف الإسرائيلية من العدوان على غزة
1. القضاء على حركة حماس
كان الهدف الرئيسي للعدوان الإسرائيلي هو القضاء على حركة حماس عسكريًا وسلطويًا. ومع ذلك، فشلت إسرائيل في تحقيق هذا الهدف رغم القصف المتواصل والتدمير الشامل.
2. استعادة الأسرى
سعت إسرائيل إلى استعادة الأسرى بالقوة العسكرية، لكنها لم تنجح في ذلك. بدلًا من ذلك، اضطرت إلى قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي تضمن إطلاق سراح الأسرى.
### 3. تهجير الفلسطينيين
تطورت أهداف العدوان لتصبح أكثر شراسة، حيث سعت إسرائيل إلى تهجير الفلسطينيين من شمال غزة. ومع ذلك، فشلت هذه المحاولات بسبب صمود الشعب الفلسطيني.
دور بنيامين نتنياهو في استدامة العدوان
عمل بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، على استدامة العدوان على غزة. رفض نتنياهو اتفاقيات وقف إطلاق النار المتعددة، بما في ذلك اتفاق مايو/أيار 2024 وتوصية محكمة العدل الدولية. كما رفض قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 الذي دعا لوقف إطلاق النار.
أسباب التحول الكبير في مشهد غزة
1. الأهداف الانفعالية لنتنياهو
اتخذ نتنياهو قرارات انفعالية منذ بداية العدوان، ظانًا أنه قادر على تحقيق النصر المطلق. ومع ذلك، فشل في تحقيق أهدافه بسبب ضعف المعلومات الاستخبارية وصمود الشعب الفلسطيني.
2. أداء المقاومة الفلسطينية
أظهرت المقاومة الفلسطينية، بقيادة كتائب عز الدين القسام، أداءً مذهلًا في ميدان المعركة. تسببت المقاومة في خسائر اقتصادية وبشرية جسيمة لإسرائيل، مما أفشل مخططات الاحتلال.
3. التحول في الرأي العام الإسرائيلي
بعد معركة طوفان الأقصى، تحول الرأي العام الإسرائيلي نحو تأييد وقف الحرب. هذا التحول جاء بسبب الخسائر الكبيرة وتزايد الضغط الداخلي على حكومة نتنياهو.
4. فشل المراهنة على الرئيس ترامب
عوّل نتنياهو على فوز الرئيس ترامب في الانتخابات الرئاسية، لكن الرياح جاءت بما لا يشتهي. وضع ترامب سقفًا زمنيًا لوقف إطلاق النار، مما اضطر نتنياهو للقبول بالاتفاق.
تداعيات التحول في مشهد غزة
1. فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها
فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها الرئيسية، بما في ذلك القضاء على حركة حماس وتهجير الفلسطينيين. هذا الفشل أظهر قوة المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب.
2. تعزيز إستراتيجية المقاومة
أظهرت معركة طوفان الأقصى قوة إستراتيجية المقاومة في غزة. هذا الأداء المذهل عزز مكانة حركة حماس وفصائل المقاومة في العقل الجمعي الفلسطيني.
3. تصدع نظرية الردع الإسرائيلية
سقطت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر. هذا التصدع سيؤثر على ثقة واشنطن والمنظومة الغربية في قدرة إسرائيل على حماية مصالحها في المنطقة.
4. ازدياد الخلافات الداخلية في إسرائيل
أدى الفشل في تحقيق أهداف العدوان إلى زيادة الخلافات الداخلية في إسرائيل. هذه الخلافات ستشكل علامة ضعف في جسد الدولة المحتلة.
مستقبل غزة بعد وقف إطلاق النار
1. إعادة إعمار غزة
بدأت جهود إعادة إعمار غزة بعد وقف إطلاق النار. هذه الجهود تتطلب دعمًا دوليًا لضمان إعادة بناء المساكن والبنية التحتية المدمرة.
2. تعزيز الحضور السلطوي لحركة حماس
تمكنت حركة حماس من نشر الشرطة وقوات الأمن في غزة بعد وقف إطلاق النار. هذا الحضور السلطوي يعكس قوة الحركة وتأييد الشعب لها.
3. دعم الشعب الفلسطيني
أظهر الشعب الفلسطيني في غزة صمودًا أسطوريًا رغم الألم والوجع. هذا الصمود يعطي رسالة قوية للمحتل والعالم بأن الفلسطيني لن ينكسر.
شهدت غزة تحولًا كبيرًا في المشهد السياسي والعسكري بعد أكثر من خمسة عشر شهرًا من العدوان الإسرائيلي. هذا التحول جاء نتيجة صمود الشعب الفلسطيني وأداء المقاومة المذهل. فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها، مما أدى إلى قبولها بوقف إطلاق النار. مستقبل غزة يعتمد على إعادة الإعمار ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات القادمة.
اقرأ كذلك: أوراق مصر لإفشال مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء