تسأل العديد من المحللين لماذا لم يستخدم حزب الله صواريخه المتطورة رغم قدراته العسكرية الهائلة. يبدو أن الحزب يتبع سياسة محسوبة في الرد على إسرائيل، حيث لم يستهدف حتى الآن المراكز السكانية الإسرائيلية، ولم ينشر أسلحته الأكثر تطورًا. هذه الاستراتيجية تعكس حذرًا واضحًا، والذي قد يكون نابعًا من عدة عوامل داخلية وخارجية، تتعلق بالحزب وحلفائه، وتحديدًا إيران.
**التأثير الإيراني على قرارات الحزب**
وفقًا للتقرير، قد تكون إيران القوة الرئيسية التي تضغط على حزب الله لتجنب التصعيد. تعتبر إيران حزب الله بمثابة بوليصة تأمين استراتيجية في حال قيام إسرائيل بمهاجمة برنامجها النووي. كلما أطلق الحزب صواريخه الأكثر تطورًا، تضعف قوة الردع الإيرانية. لذلك، من مصلحة إيران الحفاظ على ترسانة الحزب وعدم استهلاكها في معارك لا تمثل تهديدًا وجوديًا.
**حسابات حزب الله الداخلية**
إلى جانب التأثير الإيراني، هناك أسباب داخلية قد تدفع حزب الله إلى التريث في استخدام قدراته العسكرية الكاملة. الرأي العام اللبناني والتأثير المحتمل على المدنيين قد يكون أحد هذه العوامل. أيضًا، هناك مخاوف من الوقوع في فخ إسرائيلي مُحكم، حيث أن تصعيد الصراع قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة بالنسبة للحزب. يفضل الحزب على ما يبدو استراتيجية “المواجهة الاستنزافية”، حيث يهدف إلى إضعاف إسرائيل على المدى الطويل دون الدخول في معركة شاملة.
**ترسانة حزب الله المتطورة**
رغم تردد الحزب في استخدام كامل ترسانته، فإن قدراته العسكرية في تطور مستمر منذ حرب 2006. يمتلك الحزب الآن أسلحة وصواريخ أكثر تطورًا، قادرة على إحداث أضرار جسيمة في البنية التحتية الإسرائيلية. ومع ذلك، لا تزال القيادة حذرة في كيفية استخدامها. يعتقد البعض أن هذه الاستراتيجية هي وسيلة لزيادة الضغط على إسرائيل دون اللجوء إلى مواجهة شاملة.
**نظرة إلى المستقبل**
رغم كل التوترات والتحذيرات من تصعيد محتمل، يبدو أن حزب الله مستمر في سياسته الحذرة. قد يستمر هذا الوضع طالما بقيت إيران تسعى للحفاظ على حزب الله كورقة ضغط استراتيجية ضد أي هجوم إسرائيلي محتمل على برنامجها النووي. وفي الوقت نفسه، يعتمد الحزب على استراتيجيات أخرى، مثل المواجهة طويلة الأمد والاستنزاف، لتحقيق أهدافه دون المخاطرة بتصعيد كبير قد يؤدي إلى خسائر فادحة في صفوفه أو في لبنان بشكل عام.
اقرأ كذلك: البيجر القـ .ـاتل: سلاح خفي في معارك الحروب السيبرانية
