العالم

تأملات الغزاويين بعد اغتيال أبناء هنية: دماء على طاولة المفاوضات

جريمة الاغتيال ورسائلها: تأثيرها على الوحدة والمصير الشخصي لأبناء قادة حركة حماس وتأثيرها على العمليات النفسية والاجتماعية في غزة

جريمة الاغتيال التي طالت ثلاثة من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية. جعلت الألم يتفاعل وينعكس على نطاق واسع في قطاع غزة. في غارة جوية إسرائيلية أمس. استهدفت سيارة مدنية بمخيم الشاطئ في مدينة غزة، وراح ضحيتها 3 من أبناء هنية إلى جانب عدد من أحفاده الأطفال. كانوا في طريقهم لزيارات عيد الفطر وصلة الرحم.

وأفاد “المكتب الإعلامي الحكومي” بأن الأبناء الثلاثة كانوا يرافقون أطفالهم. معبرين عن الأسف للفاجعة التي لم يمكن تجنبها، حيث كانوا يتنقلون لزيارة الأقارب والأحباب بمناسبة العيد.

في تعليق أدلى به هنية عبر قناة حماس الرسمية على تليجرام. عبر عن شكره لله على هذا الشرف الذي أكرمهم به بشهادة أبنائه وبعض الأحفاد. مشدداً على أنهم يُصنعون الآمال والمستقبل والحرية من خلال تحمل الآلام والدماء لقضية شعبهم وأمتهم.

وأضاف: “أبنائي الشهداء حصلوا على شرف الزمان والمكان والخاتمة، وهم بقوة شهداء مع الشعب في غزة. ومن قبلهم نحو 60 فردًا من عائلته ارتقوا شهداء. لكنهم جميعًا في نظره ونظر الشعب ليسوا إلا جزءًا من نضالهم وصمودهم”.

جريمة الاغتيال وتأثيرها على المفاوضات والضغوط السياسية

قال مدير عام “المكتب الإعلامي الحكومي” إسماعيل الثوابتة إن “5 شهداء. بينهم 3 من أبناء هنية ارتقوا نتيجة هذه المجزرة، التي تأتي استكمالا لسلسلة من جرائم الاحتلال المتواصلة بحق المدنيين والأطفال والنساء. رغم الأجواء المقدسة لعيد الفطر المبارك”.

وتفاعل الغزيون على نطاق واسع مع جريمة الاغتيال. وضجت منصات التواصل الاجتماعي بمنشورات تتحدث عن التوقيت والرسائل والأهداف الإسرائيلية. وكان الاتفاق الكبير على أن جريمة الاغتيال لأبناء الرجل الأول في حماس تهدف إلى ممارسة ضغوط لتحقيق مكاسب سياسية في “معركة المفاوضات” الخاصة بوقف إطلاق النار وإنجاز صفقة تبادل أسرى.

ويؤيد الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي مصطفى إبراهيم هذا الرأي. ويقول للجزيرة نت “إن عملية الاغتيال تأتي في سياق الضغط على حركة حماس . رغم أن إسرائيل تعلم عنوان سكنهم في مخيم الشاطئ. وأنهم ليسوا مقاومين ولا يشكلون خطرا عليها، وهو تصعيد خطير من الجانب الإسرائيلي”.

ولهذا التصعيد من جانب إسرائيل هدف واضح، وهو برأي إبراهيم “ممارسة الضغط على حماس في خضم مباحثات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، غير أنه يثبت مرة أخرى أن إسرائيل غير معنية بإنجاح هذه المباحثات. وفي هذه المجزرة استهتار كبير بموقف الولايات المتحدة ورغبتها في تحقيق صفقة تؤدي إلى وقف إطلاق النار”.

جريمة الاغتيال: تحليل الضغط والتخبط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

ويتقاطع موقف رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي مع ما ذهب إليه إبراهيم. ويقول للجزيرة نت إن “إسرائيل بهذه الجريمة تستكمل فصول جرائم الإبادة الجماعية. وهدفها الواضح هو الضغط على المكتب السياسي لحماس ورئيسه أبو العبد هنية، وإيلامه والانتقام منه على خلفية مقارعة الاحتلال”.

هذه الجريمة يصنفها عبد العاطي بأنها “ترقى إلى مستوى جرائم الحرب. وتسجل ضمن سلسلة الجرائم المرتكبة بحق المدنيين والقيادات السياسية”.

وبرأي أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسام الدجني فإن عملية الاغتيال تعكس حالة من التخبط يعانيها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ويقول للجزيرة نت “إسرائيل عندما تفشل في الوصول إلى قادة حماس والمقاومة فإنها تنتقم منهم بقتل أبنائهم”.

ويضيف الدجني “لكن ما لا يعلمه نتنياهو أن مثل هذه العملية تؤكد أن قادة حماس وأبناءهم هم بين أوساط شعبهم. ولم يغادروا كما عملت الماكينة الإعلامية المناصرة لإسرائيل وترويجها بأن أبناءه في فنادق قطر وفي عواصم أخرى. اليوم تؤكد هذه الجريمة أن نتنياهو متخبط ولا يعلم ماذا يفعل”.

وقال “أبناء هنية ليسوا أغلى من أبناء الشعب الفلسطيني. ولكن اللجوء إلى اغتيالهم يثبت فشل نتنياهو في الوصول إلى قادة المقاومة بوزن هنية والسنوار. وتعكس جريمة الاغتيال أن نتنياهو يمارس سياسة العقاب الجماعي في مخالفة للقانون الدولي، بمعنى بمجرد أنك ابن أو قريب لأحد قادة حماس فأنت مستهدف”.

اقرأ كذلك: كيف يجذب الجيش الإسرائيلي المرتزقة وأصحاب الجنسيات المزدوجة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات