منوعات

قرد الجيجانتو يكشف لغز انقراض أكبر الرئيسيات في العالم

تحولات موطن القرد العملاق: من غابة نابضة بالحياة إلى سهول مفتوحة قبل انقراضه

أفادت دراسة حديثة بأن انقراض أكبر الرئيسيات المعروفة على وجه الأرض. والمعروف باسم قرد الجيجانتو العملاق في الصين، نتج بسبب جهده في التكيف مع التغيرات البيئية. هذه النتائج تعبئ فجوة كبيرة في فهمنا لسبب عدم نجاح هذا النوع من القرود في البقاء على قيد الحياة على الرغم من استمرار وجود رئيسيات أخرى مماثلة.

ووفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة “نيتشر”، يعود الجيجانتو إلى ما بين مليونين و330 ألف سنة في الصين. وبعد ذلك انقرضت هذه الأنواع، كما يشير بيان الدراسة.

هذه القرود العملاقة يبلغ ارتفاعها حوالي 3 أمتار وتزن ما بين 200 و300 كيلوغرام. ويُعتقد أنها أكبر الرئيسيات الموجودة على وجه الأرض على الإطلاق.

قرد الجيجانتو العملاق: المنقرض الوحيد

يعتقد العلماء أن القرد العملاق الجيجانتو هو القرد الضخم الوحيد الذي انقرض في الفترة الأخيرة في العصر البليستوسيني. حيث أن جميع المجموعات الأخرى من القردة العليا مثل الغوريلا والشمبانزي وإنسان الغاب وأسلاف الإنسان ما زالت موجودة حتى اليوم.

وبعد ما يزيد عن 85 عامًا من البحث، لم يعثر علماء الآثار إلا على أسنان وأربعة عظام فك تعود لهذا النوع المنقرض. وفي الدراسة الجديدة. قام الباحثون بجمع أدلة ثرية من الحفريات وصخور الكوارتز والرواسب وحبوب اللقاح من 22 موقعًا وكهفًا في مقاطعة قوانغشي جنوب الصين، وقاموا بتأريخ هذه الأدلة باستخدام 6 تقنيات مختلفة.

وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، البروفيسورة كيرا ويستواي، في حديثها. : “إعادة بناء حدث انقراض مثل هذا يعتبر إنجازًا نادرًا في مجال علم الحفريات ويتطلب تأريخًا دقيقًا. ففي حالة الانقراض، يكون كل شيء متعلقًا بالتوقيت، وإذا لم يكن لديك توقيت مناسبًا. فإنك تبحث في الأماكن الخاطئة أو تنظر فقط إلى فترات زمنية طويلة جدًا”.

تحديد تواريخ المواقع الأثرية: تقنيات تأريخ مذهلة

لتحديد تواريخ المواقع الأثرية المختلفة. اعتمد الباحثون على تقنيات تأريخ متقدمة. استخدموا قياس كمية اليورانيوم التي امتصتها الحفريات مع مرور الزمن. وقاموا بتحليل الإشارة الضوئية التي أطلقها الكوارتز في التربة عندما تم تفجيرها بالليزر. هذه النتائج قدمت للعلماء تواريخ دقيقة ودقيقة جدًا للأحداث التي وقعت في الفترة الضيقة بين 295 ألف و215 ألف سنة.

وفيما يتعلق بهذه الجهود، قالت الأستاذة كيرا ويستواي المشاركة في الدراسة: “كنا نسعى لتحقيق دقة متناهية حتى نستطيع استعادة البيئة والظروف التي عاشت فيها القرود العملاقة في تلك الفترة الزمنية. للأسف. لم تكن السجلات البيئية المتاحة مفصلة بما فيه الكفاية. لذلك اعتمدنا على بناء البيئة التي عاشت فيها تلك القرود العملاقة باستخدام حبوب اللقاح وتحليل الرواسب بدقة فائقة ودراسة النظائر الموجودة في أسنان القرد العملاق”.

تحولات في موطن القرد العملاق: من الغابة النابضة بالحياة إلى السهول المفتوحة

البحث العلمي قد أفضى إلى إعادة بناء البيئة القديمة التي استوطنها القردة العملاقة قبل ما يقرب من 2.3 مليون سنة. كانت هذه البيئة وصفت بأنها غابة نابضة بالحياة، مليئة بفسيفساء من الأشجار والأعشاب. وموطنًا لـ “إنسان الغاب” و “الجيجانتو” اللذان عاشا في تناغم داخل هذا البيئة الحرجية.

لكن تغيرت هذه المناظر بشكل جذري قبل انقراض القرود العملاقة منذ ما بين 600 ألف و300 ألف سنة. ما كان يومًا غطاء كثيفًا من الغابات أصبح الآن سهولًا مفتوحة ينتشر فيها السرخس والأعشاب. وما كان ذات يوم مناخًا مريحًا مع توفر الغذاء والماء على مدار العام، أصبح الآن غير مستقر. حيث تقتصر المياه على موسم الأمطار فقط.

الباحثة المشاركة في الدراسة أوضحت أن هذه البيئة الغير مستقرة وضعت “الجيجانتو” تحت ضغط هائل نظرًا لحجمه الضخم وصعوبة تنقله لمسافات بعيدة. بينما نجح أسلاف البشر في الانتقال إلى مواقع أخرى بحثًا عن الغذاء.

وتحذر الباحثة من بوادر انقراض سادس يهدد بيئات القردة الحالية نتيجة لزيادة معدلات إزالة الغابات وتأثيرات تغير المناخ المتفاقمة.

اقرأ كذلك: انتصار اليابان وأوروبا في عالم الرسوم المتحركة لعام 2023 و تراجع ديزني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات