إسرائيل تشن غارات على الضاحية الجنوبية ومخيم فلسطيني شمال لبنان
تصاعد الغارات الإسرائيلية على لبنان وسط اشتباكات عنيفة مع حزب الله واستهداف مستشفيات ومدنيين، وتفاقم الأزمة الإنسانية مع ارتفاع أعداد القتلى والنازحين
غارات إسرائيلية على لبنان: تصعيد خطير واستهداف مناطق مختلفة اليوم السبت، شهد لبنان جولة جديدة من التصعيد العسكري الإسرائيلي، حيث نفذت غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. في الوقت نفسه، قامت طائرة مسيرة إسرائيلية باستهداف محيط مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان. تأتي هذه الهجمات وسط تصاعد حاد في التوتر بين إسرائيل وحزب الله، ما ينذر بمزيد من التصعيد في الأيام القادمة.
استهداف الضاحية الجنوبية:
– أفاد مراسل الجزيرة بأن الغارة الإسرائيلية الجديدة أصابت منطقة المريجة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
– تصاعدت أعمدة الدخان من موقع الهجوم، ما أثار حالة من الهلع بين السكان.
– يُذكر أن هذه الغارات تأتي ضمن سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي بدأت منذ فجر اليوم، حيث استهدفت أربع غارات أخرى محيط مجمع سيد الشهداء ومنطقة الشويفات في الضاحية الجنوبية.
تحذيرات الجيش الإسرائيلي:
– قبل تنفيذ الغارات، أطلق الجيش الإسرائيلي تحذيرات لسكان بعض المناطق بضرورة إخلائها فوراً والابتعاد عنها، مما يشير إلى نية إسرائيل لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية في لبنان.
استهداف مخيم البداوي ومقتل مدنيين
في شمال لبنان، استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية محيط مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين. يعد هذا المخيم من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، ويشهد تواجدًا مكثفًا للاجئين منذ عقود.
سقوط ضحايا مدنيين:
– وفقًا لتقارير الدفاع المدني اللبناني، استشهد أربعة أشخاص جراء القصف الإسرائيلي الذي أصاب شقة قريبة من المخيم.
– أثارت هذه الهجمات ردود فعل غاضبة بين سكان المخيم، وسط دعوات لحماية المدنيين من هذه الغارات العشوائية.
غارات إسرائيلية على الجنوب اللبناني
لم تقتصر الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية والشمال اللبناني فقط، بل امتدت لتشمل مناطق أخرى في الجنوب والبقاع. استهدفت الغارات بلدتي قانا وطيردبا في منطقة صور جنوب لبنان، وهي مناطق تعتبر تقليديًا معاقل لحزب الله.
استهداف سهل البقاع:
– كما أفادت التقارير بأن غارة أخرى استهدفت منزلاً في سهل بلدة سعدنايل بالبقاع الأوسط. يُعد هذا الاستهداف جزءًا من حملة أوسع تهدف إلى ضرب البنية التحتية والمواقع التي يُعتقد أنها تابعة لحزب الله في جميع أنحاء لبنان.
تصعيد الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل
تزامنًا مع الغارات الجوية، شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية اشتباكات عنيفة بين قوات حزب الله والجيش الإسرائيلي. في ظل التصعيد العسكري المستمر، يزداد القتال ضراوة، حيث يسعى كل طرف إلى توجيه ضربات قاسية للآخر.
عمليات حزب الله:
– أعلن حزب الله في بيان له أنه استهدف تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في خلة عبير في يارون، بالإضافة إلى مواقع أخرى في كفريوفال وكفرجلعادي.
– أضاف الحزب أن مقاتليه اشتبكوا مع قوة مشاة إسرائيلية حاولت التقدم باتجاه محيط مبنى بلدية بلدة العديسة جنوب لبنان، حيث تمكن مقاتلو الحزب من صد الهجوم وإلحاق خسائر في صفوف القوات الإسرائيلية.
الرد الإسرائيلي:
– في المقابل، أفاد مراسل الجزيرة بأن جنوب لبنان شهد إطلاق رشقات صاروخية باتجاه أهداف إسرائيلية في منطقة الجليل، ما دفع الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى إصدار أوامر لسكان كريات شمونة والبلدات المجاورة بالبقاء بالقرب من الملاجئ.
إسرائيل تواجه خسائر كبيرة في صفوف قواتها
في ظل هذا التصعيد المستمر، أعلن حزب الله عن وقوع خسائر كبيرة في صفوف القوات الإسرائيلية. ففي يوم الجمعة، أكد الحزب أنه تمكن من قتل وإصابة أكثر من 20 جنديًا إسرائيليًا في قرية حدودية بجنوب لبنان. كما أشار إلى استهداف دبابة إسرائيلية وتجمعات لجنود العدو برشقات صاروخية كبيرة، ما أدى إلى مزيد من الخسائر في الأرواح والمعدات.
التوغل البري الإسرائيلي:
– منذ يوم الثلاثاء الماضي، بدأت إسرائيل محاولة التوغل بريًا في جنوب لبنان. ورغم الجهود الإسرائيلية، واجهت قوات الجيش مقاومة شديدة من مقاتلي حزب الله، الذين تمكنوا من إحباط عدة محاولات للتقدم.
– أسفرت هذه المحاولات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، ما يشير إلى أن المعركة البرية ستكون مكلفة بشكل كبير بالنسبة لإسرائيل.
تعليق خدمات المستشفيات بسبب الغارات
لم تؤثر الغارات الإسرائيلية فقط على المناطق السكنية، بل امتدت تأثيراتها لتشمل القطاع الصحي في لبنان. فقد أعلنت عدة مستشفيات عن تعليق خدماتها بسبب الأضرار التي لحقت بها جراء الغارات.
مستشفيات الضاحية الجنوبية:
– من بين المستشفيات التي تأثرت بشكل كبير، مستشفى سانت تريز الخاص، الواقع عند تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت.
– أعلنت إدارة المستشفى عن وقف كافة خدماتها الاستشفائية بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمبنى والمعدات الطبية نتيجة الغارات الإسرائيلية العنيفة.
– واتهم حزب الله إسرائيل بأنها تعمدت استهداف فرق الإنقاذ التابعة له، مما أدى إلى مقتل أحد عناصرها أثناء قيامه برفع الركام وانتشال المصابين.
جنوب لبنان:
– مستشفى ميس الجبل الحكومي، الذي يقع في جنوب لبنان، أعلن أيضًا تعليق جميع خدماته وإخلاء المبنى بالكامل بسبب القصف الإسرائيلي الذي طال محيط المستشفى وباحته الرئيسية.
– في بلدة مرجعيون القريبة من الحدود الإسرائيلية، أغلقت المستشفى الحكومي أبوابها بعد إجلاء جميع الموظفين نتيجة غارة استهدفت سيارات إسعاف كانت متوقفة عند المدخل الرئيسي للمستشفى.
قصف مستشفيات أخرى:
– مساء الجمعة، تعرضت المنطقة المحيطة بمستشفى صلاح غندور في بنت جبيل لقصف مدفعي إسرائيلي.
– أدى القصف إلى حالة من الذعر بين الطاقم الطبي والمرضى، مما اضطر إدارة المستشفى إلى إخلائه.
استهداف فرق الإنقاذ
استمرار الغارات الإسرائيلية أسفر عن مقتل المزيد من عناصر فرق الإنقاذ والإغاثة. فقد أعلنت الهيئة الصحية الإسلامية، التابعة لحزب الله، أن الغارات الإسرائيلية أدت إلى مقتل 11 مسعفًا من أفرادها يوم الجمعة.
تزايد عدد الضحايا:
– يوم الخميس الماضي، أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض مقتل 97 عنصرًا من فرق الإنقاذ، بينهم 40 شخصًا قضوا خلال ثلاثة أيام فقط.
الادعاءات الإسرائيلية:
– على الجانب الآخر، زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس” أن عناصر حزب الله يستخدمون سيارات الإنقاذ لنقل المسلحين والوسائل القتالية.
– هذه الادعاءات دفعت حزب الله إلى الرد بشدة، متهمًا إسرائيل بتعمد استهداف المسعفين بغرض منع وصولهم إلى المدنيين المتضررين من الغارات.
تدخل الحكومة اللبنانية
في ظل تزايد استهداف المسعفين والمستشفيات، تدخلت الحكومة اللبنانية عبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. أعلن ميقاتي أنه بدأ بإجراء اتصالات دبلوماسية مع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل من أجل السماح لفرق الإنقاذ والإغاثة بالوصول إلى المواقع التي تعرضت للقصف.
المساعي الدبلوماسية:
– شدد ميقاتي على أن هذه الجهود تهدف إلى تأمين الحماية لفرق الإنقاذ وتسهيل نقل الجرحى والضحايا من المناطق المتضررة.
– تأتي هذه الخطوة في وقت يعاني فيه لبنان من تدهور الأوضاع الإنسانية، مع نزوح آلاف الأشخاص من مناطقهم بسبب القصف الإسرائيلي.
الهجوم الإسرائيلي الأوسع منذ عام
منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، تشن إسرائيل أعنف وأوسع هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل حوالي عام. الهجوم الإسرائيلي يستهدف بشكل أساسي مواقع حزب الله، لكنه أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين والبنية التحتية اللبنانية.
حصيلة القتلى والجرحى:
– حتى نهاية يوم الخميس، بلغت حصيلة القتلى 1156 شخصًا، فيما أصيب 3191 آخرون، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
– كما تسببت الغارات الإسرائيلية في نزوح أكثر من مليون و200 ألف شخص، ما يعمق من الأزمة الإنسانية في لبنان.
تشير التطورات الميدانية إلى أن الوضع في لبنان قد يشهد تصعيدًا أكبر في الأيام المقبلة. مع استمرار الغارات الإسرائيلية وتصاعد حدة الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل، يبدو أن المنطقة تتجه نحو مواجهة عسكرية واسعة. وفي ظل هذه الظروف، يعاني المدنيون اللبنانيون من تداعيات هذه الحرب، سواء من حيث الخسائر البشرية أو الأضرار الاقتصادية والإنسانية
الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية.
اقرأ كذلك : إقتحام مئات المستوطنين للأقصى وتهميش المقدسيين خلال رأس السنة العبرية