يقع برج غالاطة في حي “قره كوي” في مركز ، مهم في إسطنبول ؛ فهو نقطة التقاء عدد من الفعاليات الاقتصادية والتجارية والسياحية والتاريخية ، ونقطة عبور ووسائل نقل ركاب بحرية مهمة.
واستمد الحي اسمه من اليهود الذين سكنوا فيه قبل الفتح العثماني لإسطنبول عام 1453 ميلادية. ويطلق عليهم اسم “يهود قاراي” ليتحول اسم الحي العتيق لاحقا إلى “قره كوي” وكلمة “كوي” باللغة التركية تعني القرية.
و “قره كوي” يقع خارج أسوار إسطنبول القديمة ، على الضفة الأخرى من القرن الذهبي. ويقابل منطقة أمينونو الشهيرة في القسم الأوروبي ، وتوجد خلفه أزقة جميلة رائعة.
تاريخ إنشاء برج غالاطة
في حين أن التاريخ الدقيق لبناء البرج غير معروف ، فإن معظم السجلات تقول إنه بني في القرن السادس الميلادي. وكان يستخدم لمجموعة متنوعة من الأغراض (بما في ذلك المراقبة). من قبل حكام المدينة من الرومان والجنويين وحكام البندقية وكان يستخدمه العثمانيون وكان يُطلق عليه سابقاً اسم “قلعة عيسى”.
كانت منطقة جالاتا ، حيث يقع البرج ، واحدة من 14 منطقة في المدينة تحت الحكم الروماني. يقال أنه في القرن الرابع الميلادي ، أراد الإمبراطور قسطنطين الكبير أن يدفن في هذه المنطقة. لكن الإمبراطور جستنيان قام بتنظيم هذا المكان.
في الفترة اللاحقة من هيمنة الجنويين، حاولوا إحاطة المنطقة بالجدران وشاهدوا البرج.
بعد الحكم العثماني وفتح إسطنبول، ظلت المنطقة يسكنها غير مسلمين في الغالب.
ميزات برج غالاطة
برج غالاطة الذي بني عام 1348 بارتفاع 70 مترا وقطر 10 أمتار ووزنه 10000 طن. استخدم لأغراض عديدة في ظل الحكم العثماني ، وآخرها كان يستخدم في العهد العثماني. لمشاهدة الحرائق المتكررة في المدينة في القرن الثامن عشر.
يرتبط البرج أيضًا بالعديد من الأساطير ، أحدها أن الرومان قالوا إنه إذا تسلق رجل وامرأة البرج معًا ، فسوف يتزوجان. ولكن فيما بعد إذا صعد أحدهما بمفرده أو مع شخص آخر ، فيعتبرون هذا سحر و تعويذه بأن الزواج ينهار.
معلومات أخرى غير مؤكدة هي أنه خلال فترة الإمبراطورية العثمانية ، أنشأ العالم التركي هازارفين. أحمد شلبي أجنحة صناعية في عام 1638 وطار من سطح البرج إلى منطقة أوسكودار على الجانب الآسيوي من المدينة.
يقع البرج في موقع مهم قريب من المناطق المركزية في اسطنبول ، حيث أنه قريب من مناطق إمينونو وكراكوي وتقسيم. والأهم من ذلك أنه قريب من الخليج ومضيق البوسفور ومجاور لهما في نقطة التقاء المواقع التاريخية والأثرية.
مناطق جذب سياحي رئيسية
يعد برج غالاطة حاليًا وجهة مهمة لسكان إسطنبول أو الأتراك أو السياح من الخارج لالتقاط صورة تذكارية خاصة من موقع مرتفع يطل على المدينة القديمة.
يتكون برج غالاطة من 9 طوابق، يمكن الوصول إلى السبعة الأولى منها بواسطة المصعد. والطابقين الأخيرين يمكن للزائر الوصول إليه سيرًا على الأقدام.
في الطابق التاسع يوجد مطعم بالإضافة إلى شرفة دائرية تطل على أجزاء كثيرة من إسطنبول. بشكل رئيسي مثل الفاتح ، إمينونو ، أوسكودار وتقسيم ، وكذلك خليج مرمرة.
عندما يدخل السياح إلى الطابق الأول في برج غالاطة ، يتم الترحيب بهم من قبل الموظفين لإرشادهم خلال جولتهم في البرج.
يحتوي الطابق الأول على العديد من المحلات السياحية الصغيرة التي تبيع الهدايا التراثية للسياح.
في الطابق الثامن ، يوجد استوديو للتصوير الفوتوغرافي حيث يتم عرض الملابس التراثية العثمانية لالتقاط الصور التذكارية وطباعتها وتسليمها على الفور.
منطقة حيوية
يقع البرج في منطقة حيوية يمكن الوصول إليها عن طريق الحافلات والترام والقوارب لنقل الركاب.
تصل السفن السياحية الكبيرة المعروفة باسم “الرحلات البحرية” إلى المنطقة. ويختار العديد من الزوار قضاء بعض الوقت في المشي في المنطقة.
يطل البرج على جسر غالاطة ، الذي أخذ اسمه من المنطقة ، وهو محطة توقف مهمة للزوار والسياح. مع وجود الصيادين في الأعلى ومطاعم الأسماك أدناه.
هناك العديد من الأسواق في المنطقة المجاورة مثل السوق المصري. وأسواق الجملة والأسماك ، وكذلك المقاهي والمطاعم التي تقدم المأكولات التركية.
تضم منطقة غلطة القريبة من البرج أيضًا ثالث أقدم مترو في العالم ، تم بناؤه عام 1875 ، ويربط منطقة كاراكوي بشارع الاستقلال بنفق طوله 575 مترًا.
وهكذا يمكن لكل سائح وزائر الاستفادة من رائحة وسحر المدينة من داخل البرج والتقاط الصور التي تشهد على الليالي التي قضاها في إسطنبول مدينة التاريخ والذكريات.
اقرأ أيضاً : “الجزري” أطلق اسمه على أول سيارة طائرة تركية ومخترع أول روبت آلي في التاريخ
