تصعيد الوجود العسكري الأردني على الحدود مع فلسطين: تفاصيل الأحداث

أثار فيديو يتداول حاليا حول إرسال الجيش الأردني تعزيزات إلى الحدود مع فلسطين تفاعلا كبيرا من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. يظهر الفيديو مشاهد لدبابات وناقلات جند وتعزيزات عسكرية أردنية في طريقها إلى الحدود. وكذلك يوضح تمركز قوات الجيش الأردني في المناطق الحدودية الغربية.

وقد أشار الإعلامي سمير الحياري إلى أن هذه التحركات العسكرية الأردنية على الحدود مع فلسطين تشكل. “رسالة للعدو الإسرائيلي بأن الأردن مستعد للتصدي لأي تطورات. خاصة في حالة حدوث خطة لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأراضي الأردنية”. ويرتبط هذا التحرك بتصاعد الاحتمالات المتعلقة بتسليح المستوطنين ودعوتهم لأبناء الضفة الغربية للانتقال إلى الأردن.

يعكس هذا الفيديو بشكل واضح حساسية الأوضاع في المنطقة والاستعدادات العسكرية لمواجهة أي تحديات محتملة. وتبرز الرسالة الواضحة من خلال توجيه الانتباه إلى ضرورة التصدي لأي تهديد يمكن أن يطرأ على استقرار المنطقة. خاصة في ظل التطورات السياسية والأمنية الحالية.

المطالبة بتوضيح رسمي حول التحركات العسكرية الأردنية

في تعليقه على الفيديو المتداول. أكد الإعلامي سمير الحياري أن “الإعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية لم يقدم توضيحاً رسمياً حول الأسباب التي دفعت الجيش إلى التحرك نحو الحدود مع فلسطين”. وأشار إلى أن هناك أسبابًا أمنية تفوق في أهميتها الأسباب الإعلامية، مشيراً إلى عدم إمكانية الكشف عنها للإعلام.

وأضاف الحياري خلال حديثه للجزيرة نت أن “تكاثرت التساؤلات والتكهنات حول الفيديو المنشور. مما يجعله من المرجح أن يتم تقديم توضيح رسمي. داعياً القوات المسلحة الأردنية إلى إصدار بيان يوضح الأسباب وراء هذه التحركات العسكرية”.

وأوضح الحياري أن الأردن كان يستعد لإنشاء مستشفى ميداني عسكري في الضفة الغربية منذ عدة أشهر. وتحديدا في مدينة جنين. ولكن نتيجة للتطورات المتسارعة في الضفة الغربية وتعقيدات الأوضاع الأمنية. قررت الحكومة الأردنية نقل المستشفى الميداني إلى نابلس. نظراً لاعتبارها أن الأوضاع في الضفة الغربية قد تشهد تدهوراً إضافياً. وأوضح أن هذا التحرك الاستباقي جاء كجزء من استعدادات القوات المسلحة. مشيراً إلى أنه يتماشى مع توجيه مستشفى ميداني مماثل في قطاع غزة.

تحذير مهم من الأردن حول التحركات العسكرية على الحدود

أشار الفريق المتقاعد قاصد محمود، نائب رئيس هيئة الأركان السابق. إلى أن حركة ناقلات جنود الجيش الأردني لا تُعتبر تغييرًا جوهريًا. وأضاف أن هناك تصعيدًا واضحًا في الموقف السياسي الأردني. مما يجعل عمان ترسل رسالة تحذيرية إلى إسرائيل.

وأكد محمود أن القرار الأردني يعتبر إعلانًا رسميًا وفعليًا لحالة الحرب في حال تنفيذ عمليات تهجير للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن. وأن هذه الرسالة صدرت عن الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية في أكثر من مناسبة.

من جهة أخرى، أوضح الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور محمد المقابلة في حديثه للجزيرة نت. أن التحركات العسكرية الأردنية نحو الحدود مع فلسطين تأتي في إطار إعادة توزيع القوات وتنظيم مسرح العمليات في سياق الوضع القتالي النهائي.

وأشار المقابلة إلى أن انتشار القوات يتم وفقًا لخطة دفاعية تستعد لاحتمال حدوث هجوم أو ربما يكون مرتبطًا بتنفيذ قرار سياسي يحتمل أن يتخذ ردًا مقابلًا. وبالتالي، يعتبر هذا التحرك الاستباقي من قبل الجيش الأردني خطوة استباقية تعكس قلقه من مخاطر التهجير القسري من الضفة الغربية. ويتوقع أن يصدر قرار سياسي حيال هذا الأمر، مع التأكيد على عدم قبول الأردن لأي محاولة للتهجير.

تزايد التوترات يثير قلق الحكومة الأردنية

تنظر السلطات الأردنية بقلق إلى التصاعد الحاصل في الأحداث العسكرية والأمنية في منطقة الضفة الغربية. خاصة في مخيم جنين، حيث تعتبر هذه التطورات إنذارًا مبكرًا لاحتمال تصعيد عسكري من قبل إسرائيل. يُعتبر ذلك خطوة قد تفضي في النهاية إلى حدوث فوضى. وبالتالي تتزايد التهديدات بتصاعد موجة الهجرة من الضفة الغربية إلى الأردن. هذا الوضع يضع الحكومة الأردنية في مواجهة احتمالات وسيناريوهات تصعيدية غير متوقعة وغير مرغوب فيها.

وكانت السلطات الأردنية قد قررت فتح تحقيق بعد إصابة سبعة من أفراد المستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة أثناء محاولتهم تقديم الإسعاف لمواطنين فلسطينيين تعرضوا لقصف إسرائيلي. وفقًا لبيان صادر عن الجيش.

في تصريح له يوم الأحد، وصف الملك الأردني عبد الله الثاني الاعتداء على الفرق الطبية في المستشفى الميداني بغزة بأنه “جريمة بشعة”. مُشددًا على أن “سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع هذا الهجوم”.

اقرأ أيضاً: احتجاز سفينة إسرائيلية من قبل الحوثيين، وتصف تل أبيب الحادث بأنه خطير للغاية