هل يمكن دعم فكرة إمتلاء أنفاق غزة بمياه البحر من قبل العلم؟
تمثل النقاش حول مخطط إغراق الأنفاق في غزة وتأثيره على موارد المياه في القطاع موضوعًا مثيرًا للجدل. بينما يشير بعض الخبراء إلى أن التنفيذ الناجح لهذا المخطط قد يزيد من مشكلات نقص المياه في المنطقة، يُشجع آخرون على عدم تضخيم الأمور، مؤكدين أن مياه الجوف في غزة قد تعرضت للتلوث بشكل كبير وأصبحت غير صالحة للشرب منذ سنوات. يُعتبر بعض الخبراء أن إنهاء خطر الأنفاق قد يقلل من الحاجة إلى استمرار قصفها وبالتالي يقلل من الأضرار الجانبية على المدنيين والبنية التحتية.

في منتصف أكتوبر الماضي، قدم خبير هندي متخصص في الجغرافيا السياسية تحليلاً مثيرًا. أشار إلى إمكانية استخدام حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ما أسماه “قنبلة فيضان مياه البحر” لتحويل 25% من مساحة قطاع غزة الواقعة تحت سطح البحر إلى بركة مياه مالحة، وبالتالي تعطيل التقدم الإسرائيلي في المنطقة.
بعد نحو شهرين، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مخطط إسرائيلي لاستخدام قنابل مياه البحر بهدف غمر الأنفاق وإخراج مقاتلي كتائب القسام منها، مما أثار قلقًا دوليًا.
رغم أن السيناريو العلمي الذي قدمه الخبير الهندي قد يكون ممكنًا من الناحية العلمية. إلا أنه يبدو مستبعدًا من الناحية العملية. بينما يظهر مخطط إسرائيل لاستخدام قنابل مياه البحر. الذي أُعلن عنه في “وول ستريت جورنال”. مستبعدًا أيضًا من النواحي العلمية والعملية، على الرغم من الترويج له من قبل الولايات المتحدة.
استراتيجية احتمالية: هل يمكن لحماس إغراق 25% من قطاع غزة بمياه البحر؟
في تحليله الذي نُشر على موقع “أميركان بازار”، قدم الخبير الهندي روبندر ساشديف. رئيس معهد “إيماجينديا” في نيودلهي، فكرة مثيرة. اقترح أن 25% من مساحة قطاع غزة تقع تحت مستوى سطح البحر. وتنقسم إلى 4 مناطق مختلفة في شمال ووسط وجنوب القطاع. فجاء اقتراحه يتساءل عن الاحتمالية: ماذا لو قامت حماس ببناء أنفاق تربط هذه المناطق الأربع تحت سطح البحر مع البحر الأبيض المتوسط على ساحل غزة؟
وفي تفصيله لهذه الفكرة، اقترح أن يتم حفر الأنفاق حتى آخر مترين قبل الوصول إلى البحر، ويتم وضع قنبلة متحكم بها عن بعد عند مدخل هذه الأنفاق على نقطة الوصل بالبحر الأبيض المتوسط. وعندما تنطلق الهجمات الإسرائيلية من شمال غزة. ستنفجر هذه القنابل البعيدة عند نقاط الوصل البحرية. مما سيتسبب في تدفق مياه البحر عبر الأنفاق وغمر المناطق المنخفضة في قطاع غزة.
المشروع البحري لحماس: بين النظرية والواقعية
في توجيهاته النقدية لمقترح استخدام أنفاق تحت سطح البحر في قطاع غزة. يشير الخبير الهندي إلى مبدأ أساسي في الفيزياء، وهو أن الماء يسعى إلى التوازن. حسب رأيه. فإن انفجار المصب المواجه للبحر في هذه الأنفاق سيتسبب في دفع مياه البحر بقوة هائلة إلى تلك الأنفاق بسرعة فائقة. مما يؤدي إلى غمر المناطق المنخفضة في غزة بمياه البحر في وقت قصير. وهذا سيخلق مناطق رطبة ومستنقعات تجعل من الصعب عبور الدبابات والمدفعية الثقيلة. ويُعرف هذا الأثر في اللغة العسكرية بـ “سلاح منع المنطقة”.
وعلى الرغم من أن هذا المشروع يبدو ممكنًا من الناحية العلمية وبالإمكان تنفيذه من قبل حماس إذا كانت لديها المعلومات والموارد اللازمة، فإنه يبدو مستبعدًا من الناحية العملية. هذا ما يؤكده محمد الحجري. رئيس وحدة الري والصرف بمركز بحوث الصحراء المصري، الذي يشير إلى أن هذا المشروع لا يبدو له أي فائدة عملية تذكر.
الجدل حول سلاح إغراق الأنفاق: بين التحليل العلمي والتنفيذ العملي
تظل قضية سلاح إغراق الأنفاق محورًا للجدل الدائر في المنطقة. من جهة. يُقدر الخبير محمد الحجري وآخرون أن مشروع إسرائيل لإغراق أنفاق المقاومة غير قابل للتنفيذ سواء من الناحية العلمية أو العملية.
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مسؤولين أميركيين نقلوا عن إسرائيل استخدام نظام مضخات كبير لإغراق الأنفاق المستخدمة من قبل كتائب القسام. ووفقًا لهذا التقرير. أكمل الجيش الإسرائيلي تثبيت ما لا يقل عن 5 مضخات على بعد نحو كيلومتر من مخيم الشاطئ للاجئين. تُمكن هذه المضخات من نقل كميات كبيرة من المياه في الساعة وإغراق الأنفاق في غضون أسابيع.
هذه المسألة تستمر في تثير النقاش حول فعالية وجدوى سلاح إغراق الأنفاق، وسط تصاعد التوترات في المنطقة.
تحليل مهم حول فشل مخططات ضخ مياه البحر في الأنفاق
محمد الحجري يطرح رأيه بشكل واضح حيال مشروعي ضخ مياه البحر في الأنفاق. مؤكدًا أنهما يحملان في طياتهما فشلًا محتمًا، سواء من الناحية العلمية أو العملية.
في السيناريو الأول، يتعلق الأمر بضخ مياه البحر باستخدام مضخات رفع. مما يتسبب في ضغط عالي للمياه يمكن أن يدمر الأنفاق منذ البداية. وبالنظر إلى طبيعة التربة في المنطقة. والتي تتراوح بين رملية وطفلية، تم استخدام جدران خرسانية لتعزيز جدران الأنفاق. ونتيجة لهذا الضغط العالي المتوقع. من المحتمل أن يحدث انهيار في الأنفاق مع بداية الضخ. مما يؤدي إلى انسدادها وعدم وصول المياه إلى بقية الشبكة النفقية البالغة طولها 500 كيلومتر تحت سطح البحر. مما يجعل هذا السيناريو مستحيلاً تقريبًا.
في السيناريو الثاني، يُستخدم فرق المنسوب الذي يبلغ 80 مترًا تحت سطح البحر. مما يسبب ضغطًا عاليًا يصل إلى 8 بارات. وهذا الضغط يُشبه بشكل كبير فتحات صرف مياه الأمطار في العمارات السكنية. وعلى الرغم من أن هذا السيناريو يبدو أقل احتمالًا للفشل من السيناريو الأول، إلا أنه سيؤدي بالنهاية إلى نتيجة مماثلة. وبالتالي يصبح محكومًا بالفشل أيضًا.
وبالإضافة إلى الجوانب العلمية، يُشير الحجري إلى صعوبات تنفيذية كبيرة في تنفيذ هذين السيناريوين. مما يجعلهما غير واقعيين من الناحية العملية.
صعوبات تنفيذ استراتيجية غمر الأنفاق بالمياه في قطاع غزة
فيما يتعلق بخطة غمر الأنفاق بالمياه. يؤكد الحجري على أن هذه العملية تتطلب استقرارًا كاملاً يسمح بتجهيز مضخات ومولدات وأنابيب ذات ضغط عالي ومعدات أخرى. يجب تمركز هذه التجهيزات في أماكن ثابتة. وهذا يجعلها أهدافًا سهلة للمقاومة. وبالإضافة إلى ذلك. فإن المقاومة لن تسمح بالتمهيد لقوات الاحتلال حتى يتمكنوا من غمر الأنفاق بالمياه.
ويشير الحجري إلى مثال آخر يزيد في تعقيد تنفيذ هذه الخطة. وهو أن إسرائيل ليست على دراية بتصميمات وخرائط شبكات الأنفاق، والتي تبقى سرية حتى بالنسبة لبعض أعضاء كتائب القسام. حيث يكون لدى كل مجموعة معرفة فقط بما يتعلق بمسارات الأنفاق في نطاق عملها الخاص. وكذلك لا يملك قادة الجماعة إلا معرفة بخرائط النطاقات التي يشرفون عليها. والشبكة الكلية لشبكات الأنفاق تظل غير معروفة إلا لعدد قليل من أعضاء المقاومة، مما يزيد في صعوبة تنفيذ أي خطة لغمر الأنفاق بالمياه.
نقد تجاه سيناريو تبسيط استخدام قنابل مياه البحر في غزة
مازن قُمصية، مدير ومؤسس متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي ومعهد فلسطين للتنوع الحيوي والاستدامة في جامعة بيت لحم، يرفض فكرة استخدام المقاومة سلاح قنابل مياه البحر ويصف السيناريو الذي طُرحه الخبير الهندي بأنه “تبسيط ساذج للغاية”. يشير إلى أنه من الصعب تصور كيف يمكن للمقاومة، التي تدافع عن أرضها. أن تقوم بتحويل جزء منها إلى برك مياه مالحة لا تُفيد.
بالنسبة لاستخدام إسرائيل لقنابل مياه البحر لإغراق الأنفاق. يُظهر قُمصية اعتراضه على التصورات البسيطة التي قدمها بعض الخبراء الأميركيين. يُشير إلى أن العملية تتضمن تحديات كبيرة. حيث يجب حماية وصيانة المعدات والبنية التحتية على مدار الزمن. ويشير إلى أن تنفيذ هذه الخطة يتطلب السيطرة على مواقع الإمداد بالمياه والحفاظ عليها طوال فترة التشغيل. كما يلفت إلى أن التعامل مع الأنفاق الواقعة في المناطق الشمالية والشرقية يمكن تسهيله بتشغيل خط رئيسي عبر الأراضي الإسرائيلية المجاورة وتغذية خطوط توزيع المياه إلى مداخل الأنفاق.
تحليل عملية ملء الأنفاق بمياه البحر في غزة
أحد العوامل التي تجعل تنفيذ فكرة ملء الأنفاق بمياه البحر ممكنًا هو وجود الهندسة المناسبة والخبرة السابقة في هذا المجال. على سبيل المثال، في عام 2015. قامت مصر بغمر 37 نفقًا عابرًا للحدود في جنوب غزة باستخدام نفس النهج، مما يوضح تطبيق هذا المفهوم بالفعل. وسيتم ضخ مياه البحر من البحر الأبيض المتوسط مباشرة إلى داخل الأنفاق عبر أنابيب. وهذا ليس صعبًا بالنظر إلى قدرة إسرائيل على ضخ كميات كبيرة من المياه لمسافات بعيدة يوميًا باستخدام تكنولوجيا متقدمة في مجال المياه.
بالنسبة لعملية ملء الأنفاق، فقد تمت دراستها بعناية. يجب أن لا يكون معدل الملء بطيئًا جدًا. حيث إن الأنفاق ذات الأبعاد الكبيرة تحتاج إلى وقت طويل لملئها. تشير الحسابات الأولية إلى أن استخدام أنابيب متعددة مع ضخ معتدل بمعدل 100 غالون في الدقيقة لكل أنبوب سيستغرق حوالي سبعة أشهر ونصف لملء جميع الأنفاق الـ11. ومع ذلك، إذا تم زيادة معدل ضخ المياه بشكل كبير، سيظهر التأثير بسرعة. حيث سيصبح النفق غير صالح للاستخدام عندما يصل مستوى الماء فيه إلى قدمين أو ثلاثة أقدام. مما يجعل هذه العملية تحتاج إلى تخطيط دقيق واستمرارية في توصيل المياه.
رد قاطع على محاولة استخدام سلاح المياه في الأنفاق
قُمصية يعتبر هذا التحليل غير صحيحًا. ويشير إلى أن استخدام الأنفاق سابقًا ليس عاملاً يُشجع على استخدام سلاح المياه في الوقت الحالي، بل على العكس. يمكن اعتباره نقطة إيجابية لصالح المقاومة. فقد اكتسبت المقاومة خبرة في التعامل مع هذا التحدي من خلال التجارب السابقة.
ويشير إلى أن تربة غزة، ولا سيما في الجنوب، تجعل عملية ملء الأنفاق أمرًا صعبًا للغاية. ويصعب على قوات الاحتلال الوصول إلى معدل الملء الذي يمكن أن يجعل الأنفاق غير صالحة للاستخدام بسبب طبيعة التربة الرملية في الأنفاق.
التربة الرملية تتميز بجزيئاتها الكبيرة نسبيًا والمساحات الكبيرة بينها مقارنة بأنواع التربة الأخرى. وعند اتصال الماء بالتربة الرملية، يمتصها بسرعة نظرًا للفجوات الكبيرة بين الجزيئات. وهذا يجعل التربة الرملية غير قادرة على احتجاز المياه بنفس الكفاءة كما يفعلها أنواع التربة الأخرى.
أما بالنسبة لجغرافية الأنفاق والمعلومات المتاحة لإسرائيل. فإن قمصية يؤكد أن إسرائيل ليست لديها المعرفة الكافية عن شبكات الأنفاق، وهو ما يعكس في أداء قواتها على الأرض.
التربة الطينية مساعدة والتربة الرملية تحدّ
في مقابل التربة الرملية التي تقلل من جدوى سيناريو إغراق الأنفاق في غزة، يرى زكريا هميمي. نائب رئيس الاتحاد الدولي لأخلاقيات علوم الأرض. أن التربة الطينية في الشمال قد تكون مفيدة للمخطط الذي أقترحه الخبير الهندي والذي يمكن للمقاومة تنفيذه. ومع ذلك، يشير هميمي إلى توافقه مع قُمصية والحجري بشأن عدم تنفيذ هذا السيناريو عمليًا. حيث يعتقد أن المقاومة لا ترغب في إخراج مساحات كبيرة من القطاع الضيق من الخدمة.
تتميز التربة الطينية بخصائص فريدة تمكّنها من الاحتفاظ بالمياه بشكل أكثر فعالية من أنواع التربة الأخرى مثل التربة الرملية. وهذا يعني علمياً أنها تسهم في نجاح المخطط الذي أقترحه الخبير الهندي. والذي يعتبره البعض “مستبعدًا عمليًا وفقًا للخبراء”، في حال رغبت المقاومة في تنفيذه.
خصائص التربة الطينية وتأثيرها على احتباس الماء
وفقًا لزكريا هميمي، تتميز التربة الطينية بعدة خصائص تساهم في احتباس الماء بشكل فعال:
1. حجم الجسيمات: جزيئات الطين صغيرة بكثير مقارنة بالرمل أو الطمي، مما يتيح لها التجمع بشكل وثيق. وبفضل حجمها الصغير يمكنها الاحتفاظ بجزيئات الماء من خلال قوى الالتصاق والتماسك.
2. مساحة سطحية عالية: تحتوي جزيئات الطين على مساحة سطحية أكبر مما يساهم في جذب جزيئات الماء والاحتفاظ بها بشكل فعال.
3. ترتيب الجسيمات: حجم الجزيئات الصغير يساهم في تكوين مسامات دقيقة داخل التربة. مما يسهم في احتباس الماء وتقليل تصريفه.
4. الخواص الكيميائية: عادةً ما تكون التربة الطينية سالبة الشحنة. مما يسمح لها بجذب الأيونات الموجبة في جزيئات الماء والاحتفاظ بها. هذا التفاعل المعروف بـ “قدرة التبادل الكاتيوني” يساعد في احتباس المياه داخل التربة.
تأثير محاولة استخدام قنابل مياه البحر على التربة والبنية التحتية في قطاع غزة
زكريا هميمي يعبر عن ثقته في استعداد المقاومة لمواجهة محاولات استخدام قنابل مياه البحر لإغراق الأنفاق. ومع ذلك، يحذر من أن التربة الرملية في الجنوب، رغم دعمها لعدم النجاح في مثل هذه المحاولات. يمكن أن يكون ضخ كميات كبيرة من المياه دون توقف مهددا للبنية التحتية. يُشير إلى وجود “حجر الأساس” في تلك المناطق التي تتميز بالتربة الرملية على أعماق كبيرة. والذي يمكن أن يتسبب في عدم استقرار التربة وأضرار هيكلية.
ويضيف هميمي أن نجاح هذا المخطط قد يؤدي إلى تسرب المزيد من المياه المالحة إلى المياه الجوفية. مما يجعلها غير صالحة للاستخدام. يجدر بالذكر أن المياه الجوفية هي المصدر الرئيسي للمياه في قطاع غزة. وتم استغلالها بشكل كبير من خلال الآبار الضخ العديدة. ونتيجة للاستغلال الكبير. تسربت مياه البحر إلى العديد من المواقع في القطاع وأصبحت غير صالحة للاستخدام وفقًا لدراسة أجراها الباحث محمد عيش بمعهد المياه والبيئة بجامعة الأزهر في غزة.
إعادة تقييم تأثير مخطط إغراق الأنفاق على مياه غزة
في ظل القلق المتزايد من تنفيذ المخطط الإسرائيلي لإغراق الأنفاق في غزة، يظهر تقييم مختلف للمشكلة. على الرغم من أن هذا المخطط يمكن أن يؤثر سلباً على الوضع المائي في القطاع. يُقدم التحليل الأميركي لجيف جودسون وجهة نظر مختلفة. ويُشير جودسون إلى أن 95% من مياه الجوفية في غزة غير صالحة للاستهلاك منذ 2017 بسبب التلوث الكيميائي والمياه الصرف الصحي وتسرب المياه المالحة. وبناءً على ذلك. يعتبر أنه لا ينبغي تضخيم الخطر عند التفكير في عملية إغراق الأنفاق. حيث لا يوجد مشكلة بالنظر إلى إخراج هذا المصدر غير الصالح للاستخدام من الخدمة.
وفي تقديره الغريب، يعتبر جودسون أن عملية إغراق الأنفاق يمكن اعتبارها مساعدة إنسانية. حيث يُمكن إنهاء الخطر المحتمل وبالتالي تقليل الحاجة إلى قصف هذه الأنفاق. مما يمكن أن يحد من التداعيات الجانبية السلبية ويحمي المدنيين والممتلكات.
اقرأ أيضاً: تحوُّل في فرنسا .. لماذا قرر ماكرون إدانة إسرائيل والدعوة إلى وقف حرب غزة