تعليم

جامعات تركيا ضمن أفضل 10 جامعات عالمياً في جذب الطلاب العرب والأجانب

تركيا تحتل مكانة متقدمة بين الوجهات التعليمية العالمية: استقطاب الطلاب العرب والدوليين من خلال جودة التعليم والتنوع الثقافي والتكاليف المعقولة

تركيا بين أفضل 10 دول عالمياً في جذب الطلاب الأجانب والعرب أنقرة – في عالم يشهد تنافساً متزايداً على جذب العقول الشابة، تبرز تركيا كأحد أهم الوجهات التعليمية على الساحة الدولية. مع مزيج فريد من الجودة الأكاديمية، والتنوع الثقافي، والتكاليف المعقولة، أصبحت تركيا الخيار الأمثل للطلاب الذين يسعون للحصول على تعليم جامعي متميز وتجربة حياتية غنية. بفضل هذا التنوع، لا عجب أن تجد تركيا نفسها ضمن الدول العشر الأولى عالمياً في استقبال الطلاب الأجانب.

رؤية الرئيس أردوغان: تركيا في صدارة استقطاب الطلاب الدوليين

خلال “قمة إسطنبول التعليمية الرابعة” التي عقدت يوم الجمعة الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا قد أصبحت ضمن الدول العشر الأوائل عالمياً في استقطاب الطلاب الأجانب. وأوضح أردوغان أن هذا الإنجاز تحقق بفضل التزام تركيا بتقديم تعليم أكاديمي عالي الجودة، فضلاً عن التسهيلات التي توفرها للطلاب الدوليين من كافة أنحاء العالم.

وأشار الرئيس التركي إلى أن البلاد قد استقبلت هذا العام 338 ألفاً و161 طالباً دولياً. كما ذكر أن تركيا تخصص نحو 4.76% من طاقتها الاستيعابية في التعليم العالي لاستقبال الطلاب الأجانب، مما يعزز مكانتها بين الدول العشر الأولى على مستوى العالم في هذا المجال. وأضاف أن تركيا، من خلال هذه الجهود، تواصل تعزيز دورها كداعم رئيسي للتعليم العالي على الساحة الدولية.

علاوة على ذلك، أكد أردوغان أن “وقف المعارف التركي” الذي يساهم في نشر الثقافة التركية، ينشط في 55 دولة حول العالم. يبذل هذا الوقف جهوداً مستمرة لنقل التراث التعليمي التركي الغني إلى مختلف الدول، وهو ما يعزز مكانة تركيا كوجهة تعليمية رائدة على مستوى العالم.

نمو أعداد الطلاب الدوليين في تركيا

من جهته، أشار رئيس مجلس التعليم العالي التركي، إيرول أوزفار، في تصريحات له في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى أن تركيا أصبحت تستضيف حوالي 350 ألف طالب دولي اعتباراً من عام 2023. وهذا الرقم يعادل 2.9% من إجمالي الطلاب الدوليين في العالم وفقاً لإحصاءات معهد اليونسكو. ولفت أوزفار إلى أن تركيا اليوم تحتل مكانة متقدمة ضمن قائمة الدول العشر الأولى عالمياً في استقطاب الطلاب الأجانب. كما صرح أن تركيا تهدف في المستقبل القريب إلى رفع هذا العدد إلى 500 ألف طالب دولي، مع طموح للوصول إلى مليون طالب في المراحل القادمة.

وأكد أوزفار على أهمية “التدويل” في نظام التعليم العالي التركي. وأوضح أن التطور الذي حققته تركيا في هذا المجال يعد “قوياً للغاية وواعداً للمستقبل”. ومع ذلك، أشار إلى أن الخطط التركية لا تقتصر على زيادة الأعداد فقط، بل تشمل أيضاً تحسين جودة التعليم وزيادة الاعتماد الأكاديمي للمؤسسات التعليمية.

الطلاب العرب: حضور قوي في الجامعات التركية

تعتبر تركيا وجهة رئيسية للطلاب العرب، الذين يشكلون نسبة كبيرة من إجمالي الطلاب الدوليين في تركيا. وفقاً لبيانات مجلس التعليم العالي التركي لعام 2024، بلغ عدد الطلاب العرب في تركيا أكثر من 130 ألف طالب، وهو ما يعادل حوالي 39% من إجمالي الطلاب الدوليين في البلاد. هذا يعكس الدور المهم الذي تلعبه الجامعات التركية في استقطاب الطلاب من العالم العربي.

وتتصدر سوريا قائمة الدول العربية المرسلة للطلاب إلى تركيا، حيث بلغ عدد طلابها نحو 60 ألفاً و750 طالباً. تليها العراق بـ13 ألفاً و153 طالباً، ثم مصر بـ10 آلاف و695 طالباً. كما تشهد دول أخرى مثل اليمن والصومال والسودان حضوراً ملحوظاً في الجامعات التركية، حيث بلغ عدد الطلاب من هذه الدول حوالي 7 آلاف و927 طالباً من اليمن، و8 آلاف و872 طالباً من الصومال، و5 آلاف و847 طالباً من السودان. وتشير هذه الأرقام إلى مكانة تركيا كوجهة مفضلة للطلاب العرب الباحثين عن تعليم عالي الجودة في بيئة ثقافية غنية.

عوامل جذب الجامعات التركية

تحتل الجامعات التركية مكانة بارزة في التصنيفات العالمية للتعليم العالي. على سبيل المثال، جاءت جامعة الشرق الأوسط التقنية في المرتبة 336 عالمياً وفقاً لتصنيف “كيو إس” لعام 2023. بينما احتلت جامعة إسطنبول المرتبة 450 في تصنيف “إيه آر دبلو يو”، وجامعة تشانكايا المرتبة 173 في تصنيف “يو إس نيوز” لعام 2023. هذه التصنيفات تعكس جودة التعليم في تركيا، وتؤكد على المكانة المرموقة التي تحتلها الجامعات التركية في الساحة الأكاديمية الدولية.

علاوة على ذلك، تتميز الجامعات التركية بتنوع برامجها الأكاديمية المتاحة باللغتين التركية والإنجليزية. هذا التنوع يجعلها خياراً مفضلاً للطلاب الدوليين، خاصة من الدول العربية. توفر الجامعات التركية تخصصات تتماشى مع احتياجات سوق العمل العالمي، مما يجعلها وجهة تعليمية متكاملة تجمع بين التميز الأكاديمي والتجربة الحياتية الغنية.

التكاليف والمعيشة في تركيا

من العوامل الهامة التي تزيد من جاذبية الجامعات التركية هي تكاليف التعليم والمعيشة التي تعد أقل مقارنة بالدول الغربية. وهذا يمنح الطلاب فرصة للحصول على تعليم عالٍ ذو جودة عالية ولكن بتكاليف معقولة. يضاف إلى ذلك أن سهولة التنقل من الدول العربية وقرب تركيا الجغرافي يعززان من مكانتها كوجهة تعليمية مثالية للطلاب الدوليين.

تعد تكلفة الدراسة في الجامعات التركية، مقارنة بالدول الغربية، معقولة جداً. بالإضافة إلى أن تكلفة المعيشة في تركيا تعد منخفضة نسبياً، ما يجعلها خياراً جذاباً للطلاب الذين يرغبون في الحصول على تعليم متميز دون تكاليف مالية باهظة.

دعم حكومي مستمر للطلاب الدوليين

تتبنى تركيا سياسة شاملة لتعزيز مكانتها كوجهة عالمية للتعليم، وذلك من خلال دعم حكومي مستمر. تأتي رئاسة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى في طليعة الجهود الحكومية عبر برنامج المنح الدراسية التركية الذي أطلق في عام 2012. يعد هذا البرنامج من أكثر البرامج الحكومية طموحاً لجذب الطلاب الدوليين من كافة أنحاء العالم.

يوفر برنامج المنح الدراسية التركية فرصاً تعليمية للطلاب المتفوقين من جميع أنحاء العالم، ويغطي تكاليف التعليم والسكن والتأمين الصحي ودورات تعلم اللغة التركية. في عام 2024، استقبل البرنامج أكثر من 121 ألف طلب من 170 دولة، مع تقديم نحو 5 آلاف منحة سنوياً. هذا البرنامج يعد مثالاً على التزام الحكومة التركية بتوفير فرص تعليمية متميزة للطلاب الدوليين.

دور معهد يونس إمره في نشر الثقافة التركية

إلى جانب دعم التعليم الأكاديمي، يلعب معهد يونس إمره دوراً مهماً في نشر اللغة والثقافة التركية حول العالم. من خلال أكثر من 40 مركزاً ثقافياً حول العالم، يقدم المعهد دورات لتعليم اللغة التركية وينظم فعاليات ثقافية تعزز من الروابط بين تركيا والدول الأخرى.

تهدف هذه المراكز إلى تعريف الشعوب الأخرى بتراث تركيا الغني وتعزيز العلاقات الثقافية مع مختلف البلدان. ويمثل معهد يونس إمره جزءاً من الجهود الحكومية المستمرة لتعزيز مكانة تركيا الثقافية والتعليمية على الساحة العالمية.

التدويل: أولوية استراتيجية لتركيا

أكد الباحث في وقف التعليم التركي، أكرم رضا أوغلو، أن تدويل التعليم العالي يمثل أولوية استراتيجية لتركيا. تسعى تركيا من خلال برامج مثل المنح الدراسية التركية إلى جذب الآلاف من الطلاب الدوليين سنوياً، مما يعزز من مكانتها العالمية في مجال التعليم.

وأشار أوغلو إلى أن استقطاب الطلاب الدوليين يعود بفوائد متعددة، من بينها دعم الاقتصاد المحلي من خلال إنفاق الطلاب على التعليم والمعيشة، وتنشيط القطاعات الخدمية. كما أن الطلاب الدوليين يمثلون جسرًا ثقافيًا مستقبليًا بين تركيا ودولهم الأصلية، مما يعزز العلاقات الثنائية ويقوي الروابط الثقافية والدبلوماسية بين البلدان.

تسعى تركيا إلى تعزيز مكانتها كوجهة تعليمية عالمية من خلال تطوير سياسات التعليم العالي التي تشمل تدويل المناهج الدراسية وتأسيس فروع جامعية دولية. وتستمر الحكومة التركية في دعم هذا القطاع الحيوي من خلال برامج المنح الدراسية والمبادرات الثقافية التي تعزز من مكانتها على الساحة العالمية. لذلك، تظل تركيا خياراً مميزاً للطلاب الدوليين الباحثين عن تجربة تعليمية متميزة تجمع بين الجودة الأكاديمية والتجربة الحياتية الغنية.

اقرأ كذلك :6 منصات عالمية مجانية للتعلم عن بُعد لمن لديهم وقت محدود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات