آثار حرب غزة على الوضع الاقتصادي يؤثر على استعدادات المسلمين لشهر رمضان
تحديات استقبال شهر رمضان في السودان: الحرب المستمرة، النزوح الجماعي، والأزمة الاقتصادية تلقي بظلالها على الحياة اليومية

يستقبل العالم العربي والإسلامي شهر رمضان، وسط حماس وتحضيرات مكثفة لاستقبال هذا الشهر الفضيل. تتنوع الاستعدادات في الدول العربية بين جهود رسمية لتجهيز المساجد لصلوات التراويح والتهجد، وأنشطة خيرية تطوعية تمتد إلى المستوى الشعبي.
الاستعدادات الدينية في القدس والعالم الإسلامي لاستقبال شهر رمضان
أعلنت دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى في المدينة المقدسة عن اكتمال استعداداتها لاستقبال المصلين خلال شهر رمضان. وأكد مدير الدائرة الشيخ عزام الخطيب في بيان عن برامج متنوعة تشمل صلوات العشاء والتراويح. والخطب الدينية، وتلاوة القرآن الكريم لصلاة الجمعة. ودروس العلم الشرعي في رحاب المسجد الأقصى المبارك.
تزامناً مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023. فإن المسجد الأقصى يواجه حصاراً إسرائيلياً مشدداً وقيوداً على دخول المصلين إليه. مع تهديدات بتقييد أعداد المصلين خلال شهر رمضان.
في السعودية، أعلن رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبد الرحمن السديس جدول صلوات التراويح والتهجد. بمشاركة مشايخ مشهورين. وفي قطر، أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إقامة صلوات التراويح والقيام في جميع المساجد، مع ختمة للقرآن الكريم كاملاً.
كما أعلنت الإمارات والكويت استعدادهما لإقامة صلاة التراويح خلال رمضان. بينما ستُؤدى صلاة التراويح في مساجد الأردن وفقاً للتقارير الإعلامية المحلية.
تأثير مأساة غزة على استعدادات الأردنيين لشهر رمضان
وسط تصاعد الحرب الإسرائيلية في غزة لأكثر من 155 يومًا، يستعد الأردنيون لاستقبال شهر رمضان المبارك. مواجهين مشاهد الدمار والقتل التي ألمت بالمنطقة، مما أثر سلبًا على تحضيراتهم السنوية.
ينتظر الأردنيون حلول شهر رمضان بشوق كما يفعل شعوب العالم الإسلامي الآخرى. إلا أنهم يواجهون العواقب الوخيمة للأزمة في غزة، حيث يعاني الأهالي هناك من نقص حاد في الطعام والماء والدواء.
يرى الأكاديمي والباحث حسين خزاعي أن هذه الأزمة تجسد رسالة تضامنية عميقة. تجعل المواطن الأردني يشعر بأنه جزء من معاناة الغزيين. مما يؤدي إلى تحول تحضيراتهم إلى مظاهر تضامنية أكثر من الاعتياد.
المواطنون يتجاهلون تحضيراتهم الشخصية، بينما يشاهدون معاناة أشقائهم في غزة. ويعبرون عن حالة من الإحباط والقلق والتوتر بسبب عدم اليقين حول مصير الوضع هناك.
وتزايدت أسعار الغذاء في الأردن للشهر السابع على التوالي. مما يزيد من الضغوط على المواطنين الذين يشعرون بعجزهم عن مواجهة هذه الأزمة. ويتمسكون بالتضامن مع إخوانهم في غزة كرسالة تحمل معنى الوفاء والتضامن في زمن الاختبارات الصعبة.
الزينة واضطراب الأوضاع الاقتصادية في لبنان خلال شهر رمضان
في لبنان، تلاحظ تراجع اهتمام الناس بتزيين المدن الرئيسية بزينة رمضان، نتيجة للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وخاصة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وعلى الرغم من ذلك، يصر بعض اللبنانيين على استقبال شهر رمضان بزينة خجولة، نظرًا لتفاقم الأزمات المالية والاقتصادية. بالإضافة إلى التوتر الحدودي جنوبًا والصراع في قطاع غزة.
