اقتصاد

ضغوط أوروبية على أوكرانيا للتفاوض مع روسيا وفقاً لإعلام أميركي

تصاعد الضغوط الأوروبية على أوكرانيا للتفاوض مع روسيا وسط مخاوف من تراجع الدعم الأمريكي واحتمالية تقديم تنازلات تشمل الأراضي

الضغوط الأوروبية على أوكرانيا للتفاوض مع روسيا تصاعد الضغوط الأوروبية على أوكرانيا تواجه أوكرانيا ضغوطًا متزايدة من قبل حلفائها الأوروبيين لبدء محادثات سلام مع روسيا، وفقًا لتقارير نشرتها وكالة بلومبيرغ وصحيفة وول ستريت جورنال. تشير هذه التقارير إلى أن بعض الدول الأوروبية مستعدة لدعم مبادرات قد تتطلب من أوكرانيا تقديم تنازلات تشمل أراضيها، بهدف إنهاء الحرب التي دخلت عامها الثاني وتسببت في أزمات سياسية واقتصادية عالمية.

 المخاوف الأوروبية من تغيير الدعم الأمريكي

بحسب بلومبيرغ، يعود الإلحاح الأوروبي لإيجاد حل سريع إلى مخاوف من تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا، خاصة مع احتمالية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في الانتخابات القادمة. ترامب تعهد بإيجاد حل سريع للحرب الروسية-الأوكرانية، مشيرًا إلى أنه لا يعتبر المطالب الأوكرانية أولوية. هذه التصريحات زادت من قلق أوروبا بشأن استمرار الدعم الأمريكي العسكري والمالي لكييف، ما دفعها إلى التفكير في خيارات بديلة لتحقيق السلام.

 الدور التركي في جهود السلام

من جهة أخرى، تسعى تركيا، كعضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)**، إلى تقديم مبادرة جديدة تهدف إلى وقف الحرب وتجمد النزاع القائم. وفقًا لتقرير بلومبيرغ، تتضمن هذه المبادرة عدة بنود، منها:
تأجيل طلب عضوية أوكرانيا في الناتو لمدة عشر سنوات كتنازل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
إنشاء منطقة منزوعة السلاح في منطقة دونباس، مع نشر قوات حفظ سلام دولية لضمان الاستقرار.
تأجيل المناقشات حول مصير الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا.
تقديم دعم عسكري واقتصادي لأوكرانيا كتعويض عن التنازلات المقترحة.

تهدف هذه الخطة إلى تحقيق وقف لإطلاق النار كخطوة أولى نحو السلام. ومع ذلك، يعتقد المسؤولون الأتراك أن قبول أوكرانيا لهذه الشروط سيكون تحديًا كبيرًا، نظرًا لتمسكها بموقفها الرافض للتنازل عن أي جزء من أراضيها.

 القلق الأوروبي من امتداد الصراع

تزايد القلق الأوروبي من احتمال تصاعد الصراع مع روسيا، خاصة بعد إرسال كوريا الشمالية قوات لدعم الجيش الروسي. يخشى حلفاء كييف أن تؤدي عضوية أوكرانيا في الناتو إلى مواجهة مباشرة مع موسكو، وهو سيناريو ترغب معظم الدول الأوروبية في تجنبه. في الوقت نفسه، يدرك المسؤولون الأتراك أن التوترات الدولية قد تزيد من صعوبة إيجاد حل يرضي جميع الأطراف.

 تغير الموقف الأوروبي بعد قمة بودابست

أبرز تقرير وول ستريت جورنال تغيرات في الموقف الأوروبي تجاه الحرب بعد انعقاد قمة بودابست في المجر. خلال القمة، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن قلقهما بشأن قدرة أوروبا على استمرار تقديم الدعم العسكري والمالي والإنساني لأوكرانيا إذا ما قررت الإدارة الأمريكية المستقبلية تقليص مساعداتها.

كما دعا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى تبني إستراتيجية ترامب، معتبرًا أن إنهاء الحرب بسرعة هو الخيار الأفضل. أشار أوربان إلى أن أوروبا تفتقر إلى إستراتيجية فعالة لتحقيق نصر أوكراني يعيد الأراضي المحتلة. لاقت هذه الرؤية دعمًا واسعًا حتى في الدول الأكثر دعمًا لكييف، مما يشير إلى تحول تدريجي في وجهات النظر الأوروبية.

 الموقف الشعبي الأوكراني

رغم تمسك الحكومة الأوكرانية بموقفها المعلن لاستعادة جميع الأراضي المحتلة من قبل روسيا، يظهر تغير تدريجي في الموقف الشعبي. أظهر استطلاع رأي أجراه **معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع** في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن نسبة الأوكرانيين المستعدين للتخلي عن بعض الأراضي مقابل إنهاء الحرب وصلت إلى 32%، مقارنة بـ14% فقط قبل عام.

يشير هذا التغير إلى تأثير الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها أوكرانيا على مدى الأشهر الماضية. مع استمرار الحرب وتقدم القوات الروسية على بعض الجبهات، يبدو أن قطاعًا متزايدًا من الأوكرانيين أصبح ينظر إلى التنازلات كخيار محتمل لتحقيق السلام.

 تداعيات الضغط الأوروبي على الكرملين

من وجهة نظر الكرملين، تعتبر الضغوط الأوروبية على الرئيس الأوكراني **فولوديمير زيلينسكي** دليلًا على نجاح إستراتيجية روسيا الاستنزافية. وفقًا لتقرير **وول ستريت جورنال**، فإن المسؤولين الروس يعتقدون أن أوكرانيا ستضطر في نهاية المطاف إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، رغم رفضها العلني لذلك.

من ناحية أخرى، قدم مستشارو ترامب خططًا تهدف إلى منع انضمام أوكرانيا إلى الناتو لمدة تصل إلى 20 عامًا، مع تقديم ضمانات تسليحية لردع أي هجوم روسي جديد. يعتقد ترامب ومستشاروه أن الظروف العسكرية والسياسية ستجبر كييف على القبول بالمفاوضات قريبًا.

 تعزيز الدعم العسكري الأمريكي

في المقابل، اتخذ الرئيس الأمريكي **جو بايدن** خطوات لتعزيز موقف أوكرانيا على الأرض قبل الانتخابات الرئاسية القادمة. سمح بايدن باستخدام صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف داخل العمق الروسي. الهدف من هذا القرار هو تقوية موقف زيلينسكي في أي مفاوضات مستقبلية، مما يضع ضغوطًا إضافية على روسيا لتحقيق توازن في ميزان القوى.

 السيناريوهات المستقبلية

مع تصاعد الضغوط الأوروبية وتغير الديناميكيات الدولية، تواجه أوكرانيا خيارات صعبة في المرحلة القادمة. يمكن تلخيص السيناريوهات المحتملة على النحو التالي:
1. استمرار الدعم الغربي: إذا تمكنت أوروبا وأمريكا من الحفاظ على جبهة موحدة، قد تواصل أوكرانيا مقاومتها دون تقديم تنازلات كبيرة.
2. قبول التنازلات: في حال تزايد الضغوط السياسية والاقتصادية، قد تضطر أوكرانيا إلى قبول بعض شروط روسيا لإنهاء الحرب.
3. تصعيد الصراع: إذا استمرت روسيا في تحقيق مكاسب عسكرية، قد تلجأ كييف إلى تصعيد إضافي بدعم غربي مباشر.

تظهر التقارير أن الحرب الأوكرانية قد تدخل مرحلة جديدة من الضغوط السياسية والمفاوضات، مع تزايد القلق الأوروبي من استمرارية الصراع. بينما تواجه أوكرانيا تحديات كبيرة للحفاظ على وحدتها وسيادتها، ستلعب التحركات الدولية دورًا حاسمًا في تحديد مسار الحرب ونتائجها المستقبلية.



اقرأ كذلك :إسرائيل تضيق الخناق على غزة من خلال حظر الواردات الغذائية التجارية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات