الجيش السوري يلاحق فلول النظام السابق بواسطة المروحيات
استخدام المروحيات العسكرية السورية في ملاحقة فلول النظام السابق: عمليات تمشيط واسعة في الساحل واللاذقية وتعزيز الأمن في مختلف المحافظات

الجيش السوري يلاحق فلول النظام السابق بواسطة المروحيات. إدارة العمليات العسكرية السورية تبدأ استخدام المروحيات ضد فلول النظام السابق. أعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا – اليوم السبت – عن بدء استخدام المروحيات العسكرية لملاحقة فلول النظام “البائد” في منطقة الساحل، في خطوة هامة ضمن العمليات العسكرية المستمرة لمكافحة العناصر التي لا تزال تهدد استقرار المنطقة. هذه العملية تأتي في إطار الجهود الحكومية الهادفة إلى استعادة السيطرة الكاملة على البلاد، خاصة بعد سنوات من النزاع والقتال. المروحيات العسكرية التي تم استخدامها في هذه العمليات تهدف إلى توفير الدعم الجوي للقوات البرية التي تنتشر في مناطق متعددة، خاصة في مناطق ساحلية كانت سابقًا معاقل لبعض المجموعات المسلحة المرتبطة بالنظام السابق.
وفقًا للتقارير، كانت المروحيات قد انطلقت من مطار اسطامو في ريف طرطوس، لتبدأ عمليات تمشيط دقيقة في المنطقة التي شهدت مواجهات بين القوات السورية وفلول النظام السابق. العملية تهدف إلى القضاء على أي جيوب مسلحة ما زالت تعمل على زعزعة الاستقرار في تلك المناطق. وتعتبر هذه العمليات خطوة أساسية نحو تأمين الحدود الشمالية والجنوبية الغربية للبلاد، حيث كانت هذه المناطق تمثل نقاط انطلاق للهجمات السابقة ضد قوات الجيش السوري.
تفاصيل العملية العسكرية في الساحل السوري
من خلال هذا التصعيد في العمليات العسكرية، تكثف الحكومة السورية من جهودها لتأمين المناطق الساحلية، التي تضم مدنًا هامة مثل طرطوس واللاذقية. وتهدف العمليات إلى تدمير البنية التحتية العسكرية للفلول التي لا تزال تحاول العودة إلى الساحة، حيث يتم استخدام المروحيات بشكل استراتيجي لتأمين تحركات القوات البرية وملاحقة المسلحين في المناطق التي يصعب الوصول إليها عبر الطرق البرية.
وفي هذا السياق، أفادت المصادر العسكرية أن المروحيات تقوم بتغطية المناطق المحيطة بشكل مستمر، ما يضمن عدم تمكن أي من الجماعات المسلحة من التسلل أو إعادة التنظيم في المنطقة. وبفضل هذا التغطية الجوية، تستطيع القوات العسكرية السورية تحديد أماكن تجمع المسلحين بدقة، ما يسهل تنفيذ الضربات الجوية الدقيقة ضدهم.
هذه المروحيات التي يتم استخدامها هي جزء من الدعم الجوي المتطور الذي تقدمه القوات السورية في هذه العمليات. كما أن عمليات تمشيط المنطقة تركز على تطهير المناطق الجبلية والمناطق ذات التضاريس الوعرة التي غالبًا ما تشهد تحركات معقدة للمسلحين، وهو ما يزيد من تعقيد عمليات المطاردة.
العملية الأمنية لملاحقة فلول النظام السابق
وكانت إدارة العمليات العسكرية قد أطلقت، في وقت سابق، عملية أمنية شاملة لملاحقة فلول النظام “البائد” في كافة أنحاء البلاد. العملية التي شملت كافة المناطق كانت تهدف إلى القضاء على أي مظاهر للمسلحين الذين ما زالوا يعارضون الحكومة السورية. هذه الحملة الأمنية شملت أيضًا المناطق الحدودية، بالإضافة إلى المواقع الإستراتيجية مثل قاعدة حميميم العسكرية الروسية في طرطوس، حيث تم نصب حواجز عسكرية على الطرق المؤدية إلى هذه القاعدة.
تسوية السلاح وتحديات الأمن الداخلي
أوضح المصدر الأمني أن هذه العمليات تركز على ملاحقة الأشخاص الذين رفضوا إجراءات التسوية وتسليم السلاح بعد انتهاء المهلة المحددة لذلك. ووفقًا للتصريحات الرسمية، فإن هذه المجموعات أصبحت تعتبر “خارجين على القانون” وتهدد بشكل جدي السلم الأهلي في البلاد. هذا التصعيد العسكري يأتي في وقت حساس، حيث تحاول الحكومة السورية إعادة بناء المؤسسات الحكومية والتوصل إلى تسويات مع من بقي من المقاتلين من مختلف الفصائل المسلحة، من أجل ضمان عودة الاستقرار في البلاد.
إدارة العمليات العسكرية السورية تعمل حاليًا على تنفيذ سياسة تهدف إلى تحييد أي عناصر معارضة قد تواصل عملياتها المسلحة. في هذا السياق، تتبنى الحكومة السورية نهجًا أمنيًا مزدوجًا، يشمل العمليات العسكرية والعمليات السياسية، بهدف تسوية الأوضاع الأمنية في البلاد بشكل كامل.
التمشيط في اللاذقية وأماكن أخرى
في منطقة اللاذقية، الواقعة في جنوب غرب سوريا، بدأت إدارة العمليات العسكرية اليوم عملية تمشيط واسعة النطاق تهدف إلى استعادة الأمن في المنطقة. تعتبر هذه العمليات خطوة ضرورية لتحصين المدن والبلدات من أي محاولات للتمرد أو العودة إلى الفوضى التي كانت سائدة خلال سنوات النزاع. المحافظة التي لطالما كانت تعتبر معقلًا للموالين للنظام السوري، تواجه الآن تحديات أمنية غير مسبوقة مع استمرار وجود خلايا نائمة ومسلحين ينتمون إلى الفصائل المعارضة السابقة.
كما قال مصدر أمني للجزيرة إن قوات إدارة الأمن العام قد انتشرت في مدينة بانياس الواقعة في نفس المحافظة، حيث يتمركز الجيش السوري بشكل كبير في هذه المنطقة. هذه الإجراءات الأمنية تستهدف حماية المواطنين وملاحقة فلول النظام السابق الذين قد يكونون مختبئين في المناطق السكنية أو في القرى الصغيرة.
الجهود الأمنية في مختلف المحافظات
منذ عدة أيام، تواصل قوات الأمن في الإدارة السورية الجديدة عمليات تمشيط واسعة في العديد من المحافظات السورية. وقد شملت هذه العمليات مناطق متعددة مثل حمص وحماة وحلب ودمشق، حيث تخللت هذه العمليات مواجهات عنيفة مع فلول النظام المخلوع وبعض المليشيات التابعة له. في بعض الحالات، كانت الاشتباكات تتسم بالعنف الشديد، حيث كان المسلحون يحاولون استغلال الظروف الصعبة في هذه المناطق للقيام بهجمات على القوات الحكومية.
فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة، أشار مصدر من وزارة الداخلية – للجزيرة – إلى أن إدارة الأمن العام قد ألقت القبض على شخصيات بارزة من فلول النظام السابق وكذلك من مثيري الشغب في العديد من المدن. من بين هذه المدن طرطوس وحمص وحماة وحلب ودمشق. العملية الأمنية في هذه المدن كانت تهدف إلى القضاء على أي مظاهر للتطرف أو العنف المستمر من قبل بعض العناصر المعارِضة.
التحديات الأمنية الراهنة
رغم الجهود المكثفة التي تبذلها الحكومة السورية لاستعادة السيطرة الأمنية في هذه المناطق، فإن التحديات الأمنية ما زالت قائمة. فعلى الرغم من التقدم الذي تحقق في السنوات الأخيرة، لا تزال بعض الجماعات المسلحة تعمل في الخفاء، مستغلة الصعوبات التي تعيشها البلاد من جراء الأزمات الاقتصادية والإنسانية.
من جهتها، تسعى الحكومة السورية إلى تطبيق خطة شاملة لتحسين الوضع الأمني على الأرض، وذلك من خلال تعزيز وجود القوات العسكرية في مختلف المناطق التي كانت تشهد مواجهات بين الحكومة والمجموعات المسلحة. كما أن تعزيز التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية سيكون له دور كبير في مكافحة أي تهديدات مستقبلية قد تظهر.
تسعى إدارة العمليات العسكرية السورية إلى تطهير البلاد من فلول النظام السابق وضمان عودة الأمن والاستقرار إلى المناطق التي عانت كثيرًا جراء سنوات من النزاع. باستخدام التقنيات الحديثة مثل المروحيات العسكرية والعمليات الميدانية الدقيقة، تأمل الحكومة السورية في القضاء على العناصر المسلحة التي ما زالت تهدد السلم الأهلي. وعلى الرغم من أن الطريق لا يزال طويلًا، إلا أن الجهود المستمرة تبشر بأن هناك أملًا في استعادة السلام في المستقبل القريب.
اقرأ كذلك :السيو: الرقابة الإسرائيلية توافق على نشر معلومات جديدة حول اغتيال هنية في طهران