تحليل الموقف الأمريكي للعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح: حقائق وتفسيرات
تردد البيت الأبيض في دعم عملية اقتحام رفح: أسباب ومخاطر محتملة وضرورة وجود خطة شاملة للتعامل مع الوضع الإنساني والسياسي في غزة ورفح
بعد خطاب “حالة الاتحاد” الذي ألقاه الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي. أثار بايدن اهتمامه بالوضع الإنساني في غزة. وفي اليوم التالي، أجرى مقابلة مع شبكة “إم إس إن بي سي”. حيث حذر من أن اقتحام رفح يشكل “خطًا أحمرًا” بالنسبة له.
أكد بايدن أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤذي إسرائيل أكثر من مساعدتها. من خلال جعل بقية العالم يعارض ما تمثله تل أبيب. وأعتقد أنه خطأ كبير. لذلك أريد أن أرى وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع. وتبادلا كبيرا للمحتجزين”.
وفي أول اتصال هاتفي بينهما منذ 32 يوما. حذر البيت الأبيض نتنياهو من أن تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية في رفح سيؤدي إلى تفاقم الفوضى في غزة. وأكدا على ضرورة عقد اجتماع وفدي الجانبين في واشنطن لمناقشة الأمر والبحث عن حلول عملية.
تفاصيل محادثات رفح: الموقف الأمريكي وتحالفات مستقبلية مع إسرائيل
طريقة أخرى لمناقشة رفح. قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إنه لن تُنفذ أي عملية في رفح قبل المحادثات. وأشارت أنيا كريفين، مديرة برنامج إسرائيل وشبكة الأمن القومي. إلى اتفاق إسرائيل والولايات المتحدة على هدف تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقالت كريفين إن نتنياهو يرى أن الطريقة الوحيدة لهزيمة حماس هي تدمير بنيتها التحتية في رفح. لكن إدارة بايدن تعتقد أن هناك طريقة أخرى. سيُناقش هذا كله في واشنطن، حيث يبحث الطرفان عن خطة لمعبر رفح.
وبعد مكالمتهما، أصدر مكتب نتنياهو بيانًا يؤكد فيه تحقيق أهدافه الحربية بتدمير حماس. ويشير إلى تأييد بايدن لهذه الأهداف ولكنه يرفض عملية برية كبيرة في رفح. من المتوقع أن ينتهي الاجتماع في واشنطن بخطة جديدة تستهدف عناصر حماس الرئيسية في رفح.
موقف الولايات المتحدة من رفح: حذر ودعم وسبل التعامل مع حماس
في تصريح للصحفيين، حذر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان من أن اقتحام رفح سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة عزلة إسرائيل دوليا. مؤكدًا أن بايدن يدعم هزيمة حماس بطرق أكثر استدامة من العمليات العسكرية الكبيرة.
سوليفان نفى أي تهديد بحجب المساعدات العسكرية وأكد على أهمية وجود استراتيجية مترابطة لهزيمة حماس بدون تحقيق المزيد من الخسائر المدنية. أكد أيضًا أنه لا ينبغي لحماس الحصول على ملاذ آمن في رفح أو أي مكان آخر. لكن العمليات البرية الكبيرة قد تكون خطأً استراتيجيًا.
وفي رده على التطورات. أشار السفير السابق مارتن إنديك إلى أن عدم وقوع هجوم على رفح يعكس تحسنًا في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. حيث ستتم مناقشة المخاوف الأمريكية في واشنطن بدلاً من شن هجوم بري كبير.
من جهة أخرى. يعتقد الباحث جو تروزمان أن إسرائيل لن تتمكن من القضاء على حماس في رفح بوسائل مستهدفة فقط، ويشدد على أهمية الغزو البري لإغلاق الأنفاق وتحقيق النجاح في النهاية بالتعاون مع الولايات المتحدة.
تردد البيت الأبيض في دعم عملية اقتحام رفح: أسباب ومخاطر محتملة
البيت الأبيض يعبر عن تردده في دعم عملية اقتحام رفح بريا، مع التركيز على استقرار المناطق المحررة من حماس. وذلك حسب تصريحات سوليفان. ذكر البيت الأبيض ثلاثة أسباب رئيسية لهذا التردد:
أولاً، يوجد أكثر من مليون شخص في رفح، من الذين نزحوا من غزة. ولا يمكنهم المغادرة إلى أماكن أخرى. البيت الأبيض يعبر عن قلقه من نقلهم بشكل آمن وتأمين الخدمات الأساسية لهم في حالة الاقتحام.
ثانياً، تعد رفح نقطة دخول للمساعدات الإنسانية إلى غزة. وقد يتسبب الاقتحام في تعطيل هذه العمليات، مما يشكل خطراً على حياة السكان هناك.
ثالثاً، توجد رفح على الحدود مع مصر، والتي تعبر عن مخاوفها من أي عملية عسكرية كبيرة هناك. مما يؤثر على علاقاتها مع إسرائيل.
بالرغم من تأييد البيت الأبيض لهزيمة حماس، إلا أنه يرى أن هناك مخاطر وتحديات تستدعي التردد في الاقتحام. ويؤكد على ضرورة وجود خطة شاملة للتعامل مع الوضع في رفح وغزة بشكل عام.
اقرأ كذلك: تقديرات المحللين: وصول الحرب لرفح يُعتبر كارثيًا، وموقف مصر مبهم