لماذا فقدت الليرة التركية الكثير من قيمتها، إليكم بعض الحقائق والمعلومات
لماذا فقدت الليرة التركية الكثير من قيمتها في السنوات الأخيرة “هل هي معركة تكسير عظم مع لوبيات الفائدة …ام خطأ في السياسات الاقتصادية”. ” إليكم بعض الحقائق والمعلومات”
فقدان الليرة التركية لقيمتها و لوبيات الفائدة
اول ليرة صدرت كانت في عهد السلطان عبد المجيد في 1843 وكانت مصنوعة من الذهب وسميت الليرة الصفراء
بعد تأسيس الجمهورية التركية الحديثة تم طباعة اول ليرة تحمل صورة اتاتورك والاحرف العثمانية في 1927، لكن بعد الثورة التي قام بها اتاتورك على الأبجدية تم استبدال الاحرف العربية بأحرف لاتينية وطبع عملات جديده
بعد وفاة اتاتورك قام اينونو بتغيير صورة اتاتورك ووضع صورته مكانها لكن الأمر لم يدم طويلا مع تولي مندريس الحكم أعاد صورة أتاتورك على العملة، بل وتمت إضافة صور عظماء الاتراك مثل محمد الفاتح، يونس إمرة، محمد ارسوي، جاهد إرف.
تعرضت الليرة التركية لانتكاسه كبيره وهبطت لأقصى مراحلها بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضه الغرب على تركيا بسبب حرب قبرص1974 وبسبب ازمة النفط.
في التسعينيات ولأول مره في تاريخ تركيا تمت طباعة ورقه نقديه من فئة مليون، و5 مليون، بل وصل لطباعة ورقه من فئة 20مليون.
يعني واحد مليون بإمكانك ان تشرب به كأس شاي لكن مع وصول حزب الحرية والعدالة للحكم ومع النهضة الاقتصادية التي شهدتها تركيا تم حذف 6 أصفار من العملة في عام 2004، فأصبح 1مليون يساوي ليرة والمليار ألف يساوي ألف ليرة والترليون مليون يساوي مليون ليرة وأصبحت قيمة اللير تساوي دولار واحد فقط.
في 2005 تم سحب كل العملات القديمة وتم استبدالها بالعملة الجديدة التي تم تسميتها ب ” الليرة التركية الجديدة ويرمز لها “TL”
في 2009 حذفت حكومة اردوغان كلمة ” الجديد “من الليرة ليصبح اسمها الليرة التركية بل ونظمت مسابقة لتصميم رمزا لليره، فازت بها فتاه اسمها Tülay lale صممت رمز الليرة بهذا الشكل “₺ “وهو عباره عن جسرين يربطان بين الشرق والغرب ومرساه تمثل الثقة والارتفاع التصميم كان موافق لموقع تركيا الجغرافي والمصادفة أنه رمز ايضا لأول حروف اسم المصممة وتم اختياره من بين 8 آلاف تصميم.
منذ العام 2005 وحتى 2013 ضلت الليرة محافظه على استقرارها بمعنى أنها لم تتخطى حاجز الدولار الواحد.
في 2016 بعد انقلاب تركيا الفاشل كانت هناك هزات اقتصاديه عنيفة صاحبت الانقلاب ليصل 1 دولار إلى 3 ليرات.
سر سقوط الليرة التركية المدوي
القصة بدأت في عام 2018 عندما شهدت الليرة سقوطا مدويا قبيل انتخابات 2018 الرئاسية ببضعة أشهر بعد دخول تركيا كطرف في الازمه الخليجية.
تقول الحكومة آنذاك إن سبب هبوط الليرة المفاجئ كان حربا اقتصادية قام به المضاربون على الليرة اي ان مجموعه من المضاربين قاموا بسحب اموالهم بوقت واحد من سوق تركيا، غير مبالين بالخسائر.
وكان هدفهم ضرب الليرة واظهار حكومة اردوغان بمظهر العاجز في التحكم بأسعار الصرف والهدف الحقيقي من وراء ذلك، إسقاط حكومة اردوغان في الانتخابات لأن الاقتصاد فقط هو من يحرك الناخب التركي.
كذلك لا ننسى أن اردوغان أيضاً في برنامجه الانتخابي عام 2018 تحدى لوبي الفائدة وقال أنذاك بأنه سيقوم بخفض سعر الفائدة كذلك قام بتعيين “براق البيرق” وزيرا للمالية مع أنه في ذلك الوقت كان يتوقع لوبي الفائدة بعودة محمد شيمشك للحكومة الجديدة.
وعندما سعى اردوغان لخفض سعر الفائدة سقطت العملة بشكل مدوي، وقام لوبي المال بحرب كبيره انتصر فيها على الليرة وعلى سياسات أردوغان لتضطر حكومة أردوغان لرفع سعر الفائدة مجدد.
السياسات الخارجية للحكومة التركية، وخصوصا عملياتها في سوريا وشرق المتوسط والصدام مع الولايات المتحدة وأروبا.
تدخل اردوغان في البنك المركزي والاقالات المتكررة لمحافظي البنك وتعيين قافجي اوغلو محافظا للبنك المركزي والذي يؤمن تماما بنظرية اردوغان بشأن خفض سعر الفائدة.
ازمة كورونا وتأثيرها السلبي على الاقتصاد التركي والليرة التركية
شركات التصنيف الائتماني: بالرغم من الإنتاج الزراعي الضخم وزيادة الصادرات التركية ووجود6من أكبر عشر مشاريع عالميه و125مليار$من احتياطي البنك المركزي و550طن من الذهب لكن يكفي ان يخرج تقرير واحد من إحدى شركات الائتمان الأمريكية يقول: إن الائتمان في تركيا تراجع تقييمه ليطير الدولار.
طيب ما قصة بنك تركيا والتغيرات فيه، مالا تعرفونه ان البنك المركزي التركي تأسس بعد اعلان جمهورية تركيا بعدة سنوات كشركة تجارية والغريب في الامر ان حصة الدولة كانت فقط 15% وبقيت الحصة على هذا الحال حتى بداية السبعينات 1971 عندما رفعت الحكومة حصة الدولة الى 50%
وبعد وصول حزب العدالة والتنمية الى الحكم تم رفع حصة الدولة الى 58% فيما أصبحت نسبة القطاع الخاص 42%.
لكن ما زالت توجد مشكلة في ادارة البنك المركزي، وهي أن الشريك الغير حكومي يسعى جاهداً للربح الخاص وذلك على حساب الوطن والمواطن بل ويضغط على المدير كي يقوم برفع الفائدة.
سر إقالة محافظي البنك المتواصل وتأثيره على الليرة التركية
المحافظين السابقين رفضوا خفض سعر الفائدة في الوقت الذي تحسن فيه الاداء الاقتصادي وانخفض التضخم الى نسبة اقل بكثير من قيمة الفائدة.
اردوغان كان يرى بقاء الفائدة العالية مع انخفاض التضخم هو ربح اضافي للبنك المركزي، اي ربح للشركاء في البنك المركزي على حساب رجال الاعمال والمصانع وغيره اي على حساب المواطن التركي.
“البنك المركزي لاي دولة هو رمز السيادة الاقتصادية” ” أردوغان فتح جبهه للمواجهة مع أخطر ملف قد واجهته حكومته منذ2018 ” في المرة الاولى خسر المعركة، وكاد ان يسقط فهل تسلم الجرة!
لماذا يصر اردوغان على خفض الفائدة والمواجهة مع لوبي الفائدة بل حتى المواجهة مع ” على باباجان، محمد شيمشيك” الذين يرون بضرورة رفع الفائدة بل وحتى اقالتهم من حكومته …؟
من وجهة نظر اردوغان ان رفع الفائدة يعني نقل الاموال من المصانع والمشاريع الى البنوك لان الارباح مغريه هناك ولان تمويل البنوك فيه حصة كبيرة لأمريكا.
فهذا يعني ان مؤسسات الاستثمار المالي الامريكية هي التي تجني الارباح وبمجرد ان يفتح اردوغان فمه بخفض الفائدة حتى يطير الدولار.
من وجهة نظر اردوغان أن رفع الفائدة في بلد ما سيؤدي حتما إلى كارثه اقتصاديه مستقبلا لان هذا سيلغي الطبقة المتوسطة ويسحبها الى الطبقة الفقيرة وقد تجد الدولة أنها قد أصبحت مضطرة للقيام بإلغاء البرامج التطويرية وبرامج التنمية والمشاريع الكبرى.
صحيح أن انخفاض سعر العملة هو مفيد لبلد صناعي ومصدر مثل تركيا، لكن الارتفاع يصاحبه تضخم وارتفاع في الأسعار، ومع ثبات نسبة الحد الادنى من الأجور يتضرر المواطن التركي بشكل كبير.
” وبالتالي هذا الامر يؤثر على اختياراته السياسية، ولهذا السبب تطالب المعارضة بانتخابات مبكرة.
وأخيرا: ” قد تلجأ الحكومة التركية إلى خطة التعامل خارج إطار الدولار مع بعض الدول خصوصا بعد اتفاقها مع إيران وروسيا على ذلك وقبل ايام مع كوريا للتخلص من ضغط الدولار، ليبقى السؤال؟ ” برأيكم من سينتصر. حكومة اردوغان ام لوبي الفائدة!