العالم

رسالة ترامب إلى اللبنانيين ومصادر تكشف عن نواياه تجاه غزة

ترامب يعد اللبنانيين الأميركيين بإنهاء الأزمات في الشرق الأوسط ويطالب نتنياهو بإنهاء الحرب على غزة: وعود بتحقيق "سلام دائم" وعلاقات متوازنة تدعم استقرار المنطقة

ترامب يتعهد بإنهاء المعاناة في لبنان وإنهاء الحرب على غزة: تصريحات جديدة حول السياسة الخارجية الأميركية أعلن دونالد ترامب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية. أنه إذا عاد إلى البيت الأبيض. فإنه سيعمل على إنهاء المعاناة والدمار في لبنان. ويعمل على إنهاء الحرب على غزة. في ظل تدهور الوضع في الشرق الأوسط. في الوقت نفسه. نقلت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات حول مطالبات ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإنهاء الحرب على غزة قبل تسلمه للسلطة في حال فوزه في الانتخابات المقبلة.

الشرق الأوسط في عهد ترامب: العودة إلى السلام

في منشور على موقع “إكس” اليوم الأربعاء. قال ترامب: “خلال فترة إدارتي. كان هناك سلام في الشرق الأوسط. وسوف يتحقق السلام مرة أخرى قريباً جداً”. هذه التصريحات تأتي في إطار محاولة ترامب العودة إلى خطابه السابق حول دوره في تحقيق السلام في المنطقة. فقد أشار إلى أنه سيعمل على حل المشكلات التي تسببت فيها إدارة الرئيس الحالي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، وخاصة فيما يتعلق بالأزمات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط. مثل الحرب على غزة والأزمة اللبنانية.

وأضاف ترامب في منشوره: “سأوقف المعاناة والدمار في لبنان. وسأعمل على تحقيق سلام دائم في المنطقة”. هذه التصريحات تعكس رؤية ترامب في التعامل مع الأزمات الخارجية من خلال التركيز على المفاوضات والاتفاقيات التي يمكن أن تحقق استقراراً طويل الأمد. وليس عبر المواجهات العسكرية المستمرة.

الشرق الأوسط: سلام دائم أم آمال كاذبة؟

مواصلةً لحديثه عن المنطقة، قال ترامب: “أريد أن أرى الشرق الأوسط يعود إلى سلام حقيقي ودائم. وسوف نحقق ذلك بالطريقة الصحيحة. حتى لا تتكرر هذه الأزمة كل 5 أو 10 سنوات”. هذه التصريحات تشير إلى أن ترامب يعتقد أن السلام في المنطقة يجب أن يكون مستداماً. وليس مجرد وقف مؤقت للقتال. هذه السياسة تتناقض مع سياسات سابقة اتبعها العديد من الرؤساء الأميركيين. حيث كانت تحركاتهم تقتصر في كثير من الأحيان على وقف القتال أو التوصل إلى هدنة مؤقتة.

إلا أن تحقيق سلام حقيقي في الشرق الأوسط يواجه تحديات كبيرة تتعلق بتعدد الأطراف المتورطة في النزاعات. والاختلافات الثقافية والدينية، والصراعات الإقليمية. من غير الواضح كيف يخطط ترامب لتحقيق هذا السلام الدائم. ولكن يبدو أنه يعتمد على الحلول الدبلوماسية بدلاً من الحلول العسكرية. فبالرغم من التصعيد العسكري الذي شهدته المنطقة في فترة حكمه. إلا أن ترامب يعتبر أن التفاوض مع الأطراف الفاعلة هو السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

مغازلة للناخبين اللبنانيين الأميركيين

في خطوة لاقت ترحيباً من قبل بعض الجاليات العربية في الولايات المتحدة. وخاصة اللبنانيين الأميركيين. توجه ترامب إلى هؤلاء قائلاً: “أصدقاؤكم وعائلاتكم في لبنان يستحقون العيش في سلام ورخاء ووئام مع جيرانهم، وهذا لا يتحقق إلا من خلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”. في هذا السياق. يظهر ترامب اهتمامه بالناخبين اللبنانيين الأميركيين في الانتخابات المقبلة. خاصة أن هؤلاء يشكلون جالية كبيرة في الولايات المتحدة ولهم تأثير كبير على نتائج الانتخابات في بعض الولايات.

وختم ترامب رسالته بالقول: “أتطلع إلى العمل مع الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة لضمان سلامة وأمن شعب لبنان العظيم. انتخبوا ترامب من أجل السلام”. هذا التصريح يعكس محاولات ترامب لكسب ود الجالية اللبنانية في أميركا. والتي تعتبر إحدى الجاليات العربية المؤثرة في السياسة الأميركية.

ترامب والانتخابات الرئاسية: الدعم العربي وتأثيره على السباق الانتخابي

بحسب تقديرات المعهد العربي الأميركي. يقدر عدد الأميركيين العرب بحوالي 3.7 مليون شخص. من أصل 337 مليون نسمة يعيشون في الولايات المتحدة. اللبنانيون يعتبرون من أكبر الجاليات العربية في أميركا. ومن المتوقع أن يكون لهم تأثير كبير في الانتخابات المقبلة. من جهة أخرى. تشير بعض الدراسات إلى أن الناخبين العرب يشكلون كتلة تصويتية هامة في ولاية ميشيغان. إحدى الولايات السبع المتأرجحة التي ستحدد الفائز في السباق الرئاسي.

تسعى حملات ترامب إلى جذب هذه الكتلة التصويتية من خلال التصريحات التي تركز على قضايا الشرق الأوسط. خاصة في ظل الأزمة في لبنان والحرب على غزة. يرى ترامب أن جذب الأصوات العربية سيكون مفتاحاً لنجاحه في الانتخابات المقبلة. ويأمل أن تكون رسائله حول السلام في المنطقة كفيلة بإقناع هذه الجالية بالتصويت لصالحه.

أحاديث ترامب ونتنياهو: الحرب في غزة والحلول المؤقتة

في السياق ذاته. أفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن ترامب طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تضع إسرائيل حداً لحربها في غزة بحلول موعد تسلمه للسلطة إذا فاز في الانتخابات. نقلت الصحيفة عن مصدرين مطلعين قولهما إن ترامب قال لنتنياهو إنه يجب إنهاء الحرب سريعاً، خاصة في حال فوزه في الانتخابات. هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التحدث عن أفق زمني لإنهاء الحرب في غزة. بعد أن حث ترامب نتنياهو علنياً على “الانتصار في الحرب سريعا”.

وذكر أحد المصدرين أن ترامب. الذي استقبل نتنياهو في فلوريدا في يوليو الماضي. قد يؤيد عمليات إسرائيلية “تكميلية” في قطاع غزة بعد إعلان إسرائيل رسمياً عن انتهاء الحرب. وفي هذا الإطار، يظهر ترامب دعمه الكامل لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس. رغم الانتقادات الدولية التي توجه لإسرائيل بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية المدنية في غزة. وتشريد العديد من السكان.

ترامب وتهديدات الحرب العالمية الثالثة

في تصريحات أخرى. أكد ترامب أنه سيعمل على وضع حد “للفوضى في الشرق الأوسط”. مشيراً إلى أنه سيبذل كل جهد لمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة. يشير ترامب هنا إلى التوترات الكبيرة في المنطقة. خاصة بعد التصعيد العسكري في غزة والأزمات السياسية والاقتصادية في لبنان. على الرغم من أنه يركز على وقف الحروب والعمليات العسكرية، إلا أن تصريحاته تشير إلى أنه سيظل حليفاً قوياً لإسرائيل. وهو ما قد يثير بعض المخاوف لدى الدول العربية التي تعتبر أن هذا الدعم يعزز من التوترات في المنطقة.

منافسة ترامب مع هاريس: السباق إلى البيت الأبيض

تستعد الولايات المتحدة لخوض الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر 2024. يواجه ترامب منافسة شديدة من مرشحة الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس كامالا هاريس. تشير الاستطلاعات إلى أن السباق بين ترامب وهاريس سيكون محتدماً. خاصة في الولايات المتأرجحة التي عادة ما تحسم نتائج الانتخابات. تسعى كل من هاريس وترامب إلى كسب دعم الناخبين الأميركيين العرب. الذين يقدر عددهم بحوالي 3.7 مليون شخص. إذا تمكن ترامب من جذب هذه الفئة. فسيحظى بفرص أكبر للفوز في الولايات المتأرجحة. وهو ما قد يمنحه فرصة العودة إلى البيت الأبيض.

الدعم الأميركي لإسرائيل: وجهات نظر متباينة

من ناحية أخرى، تقدم الولايات المتحدة دعماً عسكرياً وسياسياً غير محدود لإسرائيل في حربها ضد غزة. هذه الحرب، التي يصفها خبراء دوليون بأنها “إبادة جماعية”. تسببت في تدمير البنية التحتية المدنية في قطاع غزة. وشردت العديد من السكان. وفقاً للأرقام الصادرة عن المنظمات الدولية. فقد استشهد وأصيب ما يقرب من 150 ألف فلسطيني منذ بداية أكتوبر 2023. ينتقد الكثير من الدول العربية هذا الدعم الأميركي لإسرائيل. خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون في غزة.

إلا أن ترامب يؤكد أنه سيكون داعماً لإسرائيل في محاربة ما وصفه بـ “الإرهاب”. رغم الانتقادات الدولية لحملة إسرائيل العسكرية في غزة. يبدو أن السياسة الخارجية التي يتبناها ترامب ستظل كما هي في حال فوزه، مع التركيز على تعزيز العلاقات مع إسرائيل وفرض السلام في الشرق الأوسط من خلال المفاوضات.

اقرأ كذلك :إعلام إسرائيلي: ندفع ثمنا باهظا في جباليا وعلينا القضاء عليها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات