العالم

مصدر في كتائب القسام: تسليم هشام السيد سيتم دون مراسم احترامًا لفلسطينيي الداخل

كتائب القسام تقرر تسليم هشام السيد دون مراسم رسمية احترامًا لفلسطينيي الداخل وتؤكد أن الاحتلال تخلى عنه طوال فترة أسره، ضمن الدفعة السابعة من تبادل الأسرى التي تشمل الإفراج عن 602 أسير فلسطيني وسط استمرار المفاوضات حول صفقات مستقبلية

مصدر في كتائب القسام: تسليم هشام السيد سيتم دون مراسم احترامًا لفلسطينيي الداخل. أفادت مصادر في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بأن الأسير الإسرائيلي هشام السيد سيتم تسليمه اليوم السبت في مدينة غزة شمالي القطاع. سيتم التسليم دون إقامة مراسم رسمية، احترامًا لمشاعر الفلسطينيين في الداخل المحتل. يأتي هذا القرار في إطار سياسة تتبناها كتائب القسام، تعكس مواقفها الثابتة تجاه قضية الأسرى والتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي.

قرار التسليم دون مراسم.. رسائل متعددة

نقلًا عن مصادر القسام، تأكد أن الكتائب قررت عدم إقامة مراسم تسليم لهذا الأسير. يحمل هذا القرار رسائل متعددة على المستويين الداخلي والخارجي. فمن ناحية، يعكس موقفًا حازمًا ضد حالات التجنيد التي وصفتها القسام بـ”الشاذة” لفلسطينيي الداخل المحتل في صفوف الاحتلال. ومن ناحية أخرى، يعزز موقف القوى والفصائل الفلسطينية الرافض لمثل هذه الممارسات.

تشير القسام إلى أن تجنيد الفلسطينيين من الداخل المحتل في جيش الاحتلال هو سياسة تستهدف تفكيك الهوية الوطنية الفلسطينية. تسعى هذه السياسة إلى استدراج بعض الفئات، مستغلة ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية. ورغم محاولات الاحتلال، إلا أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين في الداخل يرفضون الخدمة في جيشه، باعتبارها خيانة للقضية الوطنية.

الاحتلال تخلى عن هشام السيد طوال فترة أسره

ذكرت المصادر ذاتها أن الاحتلال الإسرائيلي تخلى تمامًا عن هشام السيد منذ لحظة وقوعه في الأسر قبل عشر سنوات. لم تقم الحكومة الإسرائيلية بأي جهود حقيقية للإفراج عنه، رغم أنه كان يخدم في صفوف الجيش. لم تبذل أي مساعٍ جدية من قِبَل القادة السياسيين الإسرائيليين، الذين لم يولوا قضيته أي اهتمام يُذكر.

ورغم المناشدات المستمرة من عائلته، إلا أن إسرائيل لم تدرج اسمه في أي من صفقات التبادل السابقة. يعكس هذا الموقف سياسة التمييز الإسرائيلي تجاه الأسرى غير اليهود، حيث تضع إسرائيل الأسرى اليهود على رأس أولوياتها، بينما تهمل الآخرين.

موقف كتائب القسام من قضية الأسرى

أكدت كتائب القسام أن موقفها من قضية الأسرى ثابت، وهو قائم على تحقيق التوازن مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال صفقات تبادل عادلة. تسعى المقاومة إلى تحرير أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين، خاصة أولئك المحكوم عليهم بالسجن المؤبد أو الأحكام العالية.

وأوضحت المصادر أن قرار تسليم هشام السيد دون مراسم يتماشى مع موقف كتائب القسام المعلن خلال “هبة الكرامة” عام 2021. خلال تلك الفترة، شددت القسام على أن الوطن ملك لأصحابه الفلسطينيين، وأن المستوطنين هم من يجب أن يرحلوا. كان هذا الشعار الذي رفعته حركة حماس خلال المواجهات الأخيرة، حيث أكدت أن الاحتلال يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال فرض سياسات تهويد واستيطان متواصلة.

تفاصيل الدفعة السابعة من تبادل الأسرى

يعد هشام السيد الأسير الإسرائيلي الرابع الذي سيتم تسليمه في مدينة غزة، إضافة إلى ثلاثة أسرى آخرين سيتم تسليمهم في مخيم النصيرات وسط القطاع. تأتي هذه العملية في إطار الدفعة السابعة من تبادل الأسرى، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

بدأ اليوم في قطاع غزة تسليم ستة أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة السابعة من عمليات التبادل. تأتي هذه الخطوة في سياق تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية، ويستمر منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

في هذا السياق، سلمت كتائب القسام الأسيرين أفيرا منغيستو وتال شوهام إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. هذه العملية تأتي بعد عمليات تسليم سابقة جرت خلال الأسابيع الماضية، حيث تسعى المقاومة إلى تحقيق أكبر مكاسب ممكنة من هذه الصفقات.

هويات الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم

أعلن أبو عبيدة، المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، مساء أمس، أن الأسرى الذين سيفرج عنهم اليوم هم:

  • إيليا كوهن
  • عومر شيف توف
  • عومر فنكرت
  • تال شوهام
  • أفيرا منغستو
  • هشام السيد

هؤلاء الأسرى يشملون مدنيين وعسكريين، وتم أسر بعضهم خلال عمليات توغل إسرائيلية في قطاع غزة، بينما وقع آخرون في الأسر في ظروف مختلفة. تؤكد القسام أنها تتعامل مع ملف الأسرى وفق رؤية واضحة، هدفها الضغط على الاحتلال وإجباره على الإفراج عن أكبر عدد من الأسرى الفلسطينيين.

إفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين بالمقابل

على الجانب الآخر، من المتوقع أن يتم اليوم الإفراج عن 602 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال الإسرائيلي. يشمل هؤلاء الأسرى فئات مختلفة، منهم:

  • 50 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد
  • 60 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية
  • 47 من محرري صفقة وفاء الأحرار، الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم

جاء ذلك وفق ما أعلنه مكتب شؤون الأسرى التابع لحركة حماس. يهدف الاتفاق إلى تحقيق توازن في ملف الأسرى، بحيث يتم تحرير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين المحتجزين في سجون الاحتلال.

استمرار المفاوضات بشأن ملف الأسرى

تستمر المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي حول ملف الأسرى، حيث يشكل هذا الملف أولوية لدى الطرفين. تسعى إسرائيل إلى استعادة جميع أسراها المحتجزين لدى المقاومة، بينما تؤكد كتائب القسام أن أي صفقة مستقبلية ستتم وفقًا لشروطها.

في هذا السياق، تؤكد المقاومة أن أي اتفاق لن يتم دون تحقيق مطالبها الأساسية، وأبرزها:

  • الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام العالية
  • إنهاء سياسة الاعتقال الإداري بحق الفلسطينيين
  • تحسين أوضاع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية

تشير مصادر مقربة من المفاوضات إلى أن الاحتلال يحاول الضغط على الوسطاء للوصول إلى صفقة جديدة، إلا أن المقاومة لا تزال متمسكة بشروطها، وترى أن الوقت ليس في صالح إسرائيل، خاصة مع استمرار التصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة.

يشكل قرار تسليم هشام السيد دون مراسم نقطة تحول في تعاطي كتائب القسام مع ملف الأسرى الإسرائيليين. يهدف هذا القرار إلى إرسال رسائل واضحة بشأن رفض تجنيد فلسطينيي الداخل في جيش الاحتلال، كما يكشف سياسة التمييز التي تمارسها إسرائيل تجاه الأسرى غير اليهود.

في المقابل، تستمر المقاومة في تحقيق إنجازات مهمة في ملف تبادل الأسرى، حيث نجحت حتى الآن في إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين. ومع استمرار المفاوضات، يبقى السؤال الأهم: إلى أي مدى يمكن للمقاومة أن تحقق مكاسب إضافية في هذا الملف؟

اقرأ كذلك :خمسة أسباب وراء ثقة ترامب بإمكانية تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات