العالم

رئيس الموساد يؤجل زيارته إلى الدوحة وعائلات الأسرى تطالب بصفقة شاملة

تفاصيل تأجيل زيارة رئيس الموساد إلى الدوحة بسبب تأخير الرد من حماس وضرورة إتمام صفقة تبادل شاملة للأسرى في ظل الضغوط السياسية والإنسانية

رئيس الموساد يؤجل زيارته إلى الدوحة وعائلات الأسرى تطالب بصفقة شاملة في تطور مهم على الساحة السياسية الإسرائيلية، أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بتأجيل زيارة كان من المفترض أن يقوم بها رئيس جهاز الموساد، ديفيد برنيع، إلى العاصمة القطرية الدوحة، في خطوة تعتبر جزءًا من محادثات حساسة للغاية بشأن صفقة تبادل محتملة للأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. هذا التأجيل يأتي في وقت حساس للغاية، حيث تطالب عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة بصفقة شاملة تعيد لهم أبنائهم المعتقلين لدى حركة حماس، وتحقيق تقدم ملموس في مفاوضات تبادل الأسرى. دعونا نستعرض تفاصيل هذه التطورات بشكل أوسع ونتناول الأبعاد السياسية والإنسانية لهذه القضية.

تأجيل الزيارة بسبب عدم توافق تفاصيل الصفقة

وفقًا للتقارير الواردة من القناة الـ12 الإسرائيلية، فإن رئيس الموساد، ديفيد برنيع، كان من المقرر أن يقوم بزيارة إلى الدوحة يوم الاثنين، لكن تم تأجيل الزيارة في اللحظات الأخيرة. السبب الرئيس وراء هذا التأجيل هو انتظار رد حركة حماس على تفاصيل الصفقة التي كانت إسرائيل قد قدمتها في وقت سابق. هذه الصفقة تتعلق بتبادل أسرى بين الجانبين، إضافة إلى مناقشة وقف محتمل لإطلاق النار في قطاع غزة. تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تأمل في أن يسهم هذا التبادل في تحسين وضعها الأمني في غزة، بينما تطالب حركة حماس بعدد من المطالب التي تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق.

الضغوط السياسية على إسرائيل

في الوقت ذاته، أضافت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن تأجيل الزيارة كان نتيجةً لعدم حصول توافق نهائي بين الجانبين على تفاصيل الصفقة. إسرائيل تنتظر من حركة حماس ردًا نهائيًا يحدد ما إذا كانت المفاوضات ستصل إلى نتائج إيجابية أم لا. الصحيفة أشارت إلى أن إسرائيل بحاجة إلى مزيد من التقدم في هذه المفاوضات قبل أن يُسمح لمدير الموساد بالسفر إلى الدوحة، إذ يرون أن هناك حاجة للوضوح قبل اتخاذ خطوة كهذه. ولذلك، يبقى هذا التأجيل مؤشرًا على أن هناك صعوبة في الوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.

المفاوضات مع حركة حماس: مسار معقد

في تقرير آخر نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، تم التأكيد على أن المفاوضات التي تجري بين إسرائيل وحركة حماس هي في مراحل معقدة للغاية. وفقًا للمصادر الإسرائيلية، فإن هناك حاجة إلى مزيد من التقدم في المحادثات بين الطرفين حتى يتمكن برنيع من السفر إلى الدوحة. في حال تم التوصل إلى اتفاق مرضٍ بين الجانبين، فإن هذه المفاوضات قد تشهد جولة جديدة من اللقاءات المباشرة بين المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين. لكن حتى الآن، لم يتم تحديد موعد نهائي للزيارة، ويبدو أن كل طرف ينتظر الآخر لتقديم المزيد من التنازلات.

بريت ماكغورك في الدوحة: دور أميركي في المفاوضات

أضافت الصحف الإسرائيلية أيضًا أن بريت ماكغورك، مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، قد وصل إلى الدوحة في وقت متزامن مع هذه المفاوضات. ماكغورك سيشارك في محادثات مع مسؤولين قطريين وآخرين حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. حسب تصريحات المسؤولين الأميركيين، فإن الولايات المتحدة تأمل في أن تسهم هذه المحادثات في وقف العنف بشكل كامل في القطاع. في هذا السياق، يعرب المسؤولون الأميركيون عن أملهم في أن يتم التوصل إلى اتفاق في غضون الأسابيع المقبلة.

التقدم في المفاوضات والشكوك حول نجاح الاتفاق

في الأيام الأخيرة، تحدث بعض المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين عن حدوث تقدم ملحوظ في المفاوضات. هذه التصريحات جاءت في وقت كان فيه الوضع في غزة في غاية التوتر، حيث كان المجتمع الدولي يضغط من أجل إيجاد حل سريع للأزمة. وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عبر عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة خلال الأسبوعين المقبلين. بلينكن أضاف أيضًا أنه واثق من أن وقف إطلاق النار سيحدث قريبًا، سواء أثناء ولاية الرئيس جو بايدن أو بعدها.

مخاوف إسرائيلية بشأن الصفقة الجزئية

على الرغم من وجود بعض التقدم في المفاوضات، هناك قلق واسع داخل إسرائيل من أن الصفقة قد تكون جزئية وليست شاملة كما يأمل البعض. صحيفة “هآرتس” أكدت أن المفاوضات الحالية تركز على صفقة جزئية، بينما تطالب حركة حماس بصفقة شاملة. إسرائيل ترى أن الصفقة الجزئية قد تكون أكثر قبولًا من الطرفين في المرحلة الحالية، خاصة في ظل الصعوبات الكبيرة في التوصل إلى اتفاق شامل. الصفقة الجزئية تشمل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم بعض الذين أدينوا بقتل إسرائيليين، بالإضافة إلى اتفاق على هدنة مؤقتة وانسحاب جزئي من بعض المناطق العسكرية.

مطالب حركة حماس: وقف إطلاق النار ورفع الحصار

تسعى حركة حماس من خلال هذه المفاوضات إلى تحقيق عدة مطالب رئيسية. أبرزها وقف إطلاق النار الدائم ورفع الحصار عن قطاع غزة. وفي هذا السياق. كشف مسؤولون في حركة حماس أنهم وافقوا على قائمة تضم 34 أسيرًا فلسطينيًا. قدمتها إسرائيل لمبادلتهم في إطار اتفاق محتمل. ولكن. وفقًا لمصادر في الحركة. فإن التوصل إلى أي اتفاق مشروط بموافقة إسرائيل على انسحابها الكامل من غزة وإيقاف العمليات العسكرية في القطاع.

عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب بصفقة شاملة

من جهة أخرى، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس بصفقة تبادل شاملة تضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين. سواء كانوا أحياء أو قتلى. في بيان لها اليوم. عبّرت هيئة عائلات الأسرى عن صدمتها من نشر قائمة بأسماء الأسرى الذين قد يتم الإفراج عنهم ضمن الصفقة المحتملة. وقالت الهيئة إنها تشعر بالقلق العميق من عملية نشر هذه الأسماء. مشيرة إلى أن الوقت قد حان لإتمام صفقة شاملة تعيد جميع “المختطفين” الإسرائيليين دفعة واحدة.

كما أكدت الهيئة أن على الحكومة الإسرائيلية تحمل مسؤوليتها الكاملة تجاه حياة الأسرى والعمل على إطلاق سراحهم فورًا. وقالت الهيئة: “إذا كانت حركة حماس تطلب إنهاء الحرب من أجل إطلاق سراح الأسرى. على إسرائيل أن توافق على ذلك. لأن الحفاظ على حياة الأسرى يجب أن يكون أولوية”. وأضافت الهيئة أن عدم التوصل إلى صفقة الآن يعني أن الأسرى قد يظلون في قبضة حماس لسنوات طويلة. وهو ما يعتبر أمرًا غير مقبول بالنسبة لهم.

التوقعات بشأن عدد الأسرى الإسرائيليين لدى حماس

في الوقت الراهن. تقدر إسرائيل أن هناك نحو 100 أسير إسرائيلي في قبضة حركة حماس. ومع ذلك. تشير التوقعات إلى أن بعض هؤلاء الأسرى قد يكونون قد قُتلوا أثناء العمليات العسكرية في غزة. هذه الأرقام تؤكد حجم المعاناة التي يواجهها الأسرى وعائلاتهم. وتزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتحقيق تقدم سريع في هذه المفاوضات.

في ظل هذه التطورات. يظل الوضع في غزة وعلى الساحة السياسية الدولية في حالة من التوتر المستمر. إسرائيل وحركة حماس ما زالتا في مرحلة حساسة من المفاوضات بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. بينما تسعى حركة حماس إلى تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية. تحاول إسرائيل التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الأسرى دون التنازل عن مصالحها الأمنية. وبينما تواصل عائلات الأسرى مطالبتها بصفقة شاملة. يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الأطراف المعنية من التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الأسرى ويوقف النزاع في غزة؟

اقرأ كذلك :الجيش السوري يلاحق فلول النظام السابق بواسطة المروحيات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات