المنتدى التركي لـ تي آر تي يختم أنشطته بدعوة إلى نظام دولي أكثر عدالة

اختتم منتدى قناة “تي آر تي” التركية فعالياته في مدينة إسطنبول، وشهدت هذه الفعاليات الحديث عن الأحداث المأساوية في غزة. دعا العديد من المتحدثين إلى ضرورة إقامة نظام دولي يعتمد مبادئ العدالة والقيم الإنسانية العالمية. وفي الوقت نفسه، تمت محاكاة استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) لرفض قرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار في غزة.

وفي ختام المنتدى، ألقت وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية ماهينور غوكطاش كلمة هامة. حيث أشارت إلى أن الوقت قد حان لبدء حوار جاد حول إقامة نظام دولي يعكس قيم العدالة والإنسانية العالمية بشكل فعّال.

وبالنسبة للأحداث الجارية في غزة والحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي هناك. أدانت الوزيرة التركية هذه الأحداث بشدة، مشيرةً إلى أنها ليست مجرد أزمة تؤدي إلى تدمير القيم الإنسانية فقط. بل هي إبادة جماعية ترتكبها الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وتشكل اعتداءً وحشيًا على الوجود الإنساني وحقوق الحياة والأجيال القادمة.

وأختتمت كلمتها بالتأكيد على أهمية العمل المشترك للبحث عن حلول جديدة للأزمات العالمية. مشيرة إلى أن النظام العالمي الحالي والمؤسسات الدولية التي تتطلع إلى الحفاظ على السلام والعدالة في العالم لم تعد تقوم بمهمتها بشكل كافٍ، وأنها لا تحمي الإنسانية كما يجب.

السفير الأميركي السابق ينتقد سياسة بلاده في غزة ويصف الأوضاع بـ”المأساة الإنسانية الرهيبة

في تصريحاته الأخيرة، انتقد السفير الأميركي السابق روبرت فورد بشدة سياسة بلاده التي تدعم الحرب الإسرائيلية على غزة، واصفاً الوضع في غزة بأنه “مأساة إنسانية مروعة”.

وفيما يتعلق باستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. أشار فورد إلى أن سياسة الولايات المتحدة تواجه تناقضًا كبيرًا. حيث تسعى الولايات المتحدة إلى إزالة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من غزة في نفس الوقت الذي تحاول فيه التقليل من عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين.

وأضاف فورد أن هذا الاستخدام لحق النقض (الفيتو) أثار استياءً دوليًا ويجب على الولايات المتحدة أن تجد طرقًا للتعامل مع هذا التناقض وتحديد أولوياتها. هل الأولوية هي إنقاذ حياة المدنيين أم تصاعد العمليات العسكرية ضد حماس؟ وعبّر عن أمله في أن تختار بلاده الأولوية الأولى وتعمل على إنقاذ حياة المدنيين الأبرياء.

استخدام حق النقض (الفيتو) الأمريكي في قضية غزة يثير استياء الأكاديميين

استنكر الأستاذ الكويتي في علوم السياسة، عبد الله الشايجي. بشدة استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة، وصفه بأنه “موقف مخزٍ”.

وأشار الشايجي إلى أن القوى الكبرى تبدوا متحالفة مع إسرائيل في مواجهة الفلسطينيين في غزة. متناسيةً أنهم يدعمون الظلم والاحتلال بدلاً من الشعب الفلسطيني الضحية. وأوضح أنه وفقاً لاتفاقية جنيف والقانون الدولي، لهم الحق في مقاومة الاحتلال.

وأكد الشايجي أن ما تقوم به إسرائيل في غزة يعتبر جريمة حرب واضحة. من خلال قصف المدنيين والمستشفيات بلا رحمة. بالإضافة إلى فرض حصار على السكان وقطع إمدادات المياه والكهرباء.

وأشاد بوعي جيل الشباب في مختلف أنحاء العالم، سواء في العالم العربي أو الغرب. بالقضية الفلسطينية، واعتبر ذلك إيجابيًا وواعدًا في ظل ما يجري في غزة. معتبرًا ذلك بمثابة الجانب الإيجابي الوحيد في هذا السياق.

تسيطر عليه الدول العظمى: استنكار أستاذ الدراسات الإسلامية لعجز مجلس الأمن في قضية غزة

عبد الله باعبود، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة قطر، أعرب عن استيائه من تجاهل مجلس الأمن للأحداث الكارثية في غزة، مشيرًا إلى أنه تسيطر عليه الدول العظمى. وهذا ما يظهر واضحًا من خلال عجزه عن التصدي للمأساة المتجددة في غزة. وأشار إلى أن الوقت قد حان لإحداث تغيير جذري من خلال إعادة تأهيل المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وأوضح باعبود أنه عندما يشهد العالم بأسره حجم الدمار والعنف والحروب في غزة. ثم يرى أن مجلس الأمن لا يستطيع اتخاذ إجراءات فعالة بسبب الفيتو الذي تمارسه دولة واحدة. فإن ذلك يمثل “انحطاطًا للقيم الإنسانية والأخلاقية”.

وأكد على ضرورة تعديل نظام مجلس الأمن والتخلص من مفهوم الفيتو والسيطرة الكبيرة للدول الخمس عليه. ودعا إلى ضرورة حماية الفلسطينيين من العمليات العسكرية الإسرائيلية والمحاولات الإبادية والتشريد. معتبرًا ذلك تاريخًا مشوبًا بالأكاذيب وجريمة ضد الإنسانية.

الإعلام والاقتصاد: تأثير التطورات التكنولوجية والمعلومات المضللة في الأزمات

في إطار منتدى “تي آر تي”، شهدت جلسات أخرى تناولا مهما حول تأثير التطورات التكنولوجية على العالم اليوم. قال فخر الدين ألطون، رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية. إن العالم الحديث متأثر بسرعة التطور التكنولوجي، وأكد أن انتشار المعلومات المضللة في أوقات الأزمات يمكن أن يؤدي إلى تصاعد العنف.

وأشار ألطون إلى أن عصر الرقمنة يعيد تشكيل قطاعات الإعلام والبث. حيث تتعرض وسائل الإعلام التقليدية لمنافسة شرسة من قبل شركات التكنولوجيا العملاقة. وذلك خاصةً مع تزايد استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في نشر المعلومات المضللة.

من ناحية أخرى، ألقى وزير المالية التركي، محمد شيمشك. كلمة خلال المنتدى حيث أكد أن بلاده تبذل جهداً كبيراً للتصدي للتضخم. مشيراً إلى أن اقتصاد تركيا ينمو بوتيرة تعادل نظرائها في الاقتصادات الناشئة.

وأضاف شيمشك أن مسألة الاحتباس الحراري ليست مجرد وجهة نظر، بل هي حقيقة تواجه العالم. ومن المؤكد أنها ستؤثر على النمو الاقتصادي العالمي. وشدد على أهمية التصدي لتحديات تغير المناخ من خلال تحرك جماعي وتعاون دولي.

منتدى “تي آر تي”: مناقشة تسع جلسات حول القضايا السياسية والإعلامية

على مدى يومين، شهد منتدى “تي آر تي” في نسخته السابعة لهذا العام مجموعة من الجلسات المثيرة التي تناولت قضايا سياسية وإعلامية متنوعة. من بين أبرز هذه الجلسات كانت “رؤية قرن تركيا: تركيا كعنصر فاعل في بناء النظام العالمي”. و”حرب إسرائيل في غزة: الأزمة الإنسانية وآفاق السلام”. و”عودة الجغرافيا السياسية: المنافسات وإعادة التحالفات في القرن الجديد”.

وفيما يتعلق بالجوانب الإعلامية، تناول المنتدى مسائل مثل “الإعلام الحكومي في العالم الرقمي”. و”إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي”، و”الذكاء الاصطناعي: إمكانات إبداعية أم كارثة مدمرة؟”، وكذلك قضايا مهمة أخرى مثل “العمل من أجل تعددية فعالة” بالأمم المتحدة، و”تمكين الإنسانية: معالجة الأزمات الاجتماعية وعدم المساواة”، و”الارتباط بين الأمن الغذائي والمياه والطاقة”.

عصابات الإعلام الغربي: انتقادات من الرئيس التركي حول تغطية الأحداث في غزة

في الجلسة الافتتاحية للمنتدى “تي آر تي” يوم أمس، شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأبدى تساؤلات حول دور الصحف الغربية في تغطية الأحداث في غزة. وقال أردوغان إن ما وصفه بـ”عصابات الإعلام العالمي” يتجاهلون وحشية الأوضاع في غزة ويحاولون تبرير المجازر بحق الصحفيين بزعم انتمائهم لحماس.

وأشار إلى أن إسرائيل لم تستهدف فقط النساء والأطفال في غزة، بل قامت أيضاً بقتل الإعلاميين، حيث تم قتل أكثر من 70 إعلاميًا في القطاع منذ بداية الحرب الدموية التي تستمر منذ أكثر من شهرين.

وقام الحضور بارتداء الكوفيات الفلسطينية تعبيرًا عن تضامنهم مع الفلسطينيين وأهل غزة على وجه الخصوص.

كما قدم المنظمون مقطع فيديو يعكس معاناة الأطفال الفلسطينيين خلال الحرب، بهدف إلقاء الضوء على حجم الألم والدمار الذي يعيشه القطاع.

منتدى “تي آر تي” في إسطنبول بدأ للمرة الأولى في عام 2017، وضم أكثر من 8500 ضيف و651 متحدث من مختلف البلدان على مدى 6 سنوات، وشهد أكثر من 30 خطابًا بروتوكوليًا، و52 جلسة مفتوحة، و59 اجتماعًا مائدة مستديرة.

اقرأ أيضاً: هل يمكن دعم فكرة إمتلاء أنفاق غزة بمياه البحر من قبل العلم؟