العالم

نتنياهو يكشف عن المرحلة الأخيرة للحرب وعائلات الأسرى تطالب بصفقة شاملة

نتنياهو يتحدث عن المرحلة الأخيرة للحرب وعائلات الأسرى تضغط لإبرام صفقة شاملة

نتنياهو يعلن عن المرحلة الأخيرة للحرب وعائلات الأسرى تطالب بصفقة شاملة. تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، عن استعداده للحوار حول المرحلة النهائية للحرب على غزة. في المقابل، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين بإبرام صفقة تبادل شاملة تضمن إعادة جميع المحتجزين دفعة واحدة.

يأتي هذا التطور وسط استمرار العمليات العسكرية وتصاعد الضغوط السياسية على الحكومة الإسرائيلية. تواجه حكومة نتنياهو مطالبات داخلية ودولية بوقف القتال والبحث عن حلول دبلوماسية تؤدي إلى إنهاء الحرب وإتمام صفقة تبادل الأسرى.

تصريحات نتنياهو حول الحرب

أكد نتنياهو، خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، أن حكومته مستعدة للحوار بشأن المرحلة الأخيرة من الحرب. أشار إلى أن هذه المرحلة تتضمن نزع سلاح حركة حماس وإخراج قادتها من غزة، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لتحقيق ما وصفه بـ”الاستقرار الأمني”.

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن المجلس الوزاري المصغر قرر، يوم السبت، زيادة الضغط العسكري والسياسي على حماس. زعم أن هذا الضغط هو الذي أدى إلى استعادة عدد من المختطفين، وليس التصريحات الإعلامية أو الشعارات التي تملأ استوديوهات الأخبار.

استئناف الحرب بعد فشل التفاوض

رفض نتنياهو الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، حيث استأنف الحرب على غزة في 18 مارس/آذار الجاري. اتهم حركة حماس برفض مقترح قدّمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار باستمرار العمليات العسكرية.

على الجانب الآخر، نفت حماس هذه الاتهامات، مؤكدةً أن نتنياهو هو من تراجع عن الاتفاق. شددت الحركة على أنها لن تقبل بأي شروط تتضمن نزع سلاحها أو إخراج قادتها من القطاع، معتبرة أن هذه المطالب غير قابلة للنقاش.

تفاصيل المقترح الإسرائيلي

كشفت صحيفة “معاريف” العبرية أن إسرائيل قدّمت للوسطاء مقترحًا يتضمن الإفراج عن 11 محتجزًا إسرائيليًا على قيد الحياة، إضافة إلى تسليم نصف عدد القتلى.

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حكومة نتنياهو قدّمت مقترحًا بديلًا لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. تضمن هذا المقترح الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين محتجزين لدى حماس، بدلًا من 5 كما ورد في المقترح المصري.

موقف حماس من المفاوضات

قال رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، مساء السبت، إن الحركة تلقت قبل يومين مقترحًا جديدًا من الوسطاء في مصر وقطر. أكد أن الحركة تعاملت مع هذا المقترح بإيجابية، مشيرًا إلى أنها وافقت عليه دون شروط تعجيزية.

شدد الحية على أن حماس مستعدة للالتزام بأي اتفاق يضمن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، لكنه رفض أي محاولة لفرض شروط إسرائيلية غير عادلة على الحركة.

تقدم المفاوضات وشروط إسرائيل

نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم” تقريرًا يفيد بأن إسرائيل أحرزت تقدمًا مهمًا في مفاوضات الأسرى خلال عطلة نهاية الأسبوع.

أوضحت الصحيفة أن إسرائيل أبلغت الوسطاء بأنها لن توافق على أي اتفاق لا يضمن نزع سلاح حماس، إلى جانب التأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين فقط، وليس إلى الفصائل المسلحة.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي أن جميع المحتجزين في غزة يعيشون في ظروف إنسانية صعبة. طالب الوسطاء بالتأكد من عدم تعرض هؤلاء الأسرى لأي أذى، محذرًا من أن أي ضرر قد يلحق بهم سيؤدي إلى تعقيد المفاوضات أكثر.

مخاوف من فشل المفاوضات

ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الحكومة الإسرائيلية تدّعي أنها تسير في الاتجاه الصحيح بخصوص المفاوضات. مع ذلك، أكدت مصادر أمنية أن هذه الادعاءات لا تحظى بدعم فريق المفاوضات الإسرائيلي.

حذّر مصدر أمني من أن استمرار الضغط العسكري يعرض حياة المحتجزين للخطر الشديد. أكد أن كلما اشتدت العمليات العسكرية على غزة، زاد عدد القتلى بين المحتجزين الإسرائيليين، وهو ما قد ينعكس سلبًا على فرص نجاح أي اتفاق مستقبلي.

أشار المصدر إلى أن المفاوضات لا تزال تراوح مكانها، حيث تواجه تعقيدات سياسية وعسكرية. أضاف أن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، هو الوحيد القادر على فرض صفقة تبادل الأسرى على نتنياهو، إذا قرر التدخل في الملف.

مخاوف نتنياهو السياسية

أوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن نتنياهو يخشى أن تؤدي صفقة التبادل إلى انهيار ائتلافه الحاكم. أشارت إلى أن بعض أعضاء حكومته يعارضون تقديم تنازلات كبيرة لحماس في إطار صفقة الأسرى.

لفت التقرير إلى أن تعيين الوزير رون ديرمر رئيسًا لفريق التفاوض لم يكن بهدف تحقيق تقدم سريع، بل للسيطرة على مسار المفاوضات ومنع الوصول إلى اتفاق لا يخدم المصالح السياسية لنتنياهو.

احتجاجات عائلات الأسرى

خرجت مظاهرة حاشدة مساء السبت في تل أبيب، حيث طالب المحتجون الحكومة بالإسراع في إتمام صفقة تبادل شاملة. شددت عائلات الأسرى على ضرورة استعادة جميع المحتجزين دفعة واحدة، وعدم تجزئة الاتفاق على مراحل.

أفادت القناة السابعة الإسرائيلية بأن عائلات الأسرى توجهت برسالة إلى الوزير ديرمر، طالبته فيها ببذل جهود أكبر للتوصل إلى اتفاق خلال الشهر الجاري.

أوضحت القناة أن العائلات أدت صلاة رأس الشهر أمام منزل ديرمر في القدس. رفع المحتجون لافتات تطالب الحكومة بالإفراج عن المحتجزين الـ59 أو الاستقالة.

انتقادات لنتنياهو

انتقدت عيناف تسين غاوكر، والدة الأسير ماتان تسين غاوكر، تصريحات نتنياهو الأخيرة. قالت إن رئيس الوزراء يكذب، وإن معظم المجتمع الإسرائيلي لم يعد يصدقه.

اتهمت عيناف نتنياهو بالتضحية بالأسرى المحتجزين في غزة من أجل تعزيز سلطته السياسية. اعتبرت أن ما يفعله جريمة يجب أن يُحاسب عليها في المستقبل.

تصاعد الغضب الشعبي

تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار المظاهرات في إسرائيل، حيث يطالب المحتجون بوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل أسرى شاملة.

يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة من المعارضة ومن عائلات الأسرى، التي تعتبر أن استمرار الحرب يهدد حياة المحتجزين. في المقابل، يحاول رئيس الوزراء الحفاظ على توازنه السياسي، إذ يخشى أن تؤدي أي تنازلات إلى فقدانه الدعم داخل حكومته.

بينما تتواصل الضغوط، تبقى المفاوضات بين إسرائيل وحماس في وضع معقد، حيث تصرّ كل جهة على شروطها. في الوقت نفسه، تتجه الأنظار إلى الوسطاء الدوليين، الذين يحاولون إيجاد صيغة توافقية تنهي الأزمة.

اقرأ كذالك:تفاصيل الاتفاق بين دمشق و”قسد”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات