السيو: الرقابة الإسرائيلية توافق على نشر معلومات جديدة حول اغتيال هنية في طهران
السيو: تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران: كيف نفذ الموساد العملية الأكثر حساسية في تاريخ المخابرات الإسرائيلية

السيو: قناة إسرائيلية تكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال هنية في طهران. أثارت قناة الـ12 الإسرائيلية جدلاً واسعًا بعد بثّها تحقيقًا كشف العديد من التفاصيل حول اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران. جاء التحقيق بعنوان “الموساد في قلب طهران.. هكذا قتلت إسرائيل إسماعيل هنية في المجمع الأكثر حماية”. وهو ما أضاف أبعادًا جديدة لفهم تفاصيل العملية التي وصفها المحللون بأنها واحدة من أبرز العمليات في تاريخ المخابرات الإسرائيلية. في هذا المقال. سنستعرض كافة التفاصيل التي تناولتها القناة الإسرائيلية، بالإضافة إلى خلفية الأحداث التي أدت إلى اغتيال هنية، ومدى تأثير هذه العملية على الساحة الإقليمية والدولية.
خلفية اغتيال هنية
في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت المقاومة الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى”، التي استهدفت مستوطنات ومعسكرات غلاف قطاع غزة. كانت هذه العملية بمثابة رد فعل قوي على التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وشهدت العديد من الهجمات التي أظهرت تكتيكًا عسكريًا متقدمًا وجرأة غير مسبوقة. في تلك الفترة. كان إسماعيل هنية يعد أحد الأركان الرئيسية في حركة حماس، وكان له دور بارز في التخطيط لهذه العمليات.
ومنذ بداية شهر يوليو/تموز 2023، كان هنية قد اختار طهران مكانًا لإقامته بعد أن شهدت الحركة تحولات سياسية مهمة، بالإضافة إلى دوره الاستراتيجي في تحركات حماس على الساحة الدولية. ورغم تأكيدات عديدة بأن إيران قدمت دعمًا لحركة حماس، إلا أن الاغتيال الذي تعرض له هنية كشف عن وجود علاقة معقدة بين طهران والموساد الإسرائيلي.
التحقيق الذي بثته القناة الـ12 الإسرائيلية
بحسب القناة الإسرائيلية، كشف التحقيق الذي بثته عن أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية سمحت بنشر تفاصيل جديدة حول اغتيال هنية في طهران. وأشار التحقيق إلى أن عملية اغتيال هنية تم تنفيذها بدقة متناهية، وهو ما يتطلب فحصًا دقيقًا للطريقة التي تم بها التخطيط والتنفيذ. وقد استعرض التحقيق تفاصيل المكان الذي كان هنية يقيم فيه في طهران.
استهداف هنية في قلب طهران
أوضح التحقيق أن هنية كان يرتاد موقعًا في طهران بشكل منتظم، وكان يقيم في غرفة معينة في أحد المجمعات السكنية المحمية بشكل مكثف. تكرر زيارته للمكان، وهو ما ساعد المخابرات الإسرائيلية في مراقبته بشكل مستمر. وبحسب التحقيق، فإن روتين هنية اليومي كان معروفًا للموساد، مما أتاح لهم تحديد اللحظة المثالية لتنفيذ العملية.
وأكد التحقيق أن الموساد استخدم طريقة غير تقليدية في تنفيذ العملية، حيث تم زرع قنبلة في غرفة هنية بطريقة دقيقة، بحيث لا تؤدي إلى مقتل أي شخص آخر سواه. وتناولت القناة أن العملية جرت قبل بدء مراسم تسلم الرئيس الإيراني الجديد مهامه، ما يعني أن توقيت الاغتيال كان مدروسًا بعناية كبيرة.
الطارئ في ليلة الاغتيال
من النقاط المثيرة التي كشف عنها التحقيق هي المشكلة الفنية التي واجهتها العملية في ليلة اغتيال هنية. فبحسب ما ورد في التحقيق، تعطّل مكيف الهواء في غرفة هنية، وهو ما كان قد يؤدي إلى إلغاء العملية بأكملها. غير أن الإيرانيين، الذين كانوا يشرفون على تجهيز الغرفة، تمكنوا من إصلاح العطل بسرعة، مما سمح بتنفيذ العملية بنجاح.
وصف العملية بأنها الأكثر حساسية
وصف التحقيق عملية اغتيال هنية بأنها واحدة من أخطر وأصعب العمليات التي نفذها الموساد في تاريخ المخابرات. واعتبر الخبراء أن دقة التنفيذ، بالإضافة إلى التحديات التي واجهها الموساد في أثناء التخطيط، تجعل من هذه العملية مثالًا على الاحترافية العالية والقدرة على التكيف مع الظروف. وقد لاقت هذه العملية إشادة واسعة من جانب الأوساط الأمنية الإسرائيلية، في حين أن ردود الفعل على المستوى الفلسطيني والإقليمي كانت مليئة بالغضب والإدانة.
رد فعل حركة حماس
من جانبها، أصدرت حركة حماس بيانًا رسميًا في صباح الأربعاء 31 يوليو/تموز الماضي، أعلنت فيه استشهاد إسماعيل هنية جراء عملية اغتيال استهدفته بمقر إقامته في طهران. في البيان، شددت الحركة على أن هنية كان في طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وكان قد التقى مع العديد من المسؤولين الإيرانيين في إطار تعزيز التعاون بين حماس وإيران.
وقد أضافت الحركة في بيانها أن الاغتيال كان بمثابة “عملية قتل جبانة” موجهة ضد شخصية قيادية فلسطينية بارزة، وتوعدت بالانتقام. وأكدت حركة حماس أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن الاغتيال، وأنها ستواصل مقاومتها بكل الوسائل المتاحة.
رفض إيران لأي تورط داخلي
من جهة أخرى، نفت إيران أي تورط لعناصر داخلية في عملية الاغتيال. وأكدت أنها لم تكن على علم مسبق بتفاصيل العملية. رغم ذلك، فإن المسؤولين الإيرانيين اعتبروا الحادث بمثابة عمل عدائي من قبل إسرائيل ضد أحد حلفائها الرئيسيين في المنطقة. ولفت المسؤولون الإيرانيون إلى أن طهران سترد على هذه الجريمة بما يتناسب مع حجمها وأبعادها.
تداعيات الاغتيال على المنطقة
أثارت عملية اغتيال إسماعيل هنية ردود فعل واسعة على الساحة الإقليمية والدولية. فقد نددت العديد من الدول العربية والإسلامية بالعملية، معتبرة إياها جزءًا من مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. في المقابل. أيدت بعض القوى الغربية خطوة إسرائيل. مشيرة إلى أن هنية كان يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي ويجب تحييده.
أما بالنسبة للسلطة الفلسطينية، فقد رفضت بشكل قاطع عمليات الاغتيال التي تقوم بها إسرائيل ضد قادة حركات المقاومة، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل من أجل وقف هذه الانتهاكات. في حين أن بعض الدول الأخرى. مثل الولايات المتحدة، أعربت عن دعمها للحق الإسرائيلي في الدفاع عن نفسه ضد ما يعتبرونه تهديدًا من قبل حماس.
السيو (السيو) وعملية الاغتيال
تعد عملية اغتيال إسماعيل هنية من أبرز الأحداث التي شهدتها الساحة الإسرائيلية الفلسطينية في السنوات الأخيرة. وإذا نظرنا إليها من منظور السيو. نجد أن تفاصيل العملية كانت محورية في تحسين قدرة المخابرات الإسرائيلية على تنفيذ عمليات معقدة. كما أن الفعالية العالية في تنفيذ الاغتيال تُظهر التقدم الذي أحرزته إسرائيل في استخدام التقنيات الحديثة والتخطيط الاستراتيجي في تحقيق أهدافها.
كانت عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران واحدة من العمليات التي أثارت الكثير من الجدل على مختلف الأصعدة. فقد أظهرت التحقيقات والوثائق الجديدة التي نشرتها القناة الـ12 الإسرائيلية مدى دقة التنفيذ واحترافية المخابرات الإسرائيلية في التعامل مع مثل هذه العمليات. في المقابل. كانت ردود الفعل على هذه العملية تتراوح بين الإدانة والغضب من الجانب الفلسطيني والعربي، والدعم من القوى الغربية. وما يزال هذا الحدث يلقي بظلاله على الأوضاع في المنطقة. مع استمرار التصعيد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
اقرأ كذلك :إسرائيل تتواصل مع نظام الأسد عبر واتساب وتعرض عليه صفقة. بحسب يديعوت أحرونوت