استمتع بزيارة المتاحف الليلية في قلعة بودروم التركية
استكشاف قلعة بودروم التركية ومتحف الآثار تحت الماء: تجربة سياحية مميزة تجمع بين التاريخ والجولات الليلية في إطار مبادرة "المتاحف الليلية" لتعزيز السياحة الثقافية في ولاية موغلا
قلعة بودروم التركيا: متعة المتاحف الليلية وتجربة فريدة للزوار في قلب منطقة بودروم الساحرة الواقعة في ولاية موغلا جنوب غرب تركيا، تقف قلعة بودروم شامخة كأحد أبرز المعالم التاريخية التي تجمع بين جمال الطبيعة وروعة التاريخ. تضم القلعة متحف الآثار تحت الماء وتفتح أبوابها أمام الزوار حتى ساعات متأخرة من الليل في إطار مبادرة “المتاحف الليلية”. هذه المبادرة تهدف إلى توفير تجربة سياحية مميزة لزوار المنطقة، ما يضيف المزيد من الجاذبية للمدينة.
القلعة: رمز تاريخي وثقافي لبودروم
تُعتبر قلعة بودروم من أهم المعالم التاريخية في تركيا. تم إدراجها في عام 2016 ضمن القائمة المؤقتة لمواقع التراث العالمي لليونسكو، ما يعزز مكانتها كوجهة سياحية عالمية.
القلعة، التي بُنيت على يد فرسان القديس يوحنا، تُعرف أيضا باسم “قلعة فرسان القديس يوحنا”. هذا الاسم يعكس تاريخها العريق ودورها الدفاعي في العصور الوسطى.
القلعة تستقطب آلاف الزوار سنويا، سواء من داخل تركيا أو من السياح الأجانب الذين يأتون لاكتشاف معالمها الفريدة وتجربة الجولات الليلية التي تقدمها.
تصميم قلعة بودروم: جولة في الزمن
تتميز قلعة بودروم بتصميم معماري مذهل، حيث تضم العديد من الأبراج والممرات التي تأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن. كل برج من أبراج القلعة يحمل قصة تاريخية مختلفة، ويمكن للزوار التجول في هذه الممرات والشعور بجو العصور القديمة.
الأبراج: تحتوي القلعة على عدد من الأبراج، مثل برج الإنجليز وبرج الإيطاليين، ولكل منها تصميم فريد يعكس الفترة التي بُني فيها.
الممرات: هذه الممرات الضيقة تأخذ الزوار في جولة عميقة عبر التاريخ، حيث يشعرون بجو القرون الوسطى وكأنهم جزء من تلك الحقبة الزمنية.
متحف الآثار تحت الماء: كنوز البحر المتوسط
يعتبر متحف الآثار تحت الماء من أبرز مكونات قلعة بودروم، حيث يضم مجموعة فريدة من القطع الأثرية التي تم اكتشافها من أعماق البحر المتوسط.
المتحف يضم حطام “أولوبورون”، وهو حطام سفينة يعود تاريخه إلى القرن الـ14 قبل الميلاد. تم اكتشافه عام 1982 ويُعد أحد أقدم حطام السفن في التاريخ البحري. هذه السفينة كانت محملة بكنوز مثل الذهب والعاج والنحاس.
من بين القطع الأثرية الأخرى التي يعرضها المتحف، هناك حطام الزجاج في ميناء سيرشي وسفينة الإمبراطورية البيزنطية. هذان الحطامان يقدمان للزوار نظرة على التطور البحري والتجاري عبر العصور.
المتحف يحتوي أيضا على قطع نادرة مثل ختم الجعران الذهبي لنفرتيتي والكأس الذهبية والعيون الرخامية البرونزية. هذه القطع تقدم للزوار فرصة للتعرف على تاريخ الفراعنة والحضارات القديمة.
بالإضافة إلى ذلك، يقدم المتحف قاعات عرض مخصصة:
قاعة العملات والمجوهرات: تحتوي على قطع نقدية ومجوهرات نادرة تم استخراجها من البحر.
قاعة أميرة كاريا: هذه القاعة مخصصة لعرض مقتنيات أميرة كاريا، وهي إحدى الشخصيات التاريخية المهمة في المنطقة.
الجولات الليلية في القلعة: تجربة لا تُنسى
منذ عام 2020، بدأ الزوار في الاستمتاع بجولات ليلية داخل قلعة بودروم. وهي تجربة مميزة تجعل القلعة مكانا جاذبا حتى بعد غروب الشمس. الأجواء الليلية الباردة التي تسود المنطقة تجعل هذه الجولات ممتعة ومريحة، حيث يستطيع الزوار استكشاف القلعة والمتحف في ظروف أفضل من حرارة النهار.
الجولات الليلية: تفتح القلعة أبوابها حتى الساعة العاشرة مساءً. ما يوفر للزوار فرصة للاستمتاع بالأجواء المسائية والاسترخاء في محيط القلعة التاريخي.
تجربة متكاملة: الزوار يمكنهم الاستمتاع بالتجول في القلعة ليلا مع مناظر بانورامية لمدينة بودروم والمحيط الطبيعي.
إحصائيات الزوار: الشعبية المتزايدة لقلعة بودروم
في العام الماضي، استقبلت قلعة بودروم ومتحف الآثار تحت الماء حوالي 350 ألف سائح. وهو عدد كبير يعكس مدى شعبية هذا الموقع بين الزوار المحليين والأجانب.
في النصف الأول من هذا العام. زار القلعة أكثر من 150 ألف زائر، وهذا مؤشر على أن عدد الزوار يتزايد باستمرار، خاصة مع توفير الجولات الليلية التي تجذب المزيد من السياح الذين يبحثون عن تجربة مختلفة.
قلعة بودروم: تحفة معمارية وتاريخية
تعد قلعة بودروم واحدة من أبرز القلاع التاريخية في تركيا. وقد تمكنت من الحفاظ على بنيتها الأصلية على مر العصور. مدير الثقافة والسياحة في ولاية موغلا، حسين طوبراق، أوضح أن القلعة تعد قلعة ومتحفا في آن واحد، وهو ما يجعلها وجهة فريدة.
أعمال الترميم: القلعة خضعت منذ عام 2017 لعمليات ترميم وتجديد شملت قاعات العرض الرئيسية، ما أسهم في تعزيز جاذبيتها للزوار.
تراث مستمر: القلعة لا تزال تحتفظ بطابعها التاريخي، وهذا ما يجعلها محط اهتمام آلاف الزوار سنويا.
المتاحف المجاورة: جولة ثقافية شاملة
إلى جانب قلعة بودروم، يمكن للزوار استكشاف متاحف أخرى في المنطقة، مثل:
متحف زكي مورن: يفتح أبوابه حتى الساعة الثامنة مساءً، ويعرض مقتنيات المغني التركي الشهير زكي مورن.
متحف موسولوس: يُعرف بأنه واحد من أشهر المتاحف في بودروم. ويظل مفتوحا حتى الساعة السادسة مساءً.
مبادرة المتاحف الليلية: تجربة ثقافية فريدة
مبادرة “المتاحف الليلية” التي تم إطلاقها بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة التركيا منذ عام 2020، تهدف إلى تعزيز السياحة الليلية في المنطقة. وقد أثبتت هذه المبادرة نجاحها الكبير، حيث استقطبت المزيد من الزوار الذين يبحثون عن تجربة جديدة.
استجابة إيجابية: حسين طوبراق أكد أن الزوار والسكان المحليين أبدوا ردود فعل إيجابية تجاه المبادرة. الأجواء الهادئة والمساحات الخضراء التي تحيط بالقلعة تجعلها وجهة مثالية للزوار الذين يبحثون عن مكان للاسترخاء.
إطلالات بانورامية: القلعة توفر إطلالات رائعة على بودروم. مما يضيف إلى جاذبيتها الليلية.
التوقعات المستقبلية: نمو سياحي مستمر
من المتوقع أن يتجاوز عدد زوار ولاية موغلا هذا العام 1.5 مليون زائر، وهذا يعكس أهمية قلعة بودروم كوجهة سياحية رئيسية في المنطقة.
زيادة عدد الزوار: في العام الماضي، سجلت الولاية حوالي 1.3 مليون زائر، وهذا يشير إلى أن الاهتمام بالمنطقة في ازدياد مستمر.
تأثير المتاحف الليلية: فتح القلعة والمتحف في الليل كان له تأثير إيجابي كبير على زيادة عدد الزوار، حيث يفضل الكثير من السياح الاستمتاع بجولات ليلية في ظروف أكثر راحة.
رأي الزوار: تجربة فريدة لا تُنسى
تجربة زيارة قلعة بودروم لقيت استحسان الزوار الذين أعربوا عن إعجابهم الكبير بما تقدمه القلعة من تجربة تجمع بين التاريخ والجمال الطبيعي.
زكي كوناي. أحد الزوار الذين جاءوا لقضاء عطلتهم مع عائلتهم، قال: “كنا نشعر بالفضول تجاه قلعة بودروم، لم أتوقع أن تكون بهذا الجمال. إنها مكان يتيح للجميع التجول فيه والاستمتاع بالعطلة مع أسرهم.”
حنيفة كوناي. زوجة زكي، قالت إنهم فضلوا التجول في القلعة ليلا للاستمتاع بالأجواء الليلية الهادئة.
باتو باشبوغ. زائر من إسطنبول. قال إنه اختار التجول في القلعة ليلا للاستمتاع بالأجواء الباردة التي تضفي لمسة خاصة على التجربة.
تظل قلعة بودروم واحدة من أبرز الوجهات السياحية في تركيا. حيث تجمع بين التاريخ والجمال الطبيعي. تجربة الجولات الليلية في القلعة تقدم للزوار فرصة لاكتشاف معالمها بطريقة مختلفة ومميزة. مع استمرار مبادرة “المتاحف الليلية”. من المتوقع أن تستقطب القلعة المزيد من السياح في المستقبل. مما يعزز مكانتها كواحدة من أهم المعالم التاريخية في تركيا.
اقرأ كذلك :تركيا تفتتح أول حديقة آثار تحت الماء لاستقطاب عشاق رياضة الغوص