اقتصاد

تعرف إلى أسباب ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق .. دليل شامل

مدى جاذبية الذهب كملاذ استثماري وعامل تحفظ على القيمة في ظل تاريخه الطويل وتفضيل المستثمرين الأميركيين له خلال الأزمات الاقتصادية

في خضم مؤشرات الاقتصاد الأميركي القوية التي صدرت مؤخراً ومع ارتفاع سوق الأسهم. وصل الذهب – وهو الملاذ التقليدي الآمن – إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2195 دولارًا للأونصة. قبل أن يلتقط أنفاسه قليلاً، مسجلاً مكاسبًا بنسبة تفوق 5% منذ بداية العام حتى الآن وارتفاعًا مثيرًا للانتباه بنسبة تقارب 19% في الأشهر الـ12 الماضية.

وبناءً على تقرير نشرته مجلة فوربس، يتعاظم الاهتمام بفهم القوى الدافعة وراء هذا الارتفاع غير المتوقع لأسعار الذهب. تتجلى تلك القوى في عدة عوامل تمثلت في الشكوك المتزايدة بشأن استقرار الاقتصاد العالمي وتزايد الحاجة إلى الملاذات الآمنة كالذهب. ولعل أحد أبرز العوامل التي أثرت على هذا الاتجاه هو توترات السياسة الدولية. سواء كانت الخلافات التجارية بين الدول الكبرى أو التوترات الجيوسياسية في مناطق مثل الشرق الأوسط وأوكرانيا.

بالإضافة إلى ذلك. يسهم الاضطراب في الأسواق المالية العالمية والتقلبات الناتجة عن جائحة كوفيد-19 في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن. فالمستثمرون يلجأون إلى الذهب كوسيلة لحماية قيمتهم خلال الفترات العصيبة والمضطربة.

علاوة على ذلك، تعزز السياسات النقدية التي تنتهجها البنوك المركزية حول العالم الطلب على الذهب. حيث يعتبر الذهب استثماراً جيداً في ظل الفائدة المنخفضة أو السلبية على النقد الورقي.

ومع تزايد الاضطرابات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي. من المتوقع أن يستمر الطلب على الذهب كملاذ آمن في الفترة المقبلة. مما قد يؤدي إلى استمرار ارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية.

فهم التناقضات والتحديات الراهنة في سوق الذهب

يقول تقرير مجلة فوربس إن ارتفاع الذهب إلى مستويات قياسية يتناقض بشكل صارخ مع سابقاته. حيث ارتفع المعدن الأصفر خلال الأزمة المالية في أواخر العقد الأول من القرن 21، ومع بداية جائحة كوفيد-19.

ويضيف التقرير أنه بينما من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأميركي بنسبة 2.1% هذا العام، متجاوزاً الاقتصادات المتقدمة الأخرى. يبدو أن الدافع الحقيقي وراء صعود الذهب هو التوقعات الأقل تفاؤلاً للعديد من الأسواق غير الأميركية.

وشهدت البورصات الأجنبية، وخاصةً في هونغ كونغ والمملكة المتحدة، أداءً ضعيفًا. حيث انخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 18% خلال العام الماضي. كما انخفض مؤشر “إف تي إس إي 100” البريطاني بنسبة 3%.

يبدو أن المستثمرين يلجأون إلى الذهب كملاذ آمن في ظل تقلبات الأسواق وعدم اليقين الاقتصادي. مما يؤدي إلى ارتفاع قيمته بشكل ملحوظ ويعزز مكانته كأداة استثمارية مفضلة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.

تسهم عدة عوامل في ارتفاع سعر الذهب، منها:

سعي بعض المستثمرين إلى الحصول على الحماية من مخاطر التضخم الأعلى من المتوقع.

قيام مستثمرين آخرين بتعديل محافظهم الاستثمارية في أعقاب ارتفاع سوق الأسهم.

تنضاف المخاوف الجيوسياسية، بما في ذلك حرب إسرائيل على غزة، وكذلك روسيا وأوكرانيا. إلى جانب الانتخابات الرئاسية الوشيكة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. إلى قائمة الشكوك التي تدفع المستثمرين إلى التحول إلى الذهب.

يراقب محللون عن كثب التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة. والتي قد تؤثر على عوائد السندات الحكومية الأميركية، مما يجعل أصول الملاذ الآمن الأخرى مثل الذهب أكثر جاذبية.

زيادة مشتريات الذهب القياسية من قبل البنوك المركزية على مستوى العالم.

احتمال تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين إذا أصبح دونالد ترامب المرشح الرئاسي الجمهوري. يتم الاستشهاد بها كأسباب لبقاء المنحنى صعوديا بشأن الذهب.

جاذبية الذهب العالمية وشهية الأسواق الآسيوية

ومن المثير للدهشة أن حوالي نصف شحنات الذهب في يناير/كانون الثاني الماضي كانت متجهة إلى هونغ كونغ والبر الرئيسي للصين. مما يشير إلى شهية كبيرة للذهب في الأسواق الآسيوية، ويؤكد جاذبيته العالمية.

جاذبية الذهب كملاذ استثماري وتحفظ على القيمة

وتعود شعبية الذهب كاستثمار إلى تاريخه الممتد لقرون من الاحتفاظ بقيمته خلال فترات التضخم والصراع العالمي. وشهد العام الماضي تعبير المستثمرين الأميركيين عن أعلى مستويات ثقتهم بالذهب منذ عام 2012. حيث أشار استطلاع أجرته مؤسسة غالوب إلى ثقة أكبر في استثمارات الذهب مقارنة بالأسهم.

ويتماشى ارتفاع الذهب مع الاستقرار النسبي للدولار الأميركي. والذي عادة ما يكتسب قيمة أثناء الأزمات وأوضاع السوق الصعبة.

ويقول تقرير فوربس إنه على الرغم من زيادة قيمته بنسبة 394% على مدار الـ20 عاما الماضية. متخلفا عن عائد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 522%. فإن مرونة الذهب تظل جديرة بالملاحظة، أخذا في الاعتبار أنه يفتقر إلى إمكانات الربح التي تتمتع بها الأسهم التقليدية.

اقرأ كذلك: ما حجم التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات