أمريكا تقلل من أهمية هجوم إيران، وبريطانيا تعبر عن دعمها لإسرائيل
تصعيد التوترات في الشرق الأوسط: الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بينما ترد إيران على الاغتيالات، وبريطانيا تطالب بوقف إطلاق النار
أمريكا تقلل من أهمية الهجوم الإيراني، وبريطانيا تعبر عن دعمها لإسرائيلفي وقت تتصاعد فيه التوترات في منطقة الشرق الأوسط، قلل البيت الأبيض من أهمية الهجوم الإيراني الذي استهدف إسرائيل باستخدام عشرات الصواريخ. جاء ذلك في سياق مخاوف أمريكية متزايدة من تطور المشهد، حيث تمّت الدعوة من قبل الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في المنطقة. هذا التصعيد يُسلط الضوء على الصراع المتجدد بين إيران وإسرائيل، ويعكس حالة من عدم الاستقرار في المنطقة بأسرها.
تقييم الهجوم الإيراني
قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن بلاده تدعم إسرائيل بشكل كامل في ظل هذه الأوضاع المعقدة. أضاف أن فريق الأمن القومي الأمريكي يتواصل بشكل دائم مع نظرائهم الإسرائيليين لتقييم الوضع. تشير هذه التصريحات إلى حرص الولايات المتحدة على تعزيز علاقتها مع إسرائيل، خاصةً في وقت الأزمات.
في وقت سابق من مساء الثلاثاء، صرح المتحدث باسم البيت الأبيض، جيك سوليفان، بأن الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل على تقييم الهجوم الإيراني، كما يتم التشاور بشأن الخطوة المقبلة. هذا التعاون يشير إلى أهمية التنسيق بين الحلفاء لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.
وأضاف سوليفان أن الهجوم الإيراني “يبدو غير فعال”، مشيرًا إلى أن هناك تداعيات كبيرة لهذا الهجوم. هذا التحليل يعكس تفاؤلًا حذرًا من جانب البيت الأبيض بشأن قدرة إسرائيل على مواجهة التهديدات.
الدعم العسكري الإسرائيلي
في إعلان سابق، قال الرئيس الأمريكي بايدن إنه أصدر أمرًا للجيش الأمريكي “بمساعدة الدفاعات الإسرائيلية”. الهدف من هذا الأمر هو إسقاط الصواريخ الإيرانية التي تستهدف إسرائيل، وذلك وفقًا لما أفاد به البيت الأبيض في بيان رسمي. يعكس هذا القرار التزام الولايات المتحدة القوي بدعم حليفتها في الشرق الأوسط.
أعلنت إسرائيل، مساء اليوم، أنها تعرضت لوابل من الصواريخ الإيرانية. جاء الهجوم في سياق ما وصفته طهران بأنه انتقام لاغتيال شخصيات بارزة، مثل الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.
تفاصيل اغتيال نصر الله وهنية
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل اغتالت نصر الله في غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر/أيلول الماضي. وفي الوقت نفسه، تم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في قصف لمقر إقامته خلال زيارة لطهران في نهاية يوليو/تموز الماضي. تشير هذه العمليات إلى أن الصراع بين إيران وإسرائيل يتجاوز مجرد تبادل الهجمات، بل يمتد إلى محاور أمنية وسياسية أوسع.
الإدانة العالمية للهجمات الإيرانية
في سياق ردود الفعل، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، -وفق صحيفة نيويورك تايمز- إنه يتعين على العالم بأسره أن يدين الهجوم الإيراني على إسرائيل. هذه الدعوة تشدد على أهمية الوحدة الدولية ضد التصعيد.
أشار بلينكن إلى أن إسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة، تمكنت من إحباط الهجوم بشكل فعال. هذه التصريحات تعكس رؤية واشنطن لأهمية تعزيز التعاون مع حلفائها في مواجهة التحديات المشتركة.
من جهة أخرى، نددت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بما وصفتها بالهجمات المتهورة التي شنتها إيران. وقد طالبت بوقف الهجمات اللاحقة، بما في ذلك تلك التي يشنها حلفاؤها. هذا الموقف يُبرز القلق الأمريكي من إمكانية تفاقم الصراع.
التخوف من تصاعد الصراع
نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين أن واشنطن تتخوف من تطور تبادل إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. وفقًا لهؤلاء المسؤولين، تشمل السيناريوهات الأكثر تطرفًا توجيه ضربات من قبل إسرائيل لمنشآت نووية إيرانية. يبدو أن هذه التطورات تعكس قلقًا متزايدًا من إمكانية تصعيد الصراع إلى مستويات جديدة.
تشير التقارير إلى أن واشنطن كانت تقيم مؤخرًا كيف يمكن أن يتطور تبادل إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. هذا التقييم يعكس حرص الولايات المتحدة على متابعة الأحداث عن كثب واستعدادها لاتخاذ خطوات ضرورية للحفاظ على استقرار المنطقة.
تضامن بريطاني مع إسرائيل
في ظل هذه التوترات، عبر رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، لنظيره الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن “الالتزام الثابت” من بلاده بأمن إسرائيل وحماية المدنيين. جاء هذا التصريح بعد الهجوم الصاروخي الإيراني، مما يعكس موقف لندن القوي من دعم حليفتها في الشرق الأوسط.
ذكر متحدث باسم مكتب ستارمر أن رئيس الوزراء تحدث مع نتنياهو بعد ظهر اليوم، وناقشا تصاعد الموقف في أنحاء الشرق الأوسط. أضاف المتحدث أن ستارمر ندد “بأشد العبارات” بهجوم إيران على إسرائيل الذي بدأ خلال محادثة الزعيمين.
موقف الأمم المتحدة من التصعيد
في السياق ذاته، ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، “بتوسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط”. جاء ذلك بعد إطلاق إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل. دعا غوتيريش، على منصة “إكس”، إلى وقف إطلاق النار في المنطقة، قائلاً: “لا بد أن يتوقف هذا. نحتاج بكل تأكيد إلى وقف إطلاق النار”.
تُعتبر دعوات غوتيريش جزءًا من الجهود المستمرة للمنظمة الدولية لتهدئة الوضع المتأزم في المنطقة. تعكس هذه التصريحات القلق العالمي بشأن تداعيات النزاع على الأمن الإقليمي والدولي.
ردود فعل دولية أخرى
في سياق ردود الفعل، ذكرت شبكة سكاي نيوز اليوم الثلاثاء أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تحدث هاتفيًا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والملك الأردني، الملك عبد الله. هذه الاتصالات تشير إلى أهمية التنسيق بين الدول في مواجهة التحديات الأمنية.
من جهته، أعرب رئيس الوزراء الفرنسي، ميشال بارنييه، أمام الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) عن قلقه من “التصعيد” في الشرق الأوسط و”النزاع المباشر” بين إيران وإسرائيل. اعتبر بارنييه أن الوضع “خطر للغاية”.
تُعتبر هذه التصريحات دليلاً على المخاوف الدولية من إمكانية تصاعد النزاع وتأثيره على استقرار المنطقة بأسرها.
التهديدات من الفصائل العراقية
لكن فصائل عراقية أكدت أن “جميع القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة ستكون هدفًا” لها في حال الهجوم على إيران. جاء ذلك بعد أن نفذت طهران هجومًا صاروخيًا على إسرائيل.
أفادت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية، التي تضم فصائل موالية لإيران، بأنه “إذا ما تدخل الأمريكيون في أي عمل عدائي ضد الجمهورية الإسلامية أو في حال استخدام العدو الصهيوني للأجواء العراقية لتنفيذ أي عمليات قصف لأراضيها، فستكون جميع القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة هدفًا لنا”.
رد إسرائيل على الهجوم الإيراني
في ختام هذه التطورات، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أن إسرائيل سترد على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدفها مساء الثلاثاء. أشار هاغاري إلى أن الرد سيكون في الوقت والمكان اللذين تختارهما إسرائيل.
تُظهر هذه التصريحات أن إسرائيل مستعدة للتعامل مع التهديدات الأمنية، وستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أراضيها.
إن الهجوم الإيراني على إسرائيل يُعد خطوة تصعيدية في صراع معقد يتطلب استجابة من المجتمع الدولي. على الرغم من الدعم القوي الذي تقدمه الولايات المتحدة وإسرائيل لبعضهما البعض، فإن الأحداث الحالية تشير إلى أن الوضع في الشرق الأوسط قد يكون أكثر خطورة مما يبدو.
التوترات الحالية تستدعي من جميع الأطراف المعنية التفكير في حلول دبلوماسية بدلاً من التصعيد العسكري، لتجنب وقوع أزمة إنسانية أو تهديدات للأمن الدولي.
في هذا السياق، تُعتبر الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار أمرًا بالغ الأهمية، حيث يمكن أن تسهم في تجنب المزيد من التصعيد وتوفير ظروف أفضل للسلام في المنطقة.
اقرأ كذلك :معلومات حول العملية البرية الإسرائيلية في لبنان