تقارن حال الأمة قبل صلاح الدين الأيوبي بحالنا اليوم
تقارن حال الأمة قبل صلاح الدين الأيوبي بحالنا اليوم … العجز الذي تعيشه الأمة اليوم ويشعر به شبابها ورجالها ونساؤها أمام أحداث غزة وطوفان الأقصى إحساس قاتل. يدفعهم إلى القنوط واليأس، كما ورد في القرآن الكريم، وهو من خصائص الكافرين والضالين. المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أهلنا في غزة تتواصل، وسط تخاذل دولي وتآمر عربي.
هل مرت الأمة المسلمة بظروف مماثلة؟ صلاح الدين الأيوبي حرر بيت المقدس. هل كانت ظروف الأمة قبله لها وجه شبه بحالنا اليوم؟ وكيف تعامل معها؟ الدراسة التاريخية تثير هذه التساؤلات وتجعلنا نبحث عن الحلول.
تقسيم الأمة واحتلالها الصليبي
قبل وصول صلاح الدين، كانت الحملات الصليبية في ذروتها، حيث كان “الفرنج” ينشرون الفساد والقتل والتشريد في الأرض. لم يزد الأمة سوى التشرذم والتقسيم، وتعاظمت الخيانات والعمالات من بعض ولاة المسلمين للعدو المحتل.
الواقع اليوم يعكس صورة مشابهة، حيث يعاني العالم العربي من الاحتلال والتجزؤ والتمزيق. ومن المتوقع أن نشهد مزيدًا من التقسيم والتشرذم في الأيام القادمة، وهذا الواقع ليس بالصدفة بل مدبر منذ فترة طويلة. توجد خيانات وعمالات من بعض حكام العرب الذين تآمروا على فلسطين وتبعوا أوامر الغزاة، وتركوا الجهاد في سبيل الله. هؤلاء بحاجة إلى “يراجعوا دينهم”، كما جاء في الحديث الشريف، أو “يرجعوا إلى دينهم”.
سلسلة من المصلحين: عطاء مبارك يسبق صلاح الدين الأيوبي
صلاح الدين الأيوبي لم يبدأ رحلته من العدم، بل كان تتويجًا لجهود ربانية سابقة، حيث أسهم عدد من المصلحين في العمل الدؤوب والتعليم والجهاد.
عبد القادر الكيلاني، الذي نشر شعاره للتحرير وبنى مدارس على هذا الشعار، استفاد من تجربة أبي حامد الغزالي ودعمه الوقف الخيري.
استمر هذا العمل حتى تحققت رؤية موحدة، حيث لعبت المرأة دورًا أساسيًا. واصل نور الدين محمود زنكي هذه الجهود، لكن صلاح الدين الأيوبي جمع الأجيال ورسخ الروحانية لتحرير بيت المقدس.
اليوم، تحتاج الأمة إلى جهود متواصلة وتوحيد الرؤى، لتتمكن من تحقيق التحرير كما فعل صلاح الدين الأيوبي.
مصر والشام: الأساس لتحرير فلسطين
التاريخ يشير إلى أهمية تحرير مصر والشام قبل فلسطين. لكن اليوم، يمكن أن يكون التحرير المباشر لفلسطين والعواصم العربية قاب قوسين أو أدنى، ولكن العقبات كثيرة.
الملك مري في الشام كان يدرك هذه الأهمية، فرفض استلامها من الصليبيين خوفًا من نور الدين الأيوبي، الذي كان يعتبره هلاكًا للصليبيين.
نور الدين الأيوبي كان أيضًا ذكيًا وحذرًا، حيث دعا شيركوه لتحضير جيوشه لمصر، وإلا فسيتجه شخصيًا إلى هناك.
فالصراع في فلسطين لن ينتهي بسهولة.
تأمل مصير الشام ومصر بأقوال الزعماء: مري ونور الدين
كلا من مري ونور الدين فهما أهمية ربط مصير الشام بمصير مصر. بقاء الشام يتوقف على مصير مصر، وتحرير الشام يؤثر على مصير مصر والشام. كان لزعامة في مصر بعد ثورة يناير 2011 فرصة لفهم هذا المعنى.
صلاح الدين الأيوبي حكم مصر وأنهى حكم الدولة الفاطمية، ووحد الشام تحت سلطانه. كان له دور كبير في تحرير فلسطين في معركة حطين في عام 1187م.
واجبنا اليوم: تحديات مصر والشام ومسار التحرير
معركة فلسطين لن تنتهي بسرعة، إنها معركة تمتد لعقود، وستستمر ما دامت مصر والشام في الوضع الحالي. نرى تغيرات في مصر قد تؤدي إلى حدث كبير، وعلينا التحضير لها.
نحن بحاجة إلى تحرير وتوحيد مصر، والسعي إلى الشام لمواجهة الاحتلال الصهيوني. هذا يتطلب عملاً تربويًا وفكريًا، وتأسيس مشروع متكامل، مستوحى من تاريخنا وقادتنا، بما في ذلك صلاح الدين الأيوبي.
اقرأ كذلك: “الجزري” أطلق اسمه على أول سيارة طائرة تركية ومخترع أول روبت آلي في التاريخ