مدونات

هذه رسالة المخابرات التركية إلى الموساد !

تصنيف الأفراد المحتجزين في العملية: من الاتصالات الهاتفية بالموساد إلى العلاقات المالية الاستراتيجية

كشفت صحيفة “حرييت” التركية في تقرير حديث عن أن جهاز المخابرات الوطنية التركي قام بتنفيذ رابع عملياته الكبرى ضد جهاز المخابرات الإسرائيلي المشهور بـ “الموساد” منذ عام 2021.

وتفصيلًا، ذكرت الصحيفة أنه بعد عملية “موتيني” التي اعتقل فيها 29 شخصًا في أكتوبر 2021. وعملية “نيوبلاز” التي اعتقل فيها 68 عميلاً في ديسمبر 2022، وعملية “نيكبت” التي استهدفت 17 عميلاً في أبريل 2023. قامت المخابرات التركية بتنفيذ عملية “مدينة الموتى” التي استهدفت 46 شخصًا.

وبحسب كاتب التقرير نديم شينار، تعتبر هذه العملية ردًا قويًا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتهديده بتنفيذ عمليات اغتيال داخل تركيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن المديرية العامة للاستخبارات، بالتعاون مع وزارة الداخلية. أطلقت عملية “نيكروبول” التي تعني “مدينة الموتى” في العصور القديمة، واعتمدت “جاسوس” كتصنيف للعملاء. وهكذا بدأت عملية “جاسوس/نيكروبول” ضد 46 عميلاً من الموساد.

وبحسب الكاتب، فإن عملية 2021 استهدفت الأفراد الأجانب الذين تجندهم الموساد كـ “عملاء”. بينما استهدفت عملية 2022 المحققين الخاصين والموظفين التكتيكيين واستهدفت 58 شخصًا أجنبيًا و39 مواطنًا تركيًا. بمجموع 97 شخصًا.

كشف أسرار عمل الموساد واستراتيجيته في تركيا

تمكنت جهاز المخابرات التركية من كشف أسرار شيفرة هيكل عمل عناصر الموساد في البلاد. وكذلك استراتيجيتهم المستخدمة التي تهدد أمن تركيا.

وبحسب الكاتب، يعتمد الموساد على تجنيد المواطنين والأجانب في تركيا بشكل تكتيكي. حيث يستخدم عملاء يعملون لفترة محددة من الزمن. ويوفر الموساد عناصر للاستخدام في أعمال تستهدف الفلسطينيين وأسرهم داخل تركيا.

وتتضمن استراتيجية الموساد نشر إعلانات وروابط على وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات الدردشة دون تقديم تفاصيل. مما يسهل على الأشخاص المناسبين الاتصال بهم.

وعند الرد على هذه الإعلانات والروابط، يتم تكليف الأشخاص بمهام مختلفة تمهيداً للمهمة النهائية. وتتم المراسلة بشكل كتابي فقط باستخدام تطبيقات مثل تليغرام وواتساب.

فيما يتعلق بالأموال المُدفوعة لعملاء الموساد. يعتمدون على وسيط أو وكيل مباشر لتنفيذ هذه المعاملات ويحاولون إخفاء أثرها باستخدام العملات المشفرة ونظام التحويلات المالية.

ويُشير الكاتب إلى أن الموساد يتعامل مع الوكلاء أو الوسطاء من خلال الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي ويُقنع الأشخاص بالمشاركة في عمليات التحويل المالي عبر تصويرها كأموال للمراهنة أو نشاطات غير قانونية.

التضليل والأنشطة المختلفة للموساد

تسلط الضوء الكاتب على مجموعة متنوعة من الأنشطة التي يقوم بها الموساد في محاولات لتضليل وتحقيق أهدافه السرية. يبدأ الموساد بتكليف عناصره على المستوى التكتيكي بمهام صغيرة ومتنوعة، تتضمن جمع المعلومات. وإجراء عمليات بحث معقدة، وتوثيق الأهداف بواسطة تسجيل الفيديو، والمراقبة والتتبع. وتركيب أجهزة تحديد المواقع “جي بي إس” في المركبات المستهدفة، بالإضافة إلى أعمال أخرى مثل الاعتداء الجسدي. والسرقة، والتخريب، والتهديد، والابتزاز.

ويعمل الموساد أيضًا على إدارة أنشطة التضليل. بما في ذلك إنشاء وإدارة مواقع الويب الزائفة وتصميم الصحف الإلكترونية لنشر الأخبار المضللة.

بالإضافة إلى ذلك، يقوم الموساد بأنشطة إلكترونية متقدمة تشمل جمع عناوين “آي بي” للأفراد أو المؤسسات المستهدفة. واختراق الكاميرات في المناطق المستهدفة، وإنشاء ملفات وبيانات خاصة بالأشخاص الأجانب الذين يقيمون في تركيا.

لقاءات خارجية واستجماع للكفاءات: استراتيجية الموساد

بالإضافة إلى الأنشطة التكتيكية. يبدو أن الموساد يلجأ إلى التواصل مع الأفراد الذين يُعتقد أن لديهم القدرات المناسبة لتنفيذ عملياته في الخارج. يتم ذلك بهدف تجنب التعرض للاستهداف من قبل المخابرات التركية وضمان سلامة عملائه.

ووفقًا للكاتب، يقدم الموساد أول اتصال مع هؤلاء الأفراد. الذين يتم التواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع التوظيف. يتم ذلك باستخدام تمويه مناسب يتناسب مع احتياجاتهم واهتماماتهم. بهدف تجنب أي شعور للشخص المجند بأنه خائن، ويتم تشجيعهم بواسطة عروض مالية مغرية.

وخلال رحلاتهم الخارجية، يتم إقامة العناصر في فنادق مريحة وتُدعى إلى المطاعم الفاخرة. حيث يشاركون في برامج رحلات خاصة. كما يُخضع الموساد عملائهم لاختبارات كشف الكذب بهدف ضمان مصداقيتهم واستمرارية تعاونهم.

تصنيف الأشخاص المحتجزين في العملية

وفيما يتعلق بالأفراد الذين تم احتجازهم في إطار العملية، أوضح الكاتب أن هؤلاء الأفراد يمكن تصنيفهم إلى مجموعتين مختلفتين. الفئة الأولى تضم الأشخاص الذين تمتلك لديهم تواصل هاتفي مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي.

أما بالنسبة للمجموعة الثانية، فتشمل الأشخاص الذين يمتلكون علاقات مالية مع جهاز الموساد، وتُعتقد أنهم قد تم تكليفهم بأعمال معينة بناءً على مبدأ التكتيك والاستخدام الفعّال لمواردهم.

اقرأ كذلك : مركز روسي .. إسرائيل قلقة بشكل رئيسي من غزة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات