محافظة المركزي التركي تستقيل من منصبها لحماية أسرتها، والرئيس أردوغان يسارع بتعيين خلفٍ لها
استقالت حفيظة غاية أركان من منصب محافظ المصرف المركزي التركي بعد أقل من سنة من توليها المنصب. وأعلنت هذه الاستقالة بسبب حملة تستهدف سمعتها، حيث اتُهمت بمنح مزايا لعائلتها.
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قام بسرعة بتعيين فاتح كاراهان كمحافظ جديد للمصرف المركزي.
أما وزير المالية التركي، محمد شيمشك، فأكد في بيان أن البرنامج الاقتصادي الحالي سيستمر دون توقف. مشيراً إلى أن استقالة أركان جاءت بقرار شخصي منها.
وفي تصريحها، طلبت أركان من الرئيس أردوغان تعيين خليفة لها قائلة “لقد تم تنظيم حملة للنيل من سمعتي مؤخرًا”. وأشارت إلى أنها استقالت لحماية عائلتها وطفلها الصغير الذي لم يبلغ عامًا ونصفًا من التأثر بتلك الحملة.
عيّن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. حفيظة غاية أركان محافظة للمصرف المركزي التركي في يونيو/حزيران الماضي، حيث أصبحت أول امرأة تشغل هذا المنصب. خلال فترة توليها المنصب، قادت أركان قرارات المصرف برفع سعر الفائدة الأساسي من 8.5% إلى 45%.
ووفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية، تعرضت أركان البالغة من العمر 44 عامًا. لحملة هجومية على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الصحف المعارضة. تُتهم بالسماح لوالدها باتخاذ قرارات غير مصرح بها في المؤسسة.
المسؤولة المالية في تركيا تشعل جدلا بتصريح عن أوضاعها الشخصية
ذُكرت في التقارير أيضاً أن المسؤولة المالية أثارت غضب الرئيس التركي جراء تصريح أدلت به. في يناير الماضي لصحيفة محلية. في هذا التصريح، أكدت أنها اضطرت مع ابنها وزوجها إلى العودة للإقامة عند والديها بسبب التضخم وارتفاع أسعار العقارات في تركيا.
تحديات ارتفاع الإيجارات في إسطنبول تثير جدلاً حول السكن
تتسائل اليوم العديد من الأفراد في إسطنبول عما إذا كانت المدينة على وشك أن تصبح أكثر غلاءً من مانهاتن في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا السؤال جاء بعد تصريح في وقت سابق لمحافظة البنك المركزي التركي. حفيظة غاية أركان، التي أشارت فيه إلى ارتفاع أسعار الإيجارات والغلاء في المدينة. وقد دفعت هذه الأوضاع غاية أركان إلى اتخاذ قرار بالانتقال للعيش مع والدتها. بعد أن واجهت صعوبة في العثور على منزل بأسعار معقولة.
تمثل تصريحات غاية أركان حلاً لمشكلة الإيجارات المرتفعة في إسطنبول. ولقيت تفاعلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. وأشارت في حوارها مع صحيفة “حرييت” التركية إلى ضرورة زيادة عدد الوحدات السكنية الاجتماعية التي تقوم الدولة ببنائها. وهو ما يعمل عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومساعدوه حاليًا.
من ناحية أخرى، انتقدت محافظة البنك المركزي التركي المواطنين الذين يمتلكون عددًا كبيرًا من البيوت. معتبرة أنه يجب أن يتمتع كل شخص بمنزل واحد فقط بدلاً من امتلاك شخص واحد عشرة منازل.
تجدر الإشارة إلى أن غاية أركان تولت منصب رئيس البنك المركزي التركي في يونيو/حزيران الماضي. وتعد هي الخامسة في هذا المنصب خلال الأربع سنوات الأخيرة. وقبل ذلك، شغلت مناصب رئيسة تنفيذية في بنك “فرست ريبابليك” الأمريكي ومديرة عامة في بنك غولدمان ساكس الأمريكي.
هذه التصريحات جاءت بعد تصريح لوزير الخزانة والمالية التركي، محمد شيمشك. أكد فيه أن أسعار الإيجارات بدأت في التناقص، لكن تصريحات غاية أركان أعادت النقاش حول هذا الأمر وأثارت تساؤلات كبيرة حول وضع المواطن العادي. يجب أن يتخذ الاقتصاديون وصناع القرار إجراءات جادة لمعالجة هذه المشكلة وضمان توفير سكن بأسعار معقولة للمواطنين.
اقرأ كذلك: قلب تركيا الاقتصادي .. كيف تخطط تركيا لتأمين اسطنبول ضد الزلازل؟