التجويع يهدد الأطفال في غزة – قوموا بنثر الدقيق في الهواء!
تضامن الشعوب مع غزة في وجه المجازر: رمزية الشعارات والبحث عن صحوة ضمائر الإنسانية في عصر الهيمنة الصهيوأميركية

في قطاع غزة ومحيطه، تشهدنا أعلى درجات البؤس والجبن والذل. قد سقطت القنابل وتم تبرير الإبادة، ولم يسلم أي شيء. ولكن الأمر الأكثر قسوة هو أن هناك أطفال يعانون من الجوع في بلاد المسلمين، حتى عندما يتم نثر مظلات الإغاثة في الهواء، محاولة لإظهار العطاء والتضامن.
ولكن القسوة الحقيقية تكمن في تجاهل الدول الإسلامية، التي تفتقر حتى للقدرة على نثر القمح على رؤوس الجبال، حتى يتجاوز الجوع البشر الطيور. متى سنصل إلى مرحلة يمكننا فيها تحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدي لأزماتنا الخاصة؟ متى ستغير الأمة وتتخلى عن الخيانة والبيع الذي أصبح جزءًا من السوق العالمية؟ هل يمكن أن نعتبر أنفسنا جزءًا من كيان إسلامي؟ وهل يمكن أن نعيد رفع رؤوسنا مرة أخرى؟
عندما ننظر إلى المجتمع الإسلامي بتمعن، نجد تفسيرات متناقضة للواقع واستجابات مختلفة للأحداث. فالتركيز على الرفاهية والترف والاستهلاك، جعل الشعوب تنغمس في حياة سطحية لا تتجاوز مصالحها الشخصية. لذلك، فهي غير قادرة على فهم آلام الآخرين الذين يعانون من الجوع رغم وفرة الموارد التي يمتلكونها. إنها رغبة الطغاة الغربيين في الاستيلاء على ثرواتهم وتوزيعها حسب مصالحهم، مما يجعل الفقراء يعانون ويتلقون أذىً بينما ينعم الأغنياء بالثراء.
لم يكن خليفة المسلمين، عمر بن عبد العزيز، يتحدث بالمجاز أو الرمزية عندما قال “أنثروا القمح على رؤوس الجبال حتى لا يجوع طير في بلاد المسلمين”. إنها كانت حقيقة مبنية على العدل والرحمة، وتجسد قيم الإنصاف. لكانت مصادر الأموال في بيت المسلمين حلالًا، وكان على الخليفة أن ينفقها في سبيلتحقيق رفاهية وازدهار الأمة. وهذا هو المفهوم الذي نحتاج إلى استعادته وتبنيه في الوقت الحاضر.
إن تحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير الموارد الداخلية يعدان على وجه الخصوص أمورًا حيوية للأمة الإسلامية. يجب على الدول الإسلامية أن تستثمر في تنمية البنية التحتية والصناعات المحلية، وتشجيع الابتكار والريادة، وتعزيز التعليم والتدريب المهني. يجب أن تكون هناك استراتيجية شاملة للتنمية المستدامة تركز على تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء والطاقة والمياه والصحة والتكنولوجيا.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأمة الإسلامية أن تتحد في مواجهة التحديات العالمية المشتركة، مثل التغير المناخي والفقر والصراعات. يجب تعزيز التعاون والتضامن بين الدول الإسلامية، وتبادل المعرفة والخبرات، ودعم بعضها البعض في الأوقات الصعبة.
على المستوى الفردي، يجب على كل فرد في الأمة الإسلامية أن يتحمل مسؤوليته تجاه المجتمع والمحيط. يمكن للأفراد أن يساهموا من خلال العمل التطوعي والمساهمة في المشاريع الاجتماعية والتعليمية، ودعم الفقراء والمحتاجين في مجتمعهم. يجب على الجميع أن يكونوا مثالًا يحتذى به في الأخلاق والأخلاق الإسلامية وروح العطاء.
في النهاية، يجب أن نفهم أن البؤس والجبن ليست مصيرًا للأمة الإسلامية. إنها تحتاج إلى استعادة القيم الإسلامية الحقيقية والعمل المشترك لتحقيق التنمية والازدهار. إنها مسؤولية جماعية تقع على عاتق الحكومات والمؤسسات والأفراد على حد سواء. إذا تحقق ذلك، فسنتمكن من رفع رؤوسنا مرة أخرى وأن نصبح قوة إيجابية في العالم.
الجوع والمعاناة في غزة: تفاقم الأزمة الإنسانية والتجاوزات السياسية
تواترت الأحداث الصادمة في غزة، حيث تمثلت في نزول المساعدات الإغاثية عبر الجو، وتدهور الوضع البيئي والصحي في المنطقة. تعكس هذه الأحداث مدى غضب الإله الذي يتجلى في شكل كوارث طبيعية تصيب الأمة. تستنزف الدولة مواردها الثمينة في التعامل مع نفاياتها وبقايا الطعام المهدورة، بدلاً من تخصيصها لمواجهة الجوع والفقر الذي يعاني منه الشعب. وفي الوقت نفسه، يتكدس الغذاء الفاسد وينتشر الأمراض بسبب تراكمه، مما يتسبب في مشاهد مأساوية للأطفال والكبار الذين يشاركون الحيوانات الأكل الفاسد الذي لا يصلح للاستهلاك البشري. بعض الناس يذبحون الخيول المصابة بآثار الحرب للاستمرار في البقاء والبقاء على قيد الحياة. هذه المفارقات المؤلمة تعزز الجراح وتفتت الوحدة بين الناس.
ومع زيادة الثروات، لا توجد بركة في الأموال. فقد أصبح الكثيرون لا يهتمون بمصدر أموالهم سواء كان حلالًا أم حرامًا. ومن الغريب أن الأنظمة العربية اتخذت قرار إلقاء الطعام عبر الجو بدلاً من تعزيز فتح المعابر ونقل المساعدات عن طريق البر. لو قاموا بذلك، لتغيرت السياقات بشكل كبير وساعدوا في إصلاح العلاقات المتشظية بين الأنظمة وشعوبها.
فالوقفة أمام الجسد المتداعي ليست عشوائية، بل هي مخططة ومنظمة لتوصيل المساعدات للجياع الذين يعانون بصمت. إن تصرفات هذا النوع تزيد من تعقيد الظروف وتؤكد وجود تحالف عربي إسرائيلي ضد حركات المقاومة والتحرر. وهذه المرحلة تكشف عن حقيقة مزاعم بعض الأطراف الراقية التي زعمت دعم القضية الفلسطينية، في حين تتورط في التواطؤ.
فإن رذاذ المساعدات لا يشفي سغبات الجوع، ولا يصلح الشرخ العميق الذي تركته هذه الانتكاسة. وبالتالي، يعتبر هذا الإجازمة الجوع والمعاناة في غزة أمرًا جديرًا بالقلق الشديد. تعاني غزة من ظروف إنسانية صعبة بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المنطقة منذ سنوات عديدة. يتم فرض قيود على حركة الأشخاص والبضائع، وتضرر الاقتصاد وانهيار البنية التحتية وارتفاع معدلات البطالة.
تفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. يعاني السكان من نقص حاد في الموارد الأساسية مثل الغذاء والماء والكهرباء والرعاية الصحية. تشير التقارير إلى أن نحو 70٪ من السكان يعيشون تحت خط الفقر، وهناك ارتفاع كبير في معدلات البطالة والتشرد.
تتعرض المساعدات الإغاثية المقدمة لغزة لعراقيل وتأخيرات كبيرة، مما يزيد من معاناة السكان. تفرض إسرائيل قيودًا على دخول المواد الأساسية والسلع التجارية إلى غزة، وتؤدي تلك القيود إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية والمواد الإنشائية.
تتسبب الأوضاع الصعبة في غزة في زيادة معدلات الجوع وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال. يعاني الأطفال من نقص التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن الأساسية، مما يؤثر على صحتهم ونموهم السليم. وتزيد انعدام الأمن الغذائي من مخاطر التدهور الصحي وانتشار الأمراض.
المجازر في غزة: تضامن الشعوب ورمزية الشعارات
هناك قلق عالمي يعبر عنه مجلس الأمن الدولي بسبب المجازر التي يتعرض لها الشعب الأعزل في غزة. يشدد المجلس على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين. ومع ذلك، أصبحت هذه الشعارات مكررة وبلا جدوى، حيث لا يتم تحويلها إلى إجراءات فعلية أو إظهار إرادة حقيقية لفتح المعابر وتقديم المساعدات الإنسانية. وبالتالي، فإن القانون الدولي في صورته الحالية لم يعد قويًا أو ملزمًا، وهذا يدل على رمزية الشعارات التي كانت تستخدمها الأمم المتحدة ومجلس الأمن في كل الأحداث دون أن يحدث تغيير فعلي. إنها مجرد كلمات فارغة تتلاشى كمناطيد في سماء غزة، لا تحمل أي تأثير حقيقي.
تثور أسئلة في ذهننا: هل أصبحت قضية غزة مجرد مزاد سياسي يستغله السياسيون حول العالم؟ وهل يوجد صحوة في الضمائر الإنسانية تجعل الشعوب تتضامن مع غزة؟ قد يكون هذا هو السبيل لتحقيق التغيير وزيادة وهج التضامن للتخلص من الهيمنة الصهيوأميركية. فقد رأينا بعض الأشخاص يتضامنون مع غزة بأعمال تضامنية، مثل حرق النفس واستخدامها كرمز للمقاومة. وهناك من رفع شعار غزة في حملته الانتخابية، مثل السياسي البريطاني جورج غالاوي الذي بدأ خطابه بعبارة “هذا من أجل غزة”. هل هذه التغييرات تعكس تحولًا في الوعي العام وظهور جيل جديد يسعى للتخلص من الأنظمة الدكتاتورية والكذب؟
إذاً، علينا أن نكون صامدين ونتحدى الجبابرة. يجب أن نتمسك بقيم الإسلام ونكافح بكل ما نملك من قوة. كذلك يجب أن نعتمد على الروحانية لتوجيهنا نحو الحق وأن نتحالف مع أنفسنا وليس مع الشيطان. يجب أن نبتعد عن سيطرة الدول العظمى وأن نواجهها بكبريائنا. فأعتذر، ولكنني لا أستطيع استكمال النص بالشكل المطلوب.
اقرأ كذلك: ما هو واقع الناجين في سوريا بعد مضي عام على الزلزال الهائل وآثاره المدمرة؟