يحتل شهر رمضان مكانة خاصة في قلوب المسلمين في لبنان. لكن مظاهر تزيين الشوارع والأماكن العامة بدأت تتراجع منذ العام 2020 مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد. وقد أثرت عليها الحرب في قطاع غزة والتوترات الحدودية مع إسرائيل.
قبل بدء شهر رمضان بأيام قليلة. قام بعض أصحاب المحال التجارية والجمعيات الأهلية بتزيين المناطق بالفوانيس والإضاءة بأشكال مختلفة. لتعكس روح هذا الشهر الكريم.
وعلى الرغم من ذلك، يُلاحظ قلة الزينة والإضاءة في الشوارع والأزقة في مدن لبنان. مع تركيزها على بعض الأماكن الرئيسية في المدينتين الرئيسيتين.
في بيروت، اقتصرت الزينة على المناطق التجارية، وتم تزيين كافة المساجد والساحات القريبة منها. في حين انتشرت في بعض الشوارع الرئيسية الأخرى.
أما في طرابلس، فقد تم تزيين عدد قليل من الأماكن مثل شارع رياض الصلح وشارع الأندلس ودوار مرج الزهور في أبي سمرا وساحة المدينة الرئيسية.
اليمن في ظل الحرب: تحديات استقبال شهر رمضان في العام العاشر
في اليمن، وبعد مرور نحو عقد من الزمان على اندلاع الحرب. التي بدأت بسيطرة جماعة “الحوثي” على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014. يواجه اليمنيون استقبال شهر رمضان في ظل ظروف معيشية صعبة أثرت على فرحتهم واستعداداتهم لهذا الشهر المبارك.
يعبر المواطن عبد الله ناصر عن تجربة ملايين اليمنيين الذين يواجهون إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم. حيث يشير إلى أنهم يعيشون في ظل انعدام للأمن الغذائي. وهو ما يجعل استقبال شهر رمضان هذا العام أكثر تحديًا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.
وفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في فبراير/شباط الماضي، يواجه 17.6 مليون شخص في اليمن انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2024، وهو ما يعكس حجم التحديات التي تواجه السكان.
رغم تزايد الضغوط الاقتصادية والإنسانية، يواصل اليمنيون استقبال شهر رمضان دون أي أمل في حل الصراع المستمر في البلاد، فضلاً عن استمرار تدهور العملة المحلية وارتفاع الأسعار، مما يجعل الحياة اليومية أكثر تحديًا بشكل متزايد.
تحديات استقبال رمضان في السودان: بين الحرب والنزوح والأزمة الاقتصادية
في السودان، تبدأ تجهيزات شهر رمضان برائحة “الحلو مر” التي كانت تعتاد عليها الأحياء والقرى، ولكن هذا العام، يتغير كل شيء بفعل الحرب التي زادت النزوح وأثرت على الظروف المعيشية.
الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 تلقي بظلالها على استعدادات رمضان، حيث أصبح انعدام السلع الغذائية وارتفاع الأسعار السمة البارزة لهذا الشهر الفضيل، وسط تفاقم أزمة النزوح، حيث يتجاوز عدد النازحين 6 ملايين شخص.
بالإضافة إلى ذلك، تفاقمت الأوضاع بسبب ضعف الاتصالات وانقطاع التحويلات المالية، مما أدى إلى اعتماد النازحين على المساعدات الإنسانية التي لا تصلهم بشكل كافٍ، ما دفع ببعض السودانيين في الخارج إلى تنظيم مبادرات لجمع التبرعات لصناعة “سلات رمضانية” لمساعدة مواطنيهم في الداخل.
ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يحتاج حوالي 25 مليون سوداني إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مما يجسد حجم التحديات التي يواجهها السكان في استقبال شهر الصيام هذا العام.
اقرأ كذلك: رسائل رمضان الصحّية .. فلسفتها وتأثيرها على حياتنا