العالم

غالانت يغلق حساب 27 عامًا مع “الرضوان” ويفتح مواجهة شاملة مع حزب الله

نشر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت صورة له مع يوسي كوركين، قائد وحدة النخبة الذي قُتل في كمين أنصارية. بعد مرور قرابة 30 عامًا، لا تزال إسرائيل تحمل جرحًا مفتوحًا منذ ذلك الكمين الذي نُصب عام 1997. المقاومة اللبنانية تمكنت حينها من قتل 12 جنديًا وضابطًا من وحدة النخبة البحرية “شايطت 13″، بعدما تسللت القوة إلى لبنان ليلاً. غالانت اعتبر أن الحساب الشخصي الذي بدأ مع قادة وحدة “الرضوان” في حزب الله، إبراهيم عقيل وأحمد وهبي، قد أُغلق باغتيالهما مؤخرًا في الضاحية الجنوبية لبيروت.

نسف الأسطورة الإسرائيلية

كمين أنصارية كان ضربة قاسية لإسرائيل وأجهزتها الاستخباراتية، ما جعله جزءًا من سلسلة صدمات تلقتها في حربها مع المقاومة. وفي عام 2010، كشف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تفاصيل ما وصفه بـ”كارثة شايطت”، عندما وقعت وحدة الكوماندوز الإسرائيلية في الكمين. حزب الله تمكن من التقاط بث طائرة استطلاع إسرائيلية كانت تصور المنطقة المستهدفة، وتم نصب الكمين بعد عدة أسابيع من المراقبة.

جدل في إسرائيل حول الكمين

أثارت تصريحات نصر الله حول الحادثة ضجة كبيرة في إسرائيل، حيث عارضت النتائج التي توصلت إليها لجنة التحقيق الإسرائيلية، التي افترضت أن الكمين كان عشوائيًا. صحيفة “هآرتس” وصفت الكمين بأنه جرح لا يلتئم، بينما رأى موقع “زمن إسرائيل” أنه بعد مرور سنوات، لا يزال غموض يكتنف ما حدث بالفعل تلك الليلة.

تفاصيل كمين أنصارية

في الخامس من سبتمبر/أيلول 1997، أرسلت إسرائيل قوة خاصة إلى عمق لبنان لاستهداف قائد بارز بعد مراقبته لعدة أشهر. كان الهدف يتنقل على طريق محدد بين النبطية وقرية أنصارية، واختارت إسرائيل زرع متفجرات في نقطة معينة من الطريق. لكن ما لم تعلمه إسرائيل هو أن حزب الله كان يتابع الصور التي ترسلها طائرة الاستطلاع الإسرائيلية.

إستراتيجية الكمائن الإسرائيلية

نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، أوضح في كتابه أن “تفاهم نيسان” عام 1996 قيّد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، مما دفع إسرائيل إلى اعتماد إستراتيجية الكمائن. نجحت هذه الإستراتيجية في عمليات سابقة، إلا أن حزب الله كان مستعدًا في أنصارية. وعند وصول القوة الإسرائيلية، وقعت في كمين محكم، مما أسفر عن سقوط 17 إسرائيليًا بين قتيل وجريح.

إخفاق أمني إسرائيلي

قبل وصول القوة الإسرائيلية إلى الموقع، رصدت الطائرات المسيرة تحركات مشبوهة، لكن القيادة قررت تجاهلها. أحد جنود “شايطت” روى تفاصيل تلك الليلة المأساوية: “دوى انفجار مفاجئ تبعه إطلاق نار كثيف. لقد كان هناك من ينتظرنا”. انفجار أكبر وقع بعد لحظات، وصفه الجندي بأنه “كرة نار انطلقت نحو السماء”.

تدخل الطيران والجدل حول إنقاذ الجنود

رغم تدخل الطيران الإسرائيلي، لم يتمكن الجنود من السيطرة على الوضع. وبحسب الجندي الإسرائيلي، نشب خلاف بين قائد القوات الخاصة في قارب القيادة وقائد سلاح الجو في تل أبيب. الأخير أمر الطائرات بالمغادرة خوفًا من التعرض لهجوم، بينما أصر قائد القوات على البقاء لإنقاذ أشلاء الجنود.

اعترافات متأخرة

محللو الشؤون العسكرية في إسرائيل أقروا بعد سنوات أن حزب الله تمكن من اختراق الطائرات المسيرة الإسرائيلية. في تقرير لصحيفة “معاريف”، كشف أن صور ومقاطع الفيديو التي التقطتها الطائرة أرسلت إلى حزب الله، الذي استعد للكمين بناءً على تلك المعلومات. كما تضمن التقرير معلومات عن تجاهل تحذيرات سابقة بشأن وجود شخصيات مشبوهة في موقع العملية.

تفوق استخباراتي لحزب الله

بعد عملية “عناقيد الغضب” عام 1996، حاولت إسرائيل نقل حزب الله من موقف الهجوم إلى الدفاع عبر زرع الكمائن. لكن النتائج القاسية لكمين أنصارية أظهرت تفوقًا استخباراتيًا للمقاومة، مما زعزع ثقة القيادة الإسرائيلية في تلك الإستراتيجية. تصريحات غالانت الأخيرة بعد اغتيال قائدي “الرضوان” جاءت لتؤكد أن هذا الجرح القديم ما زال يؤرق القيادة الإسرائيلية.

حسابات مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله

قال غالانت إن اغتيال عقيل ووهبي أغلق حسابًا شخصيًا استمر 27 عامًا. إلا أن الحساب الأكبر مع حزب الله لا يزال مفتوحًا، مع تصاعد الهجمات الصاروخية من جانب الحزب على مواقع عسكرية إسرائيلية. حزب الله أدخل صواريخ “فادي 1″ و”فادي 2” في المواجهة، مهددًا بتوسيع نطاق الصراع ليصل إلى ما بعد حيفا.

اقرأ أيضاً: من هو جابوتنسكي الذي يعتبره نتنياهو قدوة ويحتفظ بسيفه؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات