العالم

اختطاف أمهز يشعل غضبًا واسعًا في لبنان.. اتهامات لليونيفيل وتهديدات إسرائيلية بتصعيد

عملية اختطاف عماد أمهز تتسبب في أزمة سياسية وأمنية في لبنان.. اتهامات لليونيفيل بالتقصير وتهديدات إسرائيلية بتصعيد الهجمات ضد حزب الله وسط دعوات لتدخل دولي لحماية السيادة اللبنانية

شهدت الساعات الأخيرة توترًا شديدًا في أروقة السياسية في لبنان. بعد اختطاف قوة كوماندوز بحرية إسرائيلية لمواطن لبناني يُدعى **عماد فاضل أمهز** من شمال لبنان. وأثار هذا الحدث ردود فعل غاضبة بين المسؤولين اللبنانيين، حيث تعالت الأصوات المطالبة بمحاسبة الجهات المسؤولة وتقديم شكوى ضد إسرائيل في **مجلس الأمن** الدولي.

تفاصيل عملية الاختطاف

في الساعات الأولى من يوم السبت. تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية نبأ تنفيذ قوة خاصة إسرائيلية عملية إنزال جريئة في منطقة **البترون**. الواقعة شمال لبنان، وأسفرت العملية عن اختطاف أمهز. وفقًا لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، قادت وحدة الكوماندوز البحرية المعروفة باسم “**شايطيت 13**” عملية تسلل عميقة تجاوزت 200 كيلومتر داخل الأراضي اللبنانية. وقد نُفذت العملية تحت حماية مشددة من السفن والصواريخ الإسرائيلية، وعادت القوة الإسرائيلية إلى مياهها الإقليمية باستخدام زوارق سريعة بعد تنفيذ مهمتها.

تشير المصادر الإسرائيلية إلى أن العملية تمت بعد منتصف الليل. حيث وصل 25 جنديًا إسرائيليًا إلى منزل أمهز ونفذوا عملية الاختطاف بسرعة فائقة. مستهدفين ما اعتبرته إسرائيل “مسؤولًا عسكريًا في **حزب الله**”. وقد ظلت إسرائيل ملتزمة بالصمت الرسمي لعدة ساعات قبل أن يؤكد **الجيش الإسرائيلي** قيام وحدة شايطيت 13 باختطاف عنصر من حزب الله يملك “معرفة واسعة في المجال البحري”، دون الكشف عن هويته.

الاتهامات الموجهة لليونيفيل

**وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية** أشار إلى دور **قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان** (اليونيفيل) في مراقبة الشواطئ اللبنانية، لاسيما أن هذه القوة تُكلَّف بموجب **قرار مجلس الأمن رقم 1701** بضمان عدم حدوث اختراقات أمنية. وقال حمية إن مسؤولية اليونيفيل تحتم عليها منع أي اختراقات من هذا النوع، خاصة في المياه الإقليمية اللبنانية.

في هذا السياق، أثار حمية الشكوك حول الدور الفعلي لليونيفيل. وطالب بإجراء تحقيق شامل لمعرفة إن كان هناك تواطؤ أو تراخٍ في أداء مهامها الرقابية. وأعرب عن استيائه من الوضع القائم. قائلاً إن الحادث يعد “انتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية”، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف صارم تجاه هذه الانتهاكات.

نفي لبناني للادعاءات الإسرائيلية

وفي مقابل الرواية الإسرائيلية التي زعمت أن أمهز يعمل كضابط في **الجيش اللبناني** ومسؤول عسكري في حزب الله. نفت الحكومة اللبنانية صحة هذه الادعاءات. مؤكدة أن أمهز هو قبطان بحري مدني وليس له أي صلة بالأجهزة العسكرية. وأكدت **وزارة الدفاع اللبنانية** أن ادعاءات إسرائيل لا أساس لها من الصحة، معتبرة أن هذا العمل يمثل تعديًا على مواطن لبناني بريء.

بدورها، ذكرت **وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية** أن السلطات اللبنانية فتحت تحقيقًا فوريًا في الحادث. مؤكدة أن الأجهزة الأمنية تسعى لجمع كافة المعلومات حول تفاصيل عملية الاختطاف. ونقلت الوكالة عن سكان منطقة البترون، الذين أفادوا بأن قوة عسكرية مجهولة الهوية نفذت عملية الإنزال البحري. وقامت باقتحام شاليه قرب الشاطئ، حيث اختطفت المواطن اللبناني قبل أن تغادر الموقع بسرعة باستخدام زوارق سريعة.

بيان الجيش الإسرائيلي والتصعيد المعلن

بعد عدة ساعات من صمت الحكومة الإسرائيلية. أصدر **الجيش الإسرائيلي** بيانًا يؤكد فيه تنفيذ العملية التي أسفرت عن أسر عنصر ينتمي إلى حزب الله ويمتلك خبرة واسعة في المجال البحري. وشدد الجيش على أن العملية جزء من خطة أوسع تهدف إلى تقويض القدرات البحرية لحزب الله، متوعدًا باستهداف المزيد من الأفراد البارزين في الحزب أينما سنحت الفرصة.

