شوكولاتة المرجان تسهم في دفع نمو قطاع الصناعات الغذائية في الجزائر
الجزائر – يبدو أن النجاح الكبير الذي حققته “شوكولاتة المرجان” مؤخرًا لم يمنع السلطات الفرنسية من مواصلة التحقيق في أسباب استمرار تواجد هذا المنتج في السوق الفرنسية. على الرغم من قرار منعه الذي لا يزال يثير الجدل في كل من فرنسا والجزائر.
الأسبوع الماضي، قامت السلطات الفرنسية بمنع تفريغ حاويات تحمل شحنات من شوكولاتة المرجان في ميناء مرسيليا، جنوبي فرنسا. جاء هذا المنع بناءً على ادعاءات أن المنتج الجزائري لا يلتزم بالمعايير الأوروبية. وذلك استنادًا إلى المادة 20 الفقرة الثالثة من لائحة الاتحاد الأوروبي رقم 2020/2292.
شركة المرجان كانت تستعد لجني ثمار نجاحها المتزايد من خلال تلبية احتياجات عملائها في أوروبا والعالم. هذا النجاح دفع الشركة إلى توسيع عملياتها وفتح فرص توظيف جديدة للاستجابة للطلب المتزايد.
ورغم انتشار منتج الشوكولاتة، لم تقم الشركة بتصدير كميات كبيرة منه لعدم توفر موزعين رسميين خارج الجزائر. لكن المتحدث الرسمي للشركة، أمين أوزليفي. أكد في تصريحات لوسائل إعلام محلية أن الشركة بدأت التواصل مع موزعين جدد لتلبية الطلب الكبير.
المرجان.. وراء قرار المنع الأوروبي
فادي تميم، المنسق الوطني للمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك. أوضح أن الأسباب التي قدمتها فرنسا لمنع دخول “شوكولاتة المرجان” إلى الاتحاد الأوروبي، رغم وجودها السابق في الأسواق، ليست صحيحة.
في حديثه مع الجزيرة نت، كشف تميم أن الوثائق التي اطلعت عليها المنظمة تشير إلى أن القرار يتعلق بمصالح اقتصادية أكثر منه إلى معايير سلامة المنتج. وأشار تميم إلى أن القرار يخص الحليب ومشتقاته. في حين أن شوكولاتة المرجان تحتوي على نوع من الحليب الذي تم استيراده أصلاً من أوروبا وفقًا للمعايير الأوروبية.
تميم تساءل عن سبب منع المنتج بدعوى عدم توافق الحليب مع المعايير. في الوقت الذي تم فيه استيراد حوالي 100 طن من الحليب من فرنسا مؤخرًا. الأمر يبدو مدبرًا لعرقلة انتشار المنتج الجزائري الذي يهدد مصالح شركات أخرى.
الصناعات الغذائية في الجزائر: أرقام وحقائق
مع بداية عام 2021، شهدت الصناعات الغذائية في الجزائر نموًا ملحوظًا بنسبة تجاوزت 15% من حيث الطلب. في المقابل، لم يتجاوز معدل نمو الإنتاج نسبة 0.9% خلال عام 2020، حسب أرقام الديوان الجزائري للإحصائيات.
حاليًا، هناك أكثر من 47,200 مؤسسة تعمل في قطاع الصناعات الغذائية في الجزائر. بقيمة إنتاج تصل إلى 12 مليار دولار دون احتساب المشروبات. هذا الرقم يرتفع إلى 14 مليار دولار إذا تم تضمين قطاع المشروبات غير الكحولية.
بلغ عدد العاملين في هذا القطاع نحو 170,000 عامل في بداية عام 2023. مما أسهم في رفع مساهمة الصناعات الغذائية إلى نحو 50% من الناتج المحلي الإجمالي الصناعي. وفقًا لتصريحات وزير الصناعة الجزائري السابق.
فيما يتعلق بالصادرات، حققت الجزائر نحو 400 مليون دولار من صادرات المنتجات الغذائية خلال عام 2023. وفقًا لتصريحات المديرة المركزية بمديرية متابعة وترقية المبادلات التجارية بوزارة التجارة الجزائرية.
أبرز المنتجات والأسواق التصديرية
طارق بولمرقة، رئيس جمعية المصدرين الجزائريين، أوضح أن المنتجات الرئيسية التي تتصدر قائمة الصادرات الغذائية تشمل: السكر، التمور، زيت الزيتون، الخروب، البسكويت، والمشروبات.
أما بالنسبة للأسواق التي تستورد هذه المنتجات، فهي تشمل دولًا مثل تونس، فرنسا، بلجيكا، وإسبانيا، بالإضافة إلى نحو 25 إلى 30 دولة أوروبية أخرى.
بولمرقة أضاف أن هناك مفاوضات جارية مع عدد من الشركاء في دول مثل قطر، السعودية، وروسيا لإقامة شراكات جديدة، بالإضافة إلى توسيع الصادرات إلى الأسواق الأفريقية.
الاكتفاء الذاتي للصناعات الغذائية
رئيس جمعية المصدرين الجزائريين أكد أن السوق الجزائرية باتت تمتلك معظم المنتجات الغذائية محليًا، خاصة بعد اعتماد قانون الاستثمار الجديد الذي يشجع على إطلاق مشاريع استثمارية داخل البلاد.
من جهته، قال البروفيسور فارس هباش، أستاذ الاقتصاد بجامعة سطيف، إن الجزائر اعتمدت خطة إستراتيجية تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتشجيع الإنتاج المحلي لتوفير الاكتفاء الذاتي وضمان الأمن الغذائي.
هباش أشار إلى أن الجزائر حققت اكتفاء ذاتيًا بنسبة 75% من احتياجاتها الغذائية، مما يضعها في المرتبة الأولى على مستوى أفريقيا والعالم العربي.
اقرأ كذلك: ما هو النوع الأكثر فائدة صحياً من الأرز؟