هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
تفاصيل اختراق واتساب: شركة باراغون سولوشنز الإسرائيلية وتورطها في استهداف الصحفيين والنشطاء باستخدام برامج تجسس متطورة تحت إشراف وزارة الدفاع
هآرتس: شركة باراغون سولوشنز الإسرائيلية أسسها إيهود باراك واستهدفت مستخدمي واتساب. تواصل الصحافة الإسرائيلية كشف تفاصيل جديدة حول قضية اختراق خصوصية مستخدمي تطبيق واتساب بواسطة شركات متخصصة في برامج التجسس. وتحتل شركة “باراغون سولوشنز” الإسرائيلية مكانًا بارزًا في هذه القضية، حيث تبين أنها استهدفت عشرات الأشخاص، من بينهم صحفيون وأفراد من المجتمع المدني، عبر استخدام أدوات تجسس متطورة. كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن تفاصيل إضافية بشأن الشركة، وأكدت أن هذه الشركة تم تأسيسها من قبل رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، بينما يديرها إيهود شنايرسون، القائد السابق لوحدة السايبر 8200 في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
تأسيس شركة باراغون سولوشنز وأهدافها
حسب الصحيفة، تم تأسيس شركة “باراغون سولوشنز” على يد إيهود باراك، الذي تولى منصب رئيس وزراء إسرائيل في وقت سابق. شركة باراغون تعتبر من الشركات البارزة في مجال برامج التجسس الموجهة للاستخدام الحكومي. في المقابل، يشغل إيهود شنايرسون منصب المدير التنفيذي للشركة، وهو القائد السابق لوحدة السايبر 8200 في الجيش الإسرائيلي، التي تُعد إحدى الوحدات العسكرية المتخصصة في جمع المعلومات الاستخباراتية باستخدام تقنيات متطورة.
تتخصص شركة “باراغون سولوشنز” في بيع برامج المراقبة المتقدمة، ومنها برنامج “جرافيت”، الذي قالت التقارير إنه بيع إلى عدد من “جهات إنفاذ القانون” في عدة دول بما في ذلك إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة. ووفقًا للتفاصيل التي تم نشرها، فإن جميع تلك الأنشطة كانت تتم تحت إشراف وزارة الدفاع الإسرائيلية، مما يثير تساؤلات حول حجم التعاون بين الشركات الخاصة والجهات الحكومية في مجال مراقبة الاتصالات الرقمية.
استهداف مستخدمي واتساب وبرامج التجسس
في سياق الموضوع، تطرقت صحيفة هآرتس إلى القضية التي طفت على السطح مؤخرًا بشأن اختراق تطبيق واتساب، التابع لشركة “ميتا” الأمريكية، لعدد من المستخدمين حول العالم. وأفاد مسؤول في تطبيق واتساب أن شركة “باراغون سولوشنز” الإسرائيلية استهدفت عشرات المستخدمين عبر تطبيق واتساب، بما في ذلك صحفيون وأفراد من المجتمع المدني.
هذه الحملة من الهجمات الرقمية تم اكتشافها في وقت لاحق بعد أن رصدت شركة “ميتا” محاولات اختراق جرت على منصتها، استهدفت حوالي 90 مستخدمًا. بحسب التصريحات التي أوردها المسؤول في واتساب، فإنه تم التأكد من وقوع هذه المحاولات ضد شخصيات معروفة في المجتمع المدني والإعلام. وقد تم الرد من قبل واتساب على هذه الحملة، حيث أرسل خطابًا رسميًا إلى شركة “باراغون سولوشنز” يطالبها بوقف تلك الأنشطة فورًا. ورغم ذلك، امتنعت شركة باراغون عن التعليق على الحادثة، مما يزيد من تعقيد التحقيقات حول عملية الاختراق هذه.
فيما يخص الحملة، قال المسؤول إن واتساب كان قد أوقف محاولة التسلل منذ ذلك الحين، وأوضح أن “واتساب” سيواصل جهوده للحفاظ على خصوصية مستخدميه. وأكد البيان الرسمي لتطبيق واتساب أنهم لن يتوانوا في الدفاع عن قدرة الأفراد على التواصل بحرية وأمان.
استخدام برامج التجسس في مراقبة الصحفيين والنشطاء
تعتبر برامج التجسس التي تستخدمها شركة “باراغون سولوشنز” من الأدوات التي أثارت العديد من القلق الدولي. يتم ترويج هذه البرامج باعتبارها أدوات ضرورية لمكافحة الجريمة وحماية الأمن القومي. إلا أن هذه البرامج، بحسب تقارير عديدة، كانت تستخدم في مراقبة الصحفيين والنشطاء السياسيين والمعارضين في مختلف أنحاء العالم. وتم اكتشاف أدوات مشابهة على هواتف عدد من الصحفيين، إلى جانب سياسيين معارضين ونشطاء حقوق الإنسان.
في بعض الحالات، تم اكتشاف أن هذه الأدوات قد تم استخدامها ضد ما لا يقل عن 50 مسؤولًا أمريكيًا. وقد أثارت هذه الحوادث الكثير من الجدل بشأن الانتهاك المحتمل للحقوق الأساسية مثل حرية التعبير وحق الأفراد في الخصوصية. بعض هذه الحوادث حدث في مناطق تعيش أوضاعًا غير مستقرة سياسيًا، مما جعل مراقبة النشطاء والمعارضين جزءًا من استراتيجيات الأمن القومي لبعض الدول.
انتشار تكنولوجيا التجسس والمخاوف المتزايدة
الانتشار الواسع للتكنولوجيا المستخدمة في برامج التجسس، مثل تلك التي تنتجها شركة “باراغون سولوشنز”، يمثل تهديدًا كبيرًا للخصوصية الشخصية والأمن الإلكتروني. واحدة من أبرز البرامج التي تم الكشف عنها هي “بيغاسوس”، وهو برنامج تجسس تنتجه شركة “إن إس أو” الإسرائيلية. منذ عام 2021، تم تسليط الضوء على استخدام برنامج “بيغاسوس” من قبل العديد من الدول للتجسس على معارضين سياسيين وصحفيين وناشطين اجتماعيين.
برنامج “بيغاسوس” قادر على اختراق هواتف المستهدفين ومراقبة محادثاتهم والاطلاع على رسائلهم النصية والبريد الإلكتروني. يضاف إلى ذلك قدرة البرنامج على التقاط الصور وتسجيل المكالمات الصوتية. هذا النوع من البرامج يثير قلقًا عالميًا حول الاستخدام غير المشروع لتكنولوجيا المراقبة، سواء من قبل الحكومات أو الشركات الخاصة.
كيفية كشف العمليات: التعاون مع أجهزة إنفاذ القانون
وفقًا للمسؤولين في واتساب، تم الكشف عن محاولات الاختراق عبر تعاون وثيق بين شركة “ميتا” وأجهزة إنفاذ القانون في مختلف البلدان. وتم إبلاغ الجهات المختصة، بما في ذلك “شركاء القطاع”، بخصوص الحادثة. ومع ذلك، لم تكشف واتساب عن التفاصيل الدقيقة حول كيفية تأكيد مسؤولية شركة “باراغون سولوشنز” عن عملية الاختراق. ويفتح هذا الباب أمام المزيد من التحقيقات حول آلية التعامل مع الحوادث المماثلة.
من الجدير بالذكر أن برامج التجسس مثل “بيغاسوس” و”جرافيت” لا تُستخدم فقط في التجسس على الأفراد أو المجموعات المشتبه في معارضتهم للنظام. بل يمكن أن يتم استخدامها أيضًا للضغط على الصحفيين والنشطاء، مما يهدد الاستقرار السياسي في بعض الدول ويقوض حرية الصحافة.
تداعيات على حقوق الإنسان وحرية التعبير
تعتبر الحملة ضد الخصوصية الرقمية وحرية التعبير تهديدًا متزايدًا لمبادئ حقوق الإنسان في العديد من الدول. يتزايد القلق من أن التكنولوجيا المتقدمة، التي تستخدمها شركات مثل “باراغون سولوشنز” و”إن إس أو”، قد تؤدي إلى تقويض حقوق الأفراد في الخصوصية، وتضع المجتمعات تحت مراقبة متزايدة قد تهدد الأمن الشخصي والمجتمعي.
من جانبها، تسعى منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى التحرك لفرض رقابة أكثر صرامة على استخدام تقنيات المراقبة. وأكدت هذه المنظمات على ضرورة ضمان أن تقتصر هذه الأدوات على استخدامها في حالات مشروعة، مثل مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، بعيدًا عن الأغراض السياسية.
في الختام، تكشف هذه الحوادث المقلقة عن التحديات الكبيرة التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة على الأمن الشخصي وحرية التعبير. تتزايد المخاوف بشأن استخدام برامج التجسس في انتهاك الحقوق الأساسية للأفراد، ولا سيما الصحفيين والنشطاء السياسيين. تحتاج الحكومات والمجتمع الدولي إلى التعامل بحذر مع هذا النوع من التكنولوجيا لضمان عدم استخدامه بطريقة تهدد الحريات الفردية.
إن الحفاظ على خصوصية الأفراد في العصر الرقمي يتطلب اتخاذ إجراءات وقائية أكثر صرامة لضمان عدم تسرب المعلومات الشخصية إلى جهات غير موثوقة. وهذا يفتح المجال لمزيد من التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص لضمان أن تبقى حقوق الإنسان في صميم اهتمامات الدول والشركات.
اقرأ كذلك :أربيل يهود: أسيرة تشترط إسرائيل إطلاقها مقابل عودة الغزيين للشمال