ويبدو أن هذه التصريحات تعكس نية إسرائيلية لتصعيد الأمور في المنطقة. إذ قال المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية لن تتردد في مواصلة عملياتها ضد ما اعتبره “التهديدات المحتملة” من قبل حزب الله.

الرد اللبناني والدعوة لتقديم شكوى لمجلس الأمن

في خضم هذه التطورات. دعا **رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي** وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا العمل يعد انتهاكًا صارخًا لسيادة لبنان وخرقًا لقرارات الأمم المتحدة. وذكر بيان صادر عن مكتب ميقاتي أن رئيس الوزراء تواصل مع قيادة اليونيفيل التي أكدت بدورها أنها تجري تحقيقًا شاملاً حول الحادثة وتنسق مع **الجيش اللبناني** في هذا الصدد.

اليونيفيل تنفي علاقتها بالحادث

في المقابل، نفت اليونيفيل أي علاقة لها بعملية الاختطاف. حيث أكدت نائبة الناطق باسم اليونيفيل **كانديس أرديل** أن قوة الأمم المتحدة لا تمت بأي صلة إلى تسهيل أو دعم أي عمليات اختطاف على الأراضي اللبنانية. وأشارت إلى أن اليونيفيل ملتزمة بتأدية مهامها وفق القرارات الدولية. مشددة على أنها لا تتهاون في أي خرق للقانون الدولي أو انتهاك للسيادة اللبنانية.

تداعيات عملية الاختطاف

من المتوقع أن تُلقي عملية اختطاف أمهز بظلالها على العلاقات المتوترة أصلاً بين لبنان وإسرائيل. والتي تشهد تصعيدًا مستمرًا خلال السنوات الأخيرة. ويخشى مراقبون من أن تتسبب هذه العملية في زيادة التوتر في المنطقة، خاصة مع إعلان الجيش الإسرائيلي عزمه على تنفيذ المزيد من العمليات المماثلة. وتلميحات بعض المسؤولين الإسرائيليين حول نية إسرائيل استهداف شخصيات بارزة أخرى في حزب الله.

كما يثير اختطاف أمهز مخاوف واسعة حول الوضع الأمني على الحدود اللبنانية. وسط اتهامات موجهة لليونيفيل بالتقصير في حماية الأراضي اللبنانية، ومطالبات داخلية بضرورة إعادة النظر في دورها ووظائفها. وتزداد الضغوط على الحكومة اللبنانية لرفع صوتها عاليًا في المحافل الدولية ومطالبة مجلس الأمن باتخاذ خطوات حازمة لحماية السيادة اللبنانية ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.

الانعكاسات السياسية على الداخل اللبناني

وفي ضوء هذه التطورات، يعكس الغضب اللبناني العارم من الحادث عدم الرضا الشعبي عن الوضع الحالي. ويضغط على السياسيين اللبنانيين لاتخاذ مواقف أكثر حدة تجاه **التدخلات الإسرائيلية** المتكررة. ويدعو كثير من اللبنانيين إلى ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة للتصدي لهذه الانتهاكات. خاصة وأنها تشكل تحديًا واضحًا للأمن الوطني.

وفي هذا السياق، ظهرت دعوات من بعض الأحزاب اللبنانية لبحث إمكانية تعزيز القوات البحرية وتطوير القدرات الدفاعية للجيش اللبناني، بحيث يمكنه التصدي لأي محاولات إسرائيلية للتدخل داخل الأراضي اللبنانية أو تنفيذ عمليات غير مشروعة. كما تصاعدت الأصوات الداعية إلى إعادة تقييم الدور الذي تلعبه اليونيفيل وتحديد مدى قدرتها على حماية الحدود اللبنانية.

هل يشعل اختطاف أمهز توترًا إقليميًا جديدًا؟

تثير هذه الحادثة مخاوف من تأثيرها على التوازنات الهشة في المنطقة. حيث يخشى أن تتسبب عملية الاختطاف في تدهور الأوضاع الإقليمية وتصعيد الصراع بين **إسرائيل** وحزب الله. وتراقب أطراف دولية بقلق تداعيات هذه التطورات، حيث من الممكن أن يؤدي تصعيد الصراع إلى زعزعة استقرار المنطقة ودفع الأطراف الإقليمية للتدخل.

ورغم التوترات المتزايدة، يأمل المراقبون أن يسعى المجتمع الدولي إلى تهدئة الأوضاع من خلال اتخاذ إجراءات دبلوماسية تمنع انزلاق المنطقة نحو مواجهة جديدة. خاصة وأن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على أمن المنطقة بأكملها.

اقرأ كذلك: إيران تتوعد برد قاسٍ على إسرائيل وأمريكا، وليبرمان يدعو لاستهداف منشآتها النووية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات