مدونات

بعد تهدئة غزة، هل تستطيع المقاومة التوصل إلى اتفاق يبيض سجون الاحتلال؟

بعد انتهاء الهدنة في قطاع غزة، تأتي التساؤلات حول مصير المقاومة الفلسطينية وإمكانية نجاحها في التوصل إلى صفقة لتحسين أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي. يشكل الوضع في السجون جزءًا حيويًا من الصراع الفلسطيني، حيث يتعرض الأسرى لظروف صعبة وانتهاكات مستمرة لحقوقهم الإنسانية. تستند آمال المقاومة إلى التفاوض والمفاوضات كوسيلة لتحقيق تحسين في ظروف الأسرى، ولكن التحديات الكبيرة تظل قائمة، خاصة في ظل التوترات الدائمة بين الجانبين. تبقى قضية الأسرى قضية حساسة ومعقدة، وتتطلب جهودًا دولية ووطنية للوصول إلى حلول عادلة ومستدامة تحقق العدالة وتراعي حقوق الإنسان.

تشير تقديرات خبراء عسكريين ومحللين إلى أن صفقة تبادل الأسرى المقررة غدًا، الجمعة. قد تفتح الباب أمام مزيد من الصفقات المستقبلية لتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل. يرى الخبراء أن هدف المقاومة النهائي هو تحقيق تحسين في أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. مع توقعات بأن يطالب المجتمع الإسرائيلي حكومته بالإفراج عن المزيد من المحتجزين لدى المقاومة في قطاع غزة.

وفي هذا السياق، أكد اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والإستراتيجي. أن التبادل الحالي هو مرحلة أولى في عملية تبادل أكبر بين الطرفين. وأشار إلى أن هدف المقاومة الأساسي هو تحسين الأوضاع داخل السجون الإسرائيلية للأسرى الفلسطينيين.

من ناحية أخرى، يتوقع الدكتور مهند مصطفى، الخبير في الشؤون الإسرائيلية. أن تتزايد الضغوط الداخلية في إسرائيل على حكومة بنيامين نتنياهو في حال نجاح الصفقة الحالية. ويرى أن المجتمع الإسرائيلي قد يطالب بصفقات إضافية للإفراج عن باقي المحتجزين لدى المقاومة. الذين يُقدر عددهم بين 190 و200، بينما يتم التحدث حاليًا عن 50 فقط.

تحليل ما بعد الهدنة في غزة: تحولات وتوقعات

أشار الخبير في الشؤون الإسرائيلية، مهند مصطفى. إلى مخاوف السلطات الإسرائيلية من تراكم سيناريوهات الهدن الإنسانية وتبادل الأسرى. يرى مصطفى أن هذه الهدن قد تعزز الضغوط الداخلية على إسرائيل. ما قد يؤدي إلى استمرار الحرب وتضييق المساحة الزمنية المخصصة لتحقيق أهدافها العسكرية المحددة.

وأوضح أن إسرائيل تسعى حاليًا لإتمام صفقات تتعلق بالمدنيين الإسرائيليين. لكن التحدي الأكبر يكمن في محاولة التوصل إلى صفقات تبادل الأسرى العسكريين. يرى أن إسرائيل تدرك أن الإفراج عن الأسرى سيفرض عليها التزامات. بما في ذلك تبييض السجون الإسرائيلية والإفراج عن فلسطينيين يحملون أحكامًا عالية. ويتوقع أن يتسبب هذا النقاش في انقسام داخلي واسع داخل إسرائيل، نتيجة لتفاوت الآراء حول تلك الصفقات.

وفي تقديره، أشار مصطفى إلى أن إسرائيل قد خضعت لصفقة التبادل الحالية نتيجة للضغوط الداخلية والفشل العسكري في قطاع غزة.

استمرار التصعيد العسكري قبيل الهدنة المؤقتة

في سياق استمرار الحرب، توافق الخبراء على أن الاحتلال الإسرائيلي سيواصل في الساعات الأخيرة قبيل بدء الهدنة تصعيد عملياته العسكرية داخل قطاع غزة.

وفقًا لتصريحات اللواء فايز الدويري. سيكون التركيز الأساسي للاحتلال في تلك الفترة على محاولة إحداث اختراقات في مسافات بينية ضيقة. مع السعي لتعزيز الإمدادات والقوات استعدادًا لاستئناف القتال بعد انقضاء الهدنة المؤقتة.

ويعبر الدويري عن مخاوف الإسرائيليين من إعادة تنظيم المقاومة الفلسطينية صفوفها. مشيرًا إلى أن المقاومة تعرضت لضربات قوية خلال الحرب على غزة. وبالتالي ستعمل على تطوير خطتها القتالية لمواجهة التحديات المستقبلية.

من جانبه، يتوقع الخبير في الشؤون الإسرائيلية استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية على غزة قبل وبعد الهدنة. مؤكدًا أن المجتمع الإسرائيلي يظل مجندًا لصالح الحرب وداعمًا للاستمرار فيها. لكنه يشير إلى إمكانية تغيير الموقف نتيجة للتكاليف التي قد يتحملها بسبب هذه الحرب.

الإغاثة المرتقبة لصمود أهل غزة

تترقب السكان في قطاع غزة بفارغ الصبر فتح المعابر لتدفق المساعدات والوقود بعد التوصل إلى هدنة وسط جهود قطرية ومصرية. صرّح منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة. بأن الأهل يتطلعون إلى استقبال المساعدات، وخاصة الوقود الذي يسهم في تشغيل المستشفيات.

شدد البرش على أن السكان في غزة في حاجة ماسة إلى إغاثة فورية لتعزيز صمودهم في ظل الهجرة الجماعية واللجوء إلى مراكز الإيواء والأماكن العامة. خاصة بعد نزوح السكان من شمال القطاع إلى جنوبه.

وأكد البرش، خلال مشاركته في الوقفة التحليلية “غزة.. ماذا بعد؟” من داخل المستشفى الإندونيسي. على أهمية تشغيل المستشفيات لتعزيز صمود الناس. خاصة في ظل سعي الاحتلال لتقويض المؤسسات الأساسية في القطاع.

في وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن الهدنة في قطاع غزة ستبدأ غداً الجمعة الساعة 7 صباحًا بتوقيت المحلي، فيما أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بنود الاتفاق. وأعلن وزير إسرائيلي استعداد تل أبيب لتمديد فترة الهدنة إلى 10 أيام.

اقرأ أيضاً: غزة هاشم .. رحلة عبر الزمن في أحضان التاريخ والإرث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات