ترامب يطالب بتوفير طائرة عسكرية وتدابير استثنائية لحمايته من إيران
طلب ترامب لطائرة عسكرية وإجراءات أمنية مشددة: استجابة لمخططات إيرانية مزعومة وتعزيز حماية الحملة الانتخابية في أجواء متوترة
ترامب يطلب طائرة عسكرية وإجراءات أمنية غير مسبوقة لحمايته من إيران طلبت حملة المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية والرئيس السابق دونالد ترامب من السلطات منح طائرة عسكرية. يأتي هذا الطلب في الوقت الذي يقترب فيه موعد الانتخابات، وتحديداً خلال الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية. كما طالبت الحملة بوسائل وإجراءات أمنية أخرى. تهدف هذه الطلبات إلى توفير الحماية اللازمة لترامب من مخطط إيراني مزعوم، وفقاً لما نقلته كل من صحيفة واشنطن بوست ونيويورك تايمز.
الطلبات الأمنية غير العادية
من بين المطالب التي تقدمت بها الحملة، فرض قيود موسعة على حركة الطيران فوق أماكن إقامة ترامب. تشمل هذه الأماكن التجمعات الانتخابية التي يعقدها، حيث تعتبر هذه التجمعات ذات أهمية استراتيجية في تعزيز حملته الانتخابية. بالإضافة إلى ذلك، طلبت الحملة توفير حواجز زجاجية مقاومة للرصاص. هذه الحواجز تهدف إلى حمايته أثناء إلقاء خطاباته في الولايات السبع التي توصف بأنها حاسمة في نتائج الانتخابات.
كما طلبت الحملة مجموعة من المركبات العسكرية لاستخدامها في تنقلات ترامب. جاء ذلك وفقاً لرسائل بالبريد الإلكتروني اطلعت عليها صحيفة واشنطن بوست. أكدت مصادر مطلعة للصحيفة ذلك أيضاً. هذه المركبات العسكرية قد تشمل شاحنات مدرعة أو سيارات دفع رباعي مزودة بحماية إضافية، مما يعكس مستوى القلق الذي يشعر به فريق ترامب بشأن سلامته.
خلفية الطلبات
على الرغم من أن هذه الطلبات تعتبر غير عادية وغير مسبوقة، فإنها تأتي بعد أن تلقى مستشارو ترامب إحاطات من الإدارة الأميركية. ذكرت هذه الإحاطات أن إيران لا تزال تخطط بشكل نشط لقتل المرشح الجمهوري. في هذا السياق، قال مسؤولون إن الإدارة الأميركية تأخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد. وأضافوا أن ترامب يعد هدفاً محتملاً، مما يبرر هذه الإجراءات الأمنية المشددة.
تهديدات ملموسة
أضافت المصادر نفسها أن مستشاري ترامب أصبحوا يتوجسون من خطر الطائرات المسيرة والصواريخ. في السنوات الأخيرة، ازدادت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، مما زاد من احتمالية تعرض ترامب لتهديدات حقيقية. وقد أثبتت بعض الأحداث التاريخية أن الجماعات المدعومة من إيران في المنطقة قادرة على تنفيذ عمليات معقدة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا ليس الأول من نوعه في تاريخ الحملات الانتخابية. في السنوات الماضية، شهدت الحملات الانتخابية لأكثر من مرشح سياسي تهديدات متزايدة من جماعات أو دول معارضة. ومع ذلك، فإن الطلب على الطائرة العسكرية يعد خطوة غير مسبوقة تعكس مستوى القلق الذي يشعر به ترامب وفريقه.
تواصل الحملة مع السلطات
بدورها، أوضحت صحيفة نيويورك تايمز أن سوزي وايلز، المستشارة البارزة في حملة ترامب، تبادلت خلال الأسبوعين الأخيرين رسائل مع كبير الموظفين في البيت الأبيض. كما تواصلت مع القائم بأعمال مدير جهاز الخدمة السرية. الهدف من هذه الرسائل كان إبلاغهما بأن الرئيس السابق اضطر لإعادة جدولة أنشطة مهمة. في بعض الأحيان، كانت الأنشطة تتطلب إلغاءها بسبب قلة الإمكانات التي يوفرها جهاز الخدمة السرية.
أشارت التقارير إلى أن ترامب قد ألغى بعض الفعاليات الجماهيرية، وهو ما أثر سلباً على فرصه الانتخابية. ففي الحملات الانتخابية، تعتبر الفعاليات الجماهيرية هي الساحة الرئيسية للتواصل مع الناخبين. لذلك، أي تقييد أو إلغاء لهذه الفعاليات يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحملة.
محاولات اغتيال سابقة
وفقاً للسلطات الأميركية، تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال خلال الفترة الماضية. كانت إحداهما في يوليو/تموز. أطلق مسلح النار عليه أثناء خطابه أمام تجمع انتخابي في بنسلفانيا. أصيب ترامب في أذنه اليمنى، مما أدى إلى حالة من الذعر بين الحاضرين. كان هذا الحادث بمثابة جرس إنذار لفريق ترامب. لقد أظهر لهم مدى سهولة أن تصبح التجمعات الانتخابية مستهدفة.
أما المحاولة الأخرى، فكانت في سبتمبر/أيلول الماضي. قُبض على رجل بعد رصده في ملعب ترامب للغولف في فلوريدا. كان يحمل بندقية وكاميرا. هذا الحادث زاد من مستوى القلق لدى مستشاري ترامب بشأن التهديدات المحتملة.
التداعيات السياسية
الطلب على الطائرة العسكرية وحزمة الإجراءات الأمنية لم يكن مجرد إجراء داخلي. بل كان له تداعيات سياسية واسعة. فالكثير من النقاد اعتبروا أن هذه الخطوة تعكس ضعف ترامب. كما أنها تثير تساؤلات حول قدرته على إدارة الحملات الانتخابية في ظل هذه الظروف.
هذا الوضع يضع ترامب في موقف حرج، حيث يمكن أن يؤدي إلى فقدان الدعم من الناخبين. فالكثير من الناس يرغبون في رؤية مرشح قوي واثق. وعندما يتم طلب طائرة عسكرية، قد يُنظر إلى ذلك على أنه علامة على الضعف.
تأثير الرأي العام
أظهرت استطلاعات الرأي أن قضايا الأمن والحماية أصبحت في مقدمة اهتمامات الناخبين. لذا، قد تؤثر هذه الأحداث على كيفية رؤية الناس لترامب. إذا استمرت التهديدات والتوترات، فقد يؤثر ذلك سلباً على شعبيته.
على الجانب الآخر، قد يعتبر بعض الناخبين هذه الإجراءات علامة على جدية ترامب في الحفاظ على الأمن. لذلك، يعتمد التأثير النهائي لهذه الطلبات على كيفية تعامل ترامب وفريقه مع الوضع.
تعد الطلبات الأمنية التي تقدم بها ترامب خطوة غير مسبوقة في تاريخ الحملات الانتخابية الأميركية. فهي تعكس مستوى القلق الذي يشعر به فريقه حيال التهديدات المزعومة من إيران. كما تثير تساؤلات حول كيفية تأثير هذه الإجراءات على مستقبل حملته الانتخابية.
تبقى الأضواء مسلطة على الأحداث القادمة، حيث سيتعين على ترامب وفريقه التعامل مع هذه التحديات بحذر. فالمعركة الانتخابية لم تنته بعد، والتحديات ما زالت قائمة.
اقرأ كذلك :قطع العلاقات الدبلوماسية بين نيكاراغوا وإسرائيل