مدونات

ما هدف إقامة ميناء أميركي في غزة؟ السيطرة على الغاز وضمان مسار اقتصادي

التحالف الأميركي لتأمين ممر تجاري جديد في منطقة شرق المتوسط: استراتيجية اقتصادية لمواجهة توسّع الصين في مشروع الحزام والطريق

يثير قرار الولايات المتحدة بإنشاء ميناء بحري عائم على سواحل قطاع غزة جدلاً واسعًا حول الأهداف الحقيقية المخفية خلف هذه الخطوة. بينما تزعم واشنطن أن الميناء سيكون مؤقتًا وستكون وظيفته الرئيسية توصيل المساعدات إلى السكان الذين يعانون من المجاعة جراء الحرب الإسرائيلية. يشكك البعض في هذه الادعاءات ويرون أن الهدف الحقيقي هو تحقيق مكاسب اقتصادية. خاصة فيما يتعلق بالسيطرة على موارد الغاز قبالة سواحل غزة وتأمين الممر الاقتصادي الذي يربط أوروبا بالشرق الأوسط، والذي سيكون ضمن منافسة مشروع الحزام والطريق الصيني.

مع وجود أكثر من 8 معابر تربط قطاع غزة بالعالم الخارجي، يبدو وجود ميناء بحري أميركي زائدًا. وخاصة مع وجود معابر برية وبحرية مع إسرائيل ومصر. يمكنها جميعًا نقل المساعدات والبضائع إلى السكان الذين يبلغ عددهم أكثر من 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة.

لا يزال هناك شكوك حول فعالية الميناء العائم في تحقيق أهدافه المعلنة. خاصة مع وجود البدائل البرية والبحرية. يعتبر فتح المزيد من الطرق البرية لنقل المساعدات إلى غزة أمرًا ضروريًا. وفقًا لمفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات، يانيز لينارتشتش.

إعلانات رئاسية: ميناء مؤقت وممر بحري لغزة

في خطاب “حالة الاتحاد” في 8 مارس/آذار. كشف الرئيس جو بايدن عن توجيهاته للجيش لبناء ميناء مؤقت بالقرب من سواحل غزة. أكد أن المساعدات ستصل إلى القطاع عبر الميناء دون تدخل عسكري أميركي ميداني.

وبالتزامن، أعلن رئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس في مؤتمر صحفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن قرب فتح ممر بحري لنقل المساعدات إلى غزة.

تأتي هذه الإعلانات في سياق الجهود الدولية لتخفيف معاناة سكان غزة. حيث يعانون من نقص حاد في الموارد الأساسية نتيجة للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات.

يُعتبر بناء ميناء مؤقت خطوة هامة لتيسير دخول المساعدات بطريقة آمنة وفعالة. كما يمثل فتح ممر بحري إضافي فرصة لزيادة حجم المساعدات المقدمة للسكان المحاصرين في غزة.

هذه الخطوات تعكس التزامًا دوليًا بتحسين الظروف الإنسانية في القطاع. وتشكل جزءًا من الجهود المستمرة لإيجاد حلول دائمة للأزمة الإنسانية المستمرة في غزة.

بناء ميناء مؤقت في غزة: تحديات وانتقادات

أعلن الجيش الأميركي أمس عن توجه عدد من سفنه إلى غزة لإنشاء ميناء “مؤقت” يتيح تسلم المساعدات الإنسانية. وهو الخبر الذي أثار الكثير من الانتقادات والتساؤلات حول فعالية هذه الخطوة.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن دبلوماسيين ومسؤولي إغاثة تحدثوا عن “تحديات هائلة” تواجه جهود نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر البحر. مما يجعل بناء الميناء العائم مهمة صعبة ومكلفة.

وأشارت الصحيفة إلى تكلفة بناء الميناء وتكاليف الشحن التي قد تبلغ عشرات الملايين من الدولارات على مدار أشهر عدة، دون تحديد من سيتولى مسؤولية إدارته وتأمينه.

إلى جانب الأهداف السياسية المحتملة، هناك نواح اقتصادية قد تكون جذبت اهتمام واشنطن للمشاركة في هذا المشروع. بما في ذلك استغلال موارد الغاز الطبيعي قبالة سواحل غزة وتعزيز التجارة الدولية في المنطقة.

بالتالي، يبدو أن بناء الميناء العائم في غزة يثير أسئلة كثيرة بشأن جدواه وفعاليته المحتملة. ويتطلب دراسة شاملة للتأثيرات الاقتصادية والسياسية المرتقبة على المنطقة بأسرها.

هل هو الغاز؟ استكشاف ثروات الغاز في شرق المتوسط

منذ عام 2012، تصاعد الاهتمام بمنطقة شرق المتوسط بفضل اكتشافات كبيرة للغاز الطبيعي من قبل إسرائيل، مما أدى إلى تحولها إلى مصدر رئيسي للطاقة.

إسرائيل تمتلك خمسة حقول للغاز على البحر المتوسط، بما في ذلك حقل لفيتان الكبير. بينما تمتلك مصر حقولًا تكفيها ذاتيًا حتى منتصف عام 2023، بما في ذلك حقل ظهر الذي يعتبر أكبر إنتاج يومي للغاز.

الفلسطينيون يمتلكون حقل غاز غزة مارين الضخم، والذي يُعتقد أنه يحتوي على كميات هائلة من الغاز الطبيعي.

في يونيو/حزيران 2023، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتنفيذ مشروع لتطوير حقل غاز غزة مارين. مما يعكس الجهود المبذولة لتعزيز الاقتصاد الفلسطيني.

بوجود كل هذه الثروات، قد يكون لوجود الولايات المتحدة في المنطقة تفسيرات متعددة. خاصة مع دخول لبنان على الخط بعد اتفاق ترسيم الحدود مع إسرائيل.

الولايات المتحدة، جنبًا إلى جنب مع قطر وأستراليا، تتنافس على لقب أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم. مما يؤكد على أهمية الغاز الطبيعي كمورد حيوي للاقتصادات العالمية، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية الراهنة.

تأمين ممر تجاري: تحالف أميركي لمواجهة الصين

السيناريو الاقتصادي البديل للوجود الأميركي في شرق المتوسط يتمثل في تأمين أحد أبرز الممرات التجارية المتوقعة. الذي تم الإعلان عنه في قمة مجموعة الـ20 بالهند العام الماضي.

في 10 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت دول من بينها السعودية، الولايات المتحدة، الهند، الإمارات، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا. والاتحاد الأوروبي، توقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع إنشاء ممر اقتصادي جديد يربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

الممر المقترح، الذي سيمر عبر إسرائيل، سيكون منافسًا لمشروع الحزام والطريق الصيني. وهو هدف أميركي للتحرك ضد الصين عن طريق تعزيز الروابط التجارية بين أسواق الشرق والغرب.

منطقة البحر المتوسط ستكون النقطة البحرية لنقل البضائع من الشرق إلى الغرب. وهذا يبرر وجود الولايات المتحدة في المنطقة. حيث تسعى للتنافس مع الصين على السيطرة على تدفق التجارة العالمية.

اقرأ كذلك: إسرائيل تناقش شراء ميناء في قبرص ..ما ارتباطها بمبادرة بايدن ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات