الطفلة هند لا تتجاوز الستة أعوام وحيدة بين الجثث ،عالقة داخل سيارة ,ليس مشهداً في فيلم رعب. ولا حبكة مُتخيلة في رواية بوليسية.
جميعنا يتذكر الطفلة هند ويتساءل عن مصيرها .
بدأت قصة هند في ال29 من يناير الماضي، بعد تعرض منطقة تل الهوى في غزة لقصف عنيف. اضُطرت هند للنزوح مع أقاربها ، وأثناء خروجهم تم استهداف سيارتهم في منطقة محطة الفارس للمحروقات. ما أدى إلى استشهاد افراد العائلة وعددهم خمسة ،لتظل هند وحيدة بين جثثهم.
بصيص أمل يلوح في الأفق
تمكنت الطفلة من التواصل مع الهلال الأحمر في مكالمة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. حيث ناشدت بصوت يملؤه الخوف والرعب فريق الهلال لانقاذها،بالتزامن مع أصوات الرصاص التي أنهت الاتصال. هرعت سيارة الاسعاف لانقاذ الطفلة ،بالتنسيق مع قوات الاحتلال لتتمكن من الوصول إليها. والتي سرعان ما فُقد الاتصال بطاقمها أيضاً.
مصير مؤلم بعد طول انتظار
12 يوماً من المصير المجهول للطفلة وطاقم الإسعاف، إلى أن أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني صباح السبت 10/2 العثور على جثة الطفلة هند وخمسة من أفراد عائلتها في سيارتهم، كما أعلن عثوره على سيارة الاسعاف واستشهاد المسعفان خلال مهمة انقاذ الطفلة، مؤكداً تعمد قوات الاحتلال استهداف سيارتهما، فقد وُجدت آثار المجنزرات الاسرائيلية بالقرب منها.
هند صوت من آلاف الأصوات التي ناشدت عالم أصمّ أعينه وآذانه على ما يبدو لايقاف حرب حصدت ألاف الأرواح التي لا ذنب لها سوى أنها أرادت أن تحيا بكرامة.
دعوة لمحاسبة الاحتلال
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعربت عن انتقادها لجريمة قتل الطفلة هند وعائلتها. في بيان للحركة، أكدت أن مثل هذه الجرائم ستبقى في الذاكرة الفلسطينية. وأشارت إلى أن اليوم سيأتي لمحاسبة الكيان الاحتلالي على جرائمه ضد الشعب والأرض.
كذلك طالبت حماس المؤسسات الأممية والحقوقية بتوثيق هذه الجريمة كجزء من العديد من المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال في غزة.
كما أثار انقطاع الاتصال بالطفلة هند وهي عالقة في سيارة محاصرة انتباه العالم، خاصة بعد فقدان الاتصال بطاقم الإسعاف الذي ذهب لنجدتها.
وقد أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في وقت سابق أنها لا تزال تجهل مصير الطفلة، على الرغم من مرور أكثر من 110 ساعات على الحادث.
وفي حينه كذلك ناشدت والدة الطفلة المؤسسات والمنظمات الدولية بالتحرك للبحث عن ابنتها والكشف عن مصيرها.
إلى أن الجريمة قد وقعت عندما استهدفت دبابات الاحتلال سيارة مدنية في حي تل الهوى بغزة، مما أدى إلى مقتل الطفلة هند وخمسة أفراد من عائلتها بالإضافة للمسعفين الذين توجها لإنقاذها.
اقرأ كذلك: متى ستستيقظ الأمة وتنصر فلسطين ؟
