هل كشف جاسوسة في البرلمان الأوروبي يشير إلى وجود مفاجآت أخرى؟
تأثيرات خدمة شدانوكا في البرلمان الأوروبي: تحقيقات وآفاق مستقبلية غامضة
ذكر موقع “ديلي بيست” الإخباري الأميركي أن عضوة في البرلمان الأوروبي اتُّهمت بالتجسس لصالح روسيا. يفتح هذا الاتهام بابًا واسعًا من المفاجآت الحبلى بالأسرار غير المصرح بنشرها. وأشار الموقع إلى أن المشرعين في أوروبا صُدِموا من مزاعم تتحدث عن أن عضوة البرلمان الأوروبي التي تمثل دولة لاتفيا. تاتيانا شدانوكا، كانت تعمل في الخفاء جاسوسة لروسيا. ووفقا لتحقيق استقصائي أجرته صحيفة “ذا إنسايدر”. ومركز البلطيق للصحافة الاستقصائية “ري بلطيقا” وصحيفة إكسبريسين” السويدية. عملت شدانوكا على ترتيب اجتماعات شخصية مع جهات اتصال خاصة بها في أجهزة المخابرات الروسية. ما بين موسكو وبروكسل (مقر الاتحاد الأوروبي).
تأثير المراسلات والتمويل على البرلمان الأوروبي
تشير التحقيقات الاستقصائية إلى وجود مراسلات بريدية وتمويل. حيث طلبت شدانوكا تمويلاً من ضباط المخابرات الروسية وتبادلت مسودة مبادرات وبيانات صحفية معهم في عدة مناسبات.
وتقول مراسلة “ديلي بيست” لشؤون الأمن القومي، شانون فافرا، إن البرلمان الأوروبي قد فتح تحقيقًا في الأمر. وتحذر مشرعين في لاتفيا من وجود جواسيس آخرين بين صفوفهم.
وذكرت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية أن 3 من أعضاء البرلمان الأوروبي – ساندرا كالنيت، وروبرتس زيل. وإيفارس إيجابز – كتبوا في رسالة أنهم على قناعة بأن شدانوكا ليست حالة معزولة. وأن “هناك أعضاء آخرين في البرلمان الأوروبي.. يخدمون مصالح روسيا عن عمد”. وأضافوا أن هناك “تدخلات عامة. وسجلات تصويت، وأحداثا منظمة، بالإضافة إلى أنشطة سرية”.
مراجعة السياسات في البرلمان الأوروبي: استجابة للاتهامات الخطيرة
دعا رئيس لجنة الشؤون القانونية والبرلماني الإسباني، أدريان فاسكيز لازارا. إلى عملية مراجعة لتحديد السياسات التي أتاحت لشدانوكا ارتكاب تلك الخطيئة. وأعرب لازارا على وسائل التواصل الاجتماعي عن قلقه من وجود نواب قد يكونون تحت تأثير موارد مشبوهة تدفعهم الكرملين لتقويض الديمقراطية الأوروبية من الداخل. وشدد على أهمية كشف ومتابعة أي صلات مع روسيا وأتباعها.
وبحسب تقرير “ديلي بيست”، فإن روسيا لديها تاريخ طويل من استغلال مصادر المعلومات في الدول الأوروبية. وليست شدانوكا وحدها في هذا السياق. فقد اعتقلت السلطات في إستونيا مؤخراً أستاذاً متهماً بالتجسس لصالح روسيا، وفي العام الماضي. حُكم على عميل استخبارات سابق بالسجن بتهمة نقل معلومات حساسة إلى روسيا.
وفي عام 2022، ألقت السلطات الألمانية القبض على رجل في وكالة المخابرات الخارجية في البلاد بتهمة مشاركة أسرار مع موسكو. وكذلك، اتُهم عضو مجري في البرلمان الأوروبي بالتجسس على الاتحاد الأوروبي لصالح روسيا في عام 2017. وتظهر هناك أمثلة حديثة أخرى من النمسا إلى بولندا، حسب ما أفاد الموقع الإخباري الأميركي.
تجنيد جواسيس روسيا وتداعياته على البرلمان الأوروبي
قال بيل إيفانينا، الرئيس السابق للمركز الوطني لمكافحة التجسس والأمن، لصحيفة “ديلي بيست”. إن روسيا تبذل “كثيراً من الوقت والجهد والموارد في تجنيد عملاء ليس فقط من دول حلف الناتو. بل أيضاً من الدول المجاورة وأجهزة المخابرات والهيئات السياسية. خاصة في المستوى الأدنى لأنهم يفترضون أنهم سوف يرتقون أعلى المناصب”.
ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، طردت الدول الأوروبية بشكل جماعي ما يقرب من 400 جاسوس روسي. وفقاً لجهاز المخابرات الخارجية البريطاني (إم آي 6).
الخدمة الطويلة في البرلمان الأوروبي: تفاصيل وتحقيقات
شدانوكا قد مثلت لاتفيا في البرلمان الأوروبي لفترة طويلة، من عام 2004 إلى 2018، ومنذ عام 2019 حتى الآن.
ووفقًا لتحقيقات صحيفة “ذا إنسايدر”، تبين أن شدانوكا كانت تتواصل سرًا مع اثنين من المتعاملين. بدأت بالتعاون مع رجل يُدعى ديمتري غلادي، قبل أن يُقدمها هذا الأخير، عبر البريد الإلكتروني. إلى آخر يطلق عليه سيرغي كراسين وهو اسم مستعار. كلاهما يُزعم أنه كان ضابطًا في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.
ووفقًا للمراسلات، بعثت شدانوكا معلومات تصفها بأنها “تقارير”. وأحيانًا ادعت أن مهمتها كانت جمع المعلومات الاستخبارية بصفتها “المعلومات الموعودة”.
مصير شدانوكا لا يزال غير واضح تمامًا في الوقت الحالي، حيث تتمتع بالحصانة البرلمانية من الملاحقة القضائية. ولكن يبدو أن مصيرها في لاتفيا محفوفًا بالمخاطر، وفقًا لتقرير “ديلي بيست”.
اقرأ كذلك: توسّع تركيا في أفريقيا: تصاعد العلاقات الدبلوماسية والتعاون الاقتصادي والعسكري