منوعات

انتصار اليابان وأوروبا في عالم الرسوم المتحركة لعام 2023 و تراجع ديزني

أمنية: رحلة إبداعية في عالم من الجمال والرمزية لكنه يحمل رسائل قوية عن البيئة والحرية

أفلام الرسوم المتحركة تُعتبر إنتاجًا خاصًا يستهدف جمهور الأطفال بشكل رئيسي. ولكن يمكن القول إنها تعتمد على قليل من الجمهور الكبير. وعلى الرغم من ذلك. فإن الجهد والتكلفة المطلوبين لإنتاج أفلام الرسوم المتحركة يفوقان بكثير ما يُبذل في صناعة الأفلام التي تجمع بين ممثلين حقيقيين. يُطبق هذا الأمر على الأعمال التي تعتمد على الأساليب القديمة في الرسم باليد وأيضًا على الأعمال الحديثة التي تعتمد على التحريك باستخدام الحاسوب.

وخلال عام 2023، شهدنا عرض عدد كبير من أفلام التحريك المتنوعة من حيث أساليب الصناعة والموضوعات التي تناولتها. سنلقي نظرة على أبرز هذه الأفلام وما قدمته خلال هذا العام.

الصبي وطائر مالك الحزين: عودة مذهلة للمخرج هاياو ميازاكي في عالم الرسوم المتحركة

البوستر الدعائي لفيلم "قلعة في السماء"
البوستر الدعائي لفيلم “قلعة في السماء”

في عام 1986، شهدنا بدايةً لأسطورة أستوديو جيبلي للرسوم المتحركة من خلال فيلم “قلعة في السماء”. الذي قام بإخراجه المخرج الياباني هاياو ميازاكي. ومنذ ذلك الحين، أبدع ميازاكي في صناعة أفلام تحمل بصمته الخاصة. وأصبحت أعماله علامات بارزة في عالم الرسوم المتحركة. ثم جاء الإعلان عن اعتزاله في عام 2013. ولكنه أعاد النظر في قراره وبدأ مشروعًا طويل الأمد عام 2016 لإنتاج فيلم جديد.

تعتبر حكاية فيلم “الصبي وطائر مالك الحزين” واحدة من أكثر الأفلام تكلفة في تاريخ السينما اليابانية. حيث استغرقت عملية إنتاجه 7 سنوات واشترك فيه 60 رسامًا. هذا الفيلم الذي جاء بعد عودة ميازاكي من اعتزاله أسعد الملايين من محبي الفن الياباني للرسوم المتحركة. المعروف باسم “الأنيمي”.

تدور أحداث الفيلم في عالم خيالي، حيث يتعامل الفتى “ماهيتو” مع فقدانه لأمه ويقابل طائر مالك الحزن المتحدث. وهو الذي يصبح مرشده في رحلة للتغلب على حزنه العميق بسبب فقدان والدته، ويساعده في رؤية الحياة بمنظور جديد.

تستمد قصة الفيلم بشكل كبير من طفولة ميازاكي وتعبيراته الفنية الخاصة. وتتناول مواضيع تعقيدات مرحلة البلوغ والتحديات التي تواجهها، إضافةً إلى التفاعل مع عالم مليء بالصراعات والخسائر. حصل الفيلم على إعجاب واسع من قبل النقاد، وتم ترشيحه لجائزة غولدن غلوب. ومن المتوقع أن يكون منافسًا قويًا للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة.

سبايدر مان: رحلة مثيرة عبر عوالم العناكب

البوستر الدعائي لفيلم "سبايدر مان: عبر عالم العنكبوت"
البوستر الدعائي لفيلم “سبايدر مان: عبر عالم العنكبوت”

من أمريكا، يأتي فيلم “سبايدر مان: عبر عالم العنكبوت” (Spider-Man: Across the Spider-Verse) ليثبت نجاحه كثالث أعلى إيرادات عالميًا لعام 2023، ويتفوق حتى على الجزء الأول منه الذي حقق نجاحًا كبيرًا وكسر العديد من الأرقام القياسية.

في هذا الفيلم، نجد “مايلز موراليس”، المعروف أيضًا بسبايدرمان الشاب. يعود إلى عالمه العادي كابن لعائلة متوسطة وبطل خارق يعمل بسرية على إنقاذ العالم. ومع ذلك، يتعامل مع تهديد شرير قوي قادر على تقلب العوالم الموازية رأسًا على عقب. في هذا السياق. يتعرف على رابطة من الأشخاص العناكب الذين يتقاسمون نفس القوى. ينضم إلى هؤلاء تحت قيادة “ميجيل أوهارا”. لكنه يكتشف سريعًا أنه يجب أن يتخلى عن الفردية والإبداع الشخصي للبقاء جزءًا من هذه الرابطة.

الفيلم يتميز بسيناريو محكم وديناميكي يلعب على قواعد العوالم الموازية بطريقة مبتكرة لم تشاهد في أفلام مارفل السابقة. بالإضافة إلى ذلك. يستخدم الموسيقى التصويرية والأغاني بشكل مميز يجعل كل مشهد ينبض بالحيوية. كما تتميز بناء الشخصيات. خاصةً اختلافاتها داخل جماعة العناكب، بأسلوب فريد.

4 أرواح لذئب البراري: تصوير عاصف للعالم والحضارة

البوستر الدعائي لفيلم "4 أرواح لذئب البراري
البوستر الدعائي لفيلم “4 أرواح لذئب البراري

فيلم “4 أرواح لذئب البراري” (Four Souls of Coyote) المجري حصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان “آنسي” للرسوم المتحركة. القصة تنطلق في الولايات المتحدة حيث يتظاهر مجموعة من السكان الأصليين أمام مشروع خط أنابيب النفط. وفي ليلة من الليالي، يبدأ الجد في سرد قصة حضارة البشر.

المخرج “آرون غودر” اختار بذكاء أن تجري أحداث الفيلم في الولايات المتحدة. لأنها تعتبر المكان الأكثر تلوثًا بالعالم في الوقت الحالي وتمثل جزءًا من الحضارة الغربية الصناعية. كما أنها المكان الذي استبدل فيه حضارة السكان الأصليين الرامية للاتصال بالطبيعة بأفكار رأسمالية أنانية تهدف فقط إلى تحقيق الربح.

الفيلم يتميز بجمال رسومه المتحركة الدقيقة التي تخلق عالمًا متوازنًا يستند إلى علاقة الإنسان بالطبيعة. ويقدم أيضًا رؤية لعالم آخر يأوي الرجل الأبيض والذي خلق ترتيبًا اجتماعيًا يعتمد على لون البشرة والملكية الفردية. ومع سيناريو ذكي يناسب مشاهدين من مختلف الأعمار، يكون الفيلم قادرًا على جذب انتباه الجماهير بشكل كبير.

سماء بلاستيكية بيضاء: رحلة مؤلمة نحو مستقبل مرعب

“سماء بلاستيكية بيضاء” (WHITE PLASTIC SKY) هو فيلم يسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين الإنسان والكوكب. ويقدم تصويرًا مريرًا لتداعيات التلوث والتخريب البيئي الذي نشأ منذ بداية الحضارة. إلا أن هذا الفيلم لا يعيد المشاهدين إلى الماضي مثل فيلم “4 أرواح لذئب البراري”. بل يقدم لهم نظرة مأساوية على مستقبل محطم، حيث توقفت النباتات عن النمو بسبب التلوث الكبير. الحلا الوحيد كان زراعة الأشجار من قبل البشر أنفسهم وفرض قانون يتطلب زراعة بذرة في كل إنسان تجاوز عمره 50 عامًا. ليتحول بعدها إلى شجرة في غضون أيام قليلة.

البوستر الدعائي لفيلم "أمنية"
البوستر الدعائي لفيلم “أمنية”

بعد أن نقلت السينما الواقعية الشاشة لعالم هذا الفيلم الكئيب، تتمحور القصة حول “نورا”. امرأة في منتصف العمر فقدت طفلها مؤخرًا وقررت التحول إلى شجرة. تبدأ رحلتها المأساوية عندما تقوم بزراعة نفسها دون علم زوجها الطبيب النفسي. يقوم زوجها بخطفها ويأخذها في رحلة مروعة تكشف عن مبتكر هذه التقنية ومحاولته لاستخراج البذرة منها.

تم عرض الفيلم في مهرجان “برلين” السينمائي ثم في مهرجان “آنيسي” المخصص لأفلام الرسوم المتحركة في فرنسا. وأخيرًا في مهرجان الجونة السينمائي.

أمنية: الجمال المائي للحكاية الحديثة

فيلم “أمنية” (Wish) يجمع بين العصرية والتجديد. حيث استلهم أسلوبه في الرسم من أفلام ديزني الكلاسيكية مع استخدام تقنيات التحريك بواسطة الحاسوب. يقدم هذا الفيلم قصة رقيقة تدور حول فتاة تعيش على جزيرة نائية حيث يتحكم ملك الجزيرة في تحقيق أماني سكانها. يختار بعض الأماني لتنفيذها ويؤجل البقية دون تحديد موعد. “آشا”، البطلة الرئيسية. تنتفض ضد هذا الاستبداد بمساعدة أصدقائها وعائلتها، بالإضافة إلى نجمة سحرية.

المخرج “كريس باك”، الذي أخرج أفلامًا ناجحة مثل “ملكة الثلج” (Frozen) الأجزاء الأول والثاني. يقود هذا الفيلم الذي يأتي بأصوات نجمة الغناء والتمثيل “أريانا ديبوز” لشخصية “آشا”، في حين يؤدي دور الملك “كريس باين”. الفيلم تم ترشيحه لجائزة غولدن غلوب كأفضل فيلم رسوم متحركة.

يتميز هذا الفيلم وأمثاله بتقديم أفكار كبيرة بطريقة مبسطة، مستهدفًا الجمهور من البالغين والأطفال على حد سواء. ويستخدم التحريك ببراعة للتعبير عن مخاوف المبدعين تجاه قضايا مثل البيئة والطغيان والرأسمالية.

اقرأ أيضاً: سيدة ماليزية حامل تُهدي زوجها سيارة لامبورغيني بسبب سهر الليالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات