هل يخرج عمران خان من السجن ويتولى حكم باكستان؟
الجيش وتدخله في السياسة: رؤى متناقضة حول اتهامات عمران خان وتأثيرها على المشهد السياسي
يرى الكثير من أنصار الزعيم السياسي الباكستاني عمران خان، مؤسس حزب حركة إنصاف. المعتقل منذ أغسطس/آب الماضي، أنه في طريقه للحرية وسيُبرأ من التهم الموجهة إليه والأحكام التي صدرت بحقه. يُعتبر الحكم الأولي غير نهائي وقابل للاستئناف، ومن المرجح أن يثبت محاميه براءته. ومع ذلك، فإن العملية قد تستغرق وقتًا بسبب التدخل العسكري المفترض في الشؤون السياسية.
في جولة لنا في شوارع العاصمة إسلام آباد ولقاء مجموعة متنوعة من الناس. استمعنا إلى إعجاب شديد بعمران ، وصفه البعض بالبطل والملهم، مؤكدين براءته من التهم الموجهة له.
تلاعب في الانتخابات الباكستانية؟
لافت للنظر أن العديد من الناشطين بأحزاب أخرى يتعاطفون مع عمران خان. مشيرين إلى الظلم الذي تعرض له بسبب اعتقاله وحرمانه من الترشح في الانتخابات. مع تعريض حزبه وأنصاره لعراقيل خلال العملية الانتخابية. وعلى الرغم من ذلك، نجح أنصاره في تحقيق نجاح كبير.
ويرى العديد من المراقبين والمهتمين بالشأن الباكستاني أن الانتخابات الأخيرة شهدت تلاعبًا وتزويرًا بهدف تقليل فرص انتصار أنصار عمران خان.
يعتقد أنصار حركة إنصاف أنهم فازوا بثلثي مقاعد البرلمان بالانتخابات، وأن التزوير وقع في فرز الأصوات الأخير. مما أدى إلى إعلان فوزهم بأكثر من 93 مقعدًا بدلاً من نحو 170 مقعدًا. وزادت هذه الفرضية قوة بسبب انقطاع الاتصالات وتأخر إعلان النتائج.
حكم القضاء الباكستاني على عمران خان بالسجن لمدة 31 عامًا قبل الانتخابات. وأعلنت حركته عزمها على الطعن على هذا الحكم. وأكد محاميه أن الأحكام غير قانونية وسيتم طعنها.
عمران خان: تأييد واسع واحتجاجات
يشار إلى أن القضاء الباكستاني رفض ترشح عمران خان للانتخابات الأخيرة. وكذلك العشرات من أنصاره المعتقلين بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال العام الماضي.
شعيب شاهين، مرشح حركة إنصاف للبرلمان الاتحادي عن إسلام آباد، يصرح ببرائته، معتبرًا أن القضاء سيثبت ذلك وسيخرج من السجن.
وخلال وقفة احتجاجية ضد نتائج الانتخابات، يشير شاهين إلى تلاعب في عمليات الفرز، مع اعتقاد كثيرين من الباكستانيين بهذا الأمر.
أيضًا، عبر مواطنون عاديون وأعضاء من أحزاب أخرى عن ثقتهم في براءة عمران خان وقناعتهم بخروجه من السجن.
التحديات القانونية والشعبية
الخبير القانوني والمحامي عارف تشودري يقول إن عمران خان سيحصل على حريته قريباً، ويعتبر القضايا الموجهة ضده جميعها تهم كيدية مناكفة سياسية ومنعه من المشاركة في الانتخابات.
وأضاف تشودري خلال حديثه للجزيرة نت أن القضايا ستبرأ جميعًا منه، ويرى أن المشكلة الأساسية لعمران مع المؤسسة العسكرية، ويؤمن بأن الحقيقة ستظهر بموجب القضاء.
وفيما يتعلق بشعبية عمران ، يؤكد تشودري أنه يُعتبر بطلاً وقائدًا ملهمًا في باكستان، ويشير إلى نجاح أنصاره في الانتخابات الأخيرة قبل التلاعب بالنتائج. ويعزو سبب الشعبية إلى إخلاصه وصدقه تجاه الناس وجهوده في تحسين أوضاعهم الاقتصادية.
تزوير في الانتخابات وتهم كيدية
أستاذ القانون الإسلامي والمدني في جامعة إدارة الأعمال والتكنولوجيا في لاهور، الدكتور ساجد إقبال، يرى أن العملية الانتخابية شابها التلاعب، مما أسفر عن نتائج غير صحيحة في العديد من الدوائر. يشير إقبال إلى اعتراضات على النتائج في مناطق مختلفة من البلاد.
بالرغم من انتمائه السياسي للجماعة الإسلامية، فإنه يروي أن السلطات وضعت عراقيل أمام مناصري عمران خان لتحقيق نتائج سلبية في الانتخابات. وعلى الرغم من ذلك، نجح مناصروه في تحقيق أكبر عدد من الأصوات، مما يوحي بأن الانتخابات لم تكن نزيهة.
بالنسبة للتهم الموجهة لعمران خان، يعتبر إقبال أنها كيدية وسياسية، ويتوقع أن تُلغى جميعها عندما ينظر فيها المحكمة العليا، مؤكدًا أنه سيخرج من السجن دون شك.
الجيش واتهامات عمران خان: وجهات نظر متضاربة
الكاتبة والمحللة السياسية عاصمة ودود تعتقد أن التدخل السياسي للجيش قد ألحق ضررًا كبيرًا بالديمقراطية وضعف المؤسسات الحكومية.
في حديثها للجزيرة نت، أشارت إلى أن أنصار عمران خان فازوا بشكل لافت في الانتخابات، على الرغم من محاولات الجيش وخصومه التلاعب بالنتائج.
وأعربت عن أسفها لتدخل الجيش في تشكيل الحكومة، بدلاً من احترام إرادة الشعب.
من ناحية أخرى، أكد وزير الدفاع السابق، الجنرال نعيم خالد لودهي، أن التهم الموجهة لعمران خان هي كيدية، وأنه يتوقع تبرئته.
على الرغم من معرفته برفض المؤسسة العسكرية لعودة عمران، أكد صوته لأحد أنصاره في الانتخابات، متوقعًا خروجه من السجن.
اقرأ كذلك: قضية إبستين .. تورط سياسيين وأثرياء أمريكيين وإسرائيليين وفضائح بالجملة
