العالم

أربيل يهود: أسيرة تشترط إسرائيل إطلاقها مقابل عودة الغزيين للشمال

وُلدت أربيل يهود، التي تُعد اليوم محور قضية تبادل أسرى حساسة، في يونيو/حزيران 1995 داخل كيبوتس نير عوز. ينتمي هذا الكيبوتس إلى المستوطنات التعاونية الإسرائيلية التي تُدار بنظام جماعي في الزراعة والعمل. كانت اربيل تنتمي لعائلة أسس أجدادها هذا الكيبوتس ليكون ملاذًا لهم.
ترعرعت اربيل وسط بيئة مليئة بالترابط العائلي والعمل الجماعي. لديها شقيقان هما نيطاع ودوليف. لسوء الحظ، فقدت شقيقها دوليف إثر هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة.

الحياة الشخصية والتعليمية

بعد إنهاء دراستها المدرسية، بدأت اربيل رحلتها في استكشاف العالم. انطلقت في رحلة إلى أميركا الجنوبية برفقة شريك حياتها أريئيل كونو، وهو صديق طفولتها. عادت لاحقًا إلى إسرائيل لتستقر في كيبوتس نير عوز وتبدأ حياتها المهنية.

المسار المهني والعسكري

بدأت أربيل حياتها المهنية كمرشدة للفضاء والفلك في مجمع “غروبتك” التكنولوجي. يُعرف هذا المجمع بنشاطاته في تقديم البرامج التعليمية المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا. وفقًا لتصريحات من حركة الجهاد الإسلامي، عملت أربيل في إطار برنامج الفضاء العسكري التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مما يجعلها شخصية ذات أهمية في سياق الصراع.

عملية الأسر في طوفان الأقصى

في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهدت منطقة غلاف غزة عملية عسكرية نفذتها المقاومة الفلسطينية تحت اسم “طوفان الأقصى”. خلال هذه العملية، أسرت المقاومة الفلسطينية اربيل يهود من داخل غرفة محصنة في منزلها داخل كيبوتس نير عوز. لم تكن أربيل وحدها، فقد أُسر معها شريكها أريئيل كونو، بالإضافة إلى أفراد آخرين من عائلة كونو، ومن بينهم ديفيد كونو وزوجته شارون أيلوني كونو وابنتاهما التوأم.

الأوضاع بعد الأسر

أثار أسر اربيل موجة من الاهتمام في إسرائيل وعلى الساحة الدولية. أفادت تقارير أن عائلتها اعتقدت في البداية أن شقيقها دوليف قد أُسر أيضًا. لكن بعد جهود بحث أجرتها وحدة “إيتان” للبحث عن المفقودين، تم العثور على جثته داخل المستوطنة.
المعلومات الواردة من الأسرى المفرج عنهم أكدت أن أربيل يهود ما زالت على قيد الحياة. وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن أربيل تُحتجز من قبل سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

صفقة تبادل الأسرى وشروط المقاومة

مع تصاعد الضغوط السياسية، توصلت إسرائيل والمقاومة الفلسطينية إلى اتفاق وقف إطلاق نار في 15 يناير/كانون الثاني 2025. تضمن الاتفاق الإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل إطلاق سراح أسرى إسرائيليين، ومن بينهم أربيل. لكن أربيل لم تُدرج في المرحلة الأولى من عملية التبادل.

أكدت حركة حماس أن اربيل ستُفرج عنها المقاومة ضمن شروط محددة في الصفقة. كما أوضحت حركة الجهاد الإسلامي أن أربيل تُعتبر أسيرة عسكرية نظرًا لدورها المزعوم في برنامج الفضاء العسكري الإسرائيلي.

إسرائيل تربط عودة الغزيين للشمال بالإفراج عن أربيل

أصدرت الحكومة الإسرائيلية بيانًا يحمل شرطًا صارمًا: لن يُسمح بعودة سكان غزة إلى مناطق الشمال حتى يتم إطلاق سراح أربيل يهود. أثار هذا الموقف جدلًا كبيرًا حول مدى تأثير مثل هذه الشروط على الاتفاقات الإنسانية المؤقتة.

تأكيدات المقاومة بشأن الإفراج عن أربيل

من جهتها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن أربيل يهود ما زالت حية وستُفرج عنها في الأول من فبراير/شباط 2025. أشارت حماس إلى أنها أبلغت الوسطاء الدوليين بسلامة الأسيرة.

المفاوضات والمسؤوليات

أشار مصدر قيادي في حركة الجهاد الإسلامي إلى أن الإفراج عن أربيل مشروط بالتزام الحكومة الإسرائيلية بشروط الاتفاق. كما حمّل المصدر إسرائيل مسؤولية أي عرقلة قد تحدث في تنفيذ الصفقة.

تداعيات القضية على الساحة الدولية

قضية أربيل يهود أضافت بُعدًا جديدًا للصراع المستمر بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية. تحاول الأطراف الدولية لعب دور الوسيط لتسهيل تنفيذ اتفاقات التبادل وتهدئة الأوضاع في المنطقة.

النظرة المستقبلية

تمثل قضية أربيل يهود اختبارًا حقيقيًا لقدرة الطرفين على احترام الالتزامات المتفق عليها. بينما تعمل المقاومة على تأكيد موقفها بشأن الأسرى الفلسطينيين، تسعى إسرائيل لتحقيق أهدافها السياسية والأمنية.

اقرأ كذلك: دونالد ترامب: “إدارتي أحدثت فارقًا تاريخيًا وأوقفت حرب غزة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات