توقعات بزوال الاحتلال تستند إلى حقائق ملموسة
تحليل عميق للحرب الحالية وتأثيرها على مستقبل دولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين

مع استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة لأكثر من ثمانين يومًا، نشهد صمودًا استثنائيًا من قبل الشعب الفلسطيني وبسالة مقاومتهم. مع مرور الوقت، نبدأ بالكشف عن زوايا جديدة واعتبارات إضافية تتعلق بالحرب وتأثيراتها. ومن بين هذه الاعتبارات تلك المرتبطة بمستقبل وجود دولة الاحتلال في المنطقة.
معركة جديدة: تحديات فريدة تشكل مستقبلًا غامضًا
تشهد الحرب الحالية على قطاع غزة، التي استمرت لأكثر من ثمانين يومًا. تطورات مثيرة تجعلها مختلفة تمامًا عن المواجهات السابقة. هذه المعركة تفتقر إلى نموذج سابق يمكن الاعتماد عليه في تقييمها وفهم تداعياتها.
واحدة من أبرز الاختلافات تكمن في “شكل المعركة” نفسها. حيث تبنت كتائب القسام مبادرة هجومية مختلفة وأهدافًا مختلفة عن المواجهات السابقة. مما أدى إلى إشراكها في معركة محددة على “أرض العدو”.
بالإضافة إلى ذلك، تظهر هذه المعركة بأنها شهدت “وحشية غير مسبوقة” في استهداف “إسرائيل” للمدنيين. مما أثار تساؤلات حول ارتكاب جرائم حرب وإبادة.
الاختلافات تشمل أيضًا أهداف العملية العسكرية والتي تبدو برية وتشمل محاولات إنهاء حكم حماس في القطاع وخطط لتهجير السكان وإعادة الاحتلال إلى القطاع.
يُشير الاحتلال إلى أن هذه المعركة تعد حربًا وجودية له ويبذل جهودًا لاستعادة الردع وتحمل خسائر أكبر. في حين تختلف تمامًا آراء المجتمع الدولي والمواقف الإقليمية من هذه المعركة.
تظهر المعركة الحالية كتحدي جديد يجعلنا نواجه مستقبلًا غامضًا ومعقدًا. حيث يتعين علينا متابعة تطوراتها بعناية وفهم الأبعاد المختلفة لهذه الصراعات.
كشف الحقائق: تأملات في الحرب الحالية ومستقبل الكيان الصهيوني
في ظل استمرار الأحداث الدامية في الحرب الحالية على قطاع غزة. يصبح من الصعب الوقوف بثبات وتقديم تقييم دقيق ونهائي للأحداث وتوقع مساراتها المستقبلية. إن ما نشهده اليوم يفرض علينا التواضع والحذر في تحليل الأمور وتقديرها. حيث يتعذر الاعتماد على نماذج سابقة بشكل كبير لفهم مجريات هذه الحرب وعواقبها.
مع ذلك، لا يزال بإمكاننا رصد بعض الجوانب والتطورات التي تحمل أهمية كبيرة. واحدة من هذه الجوانب تتعلق بتاريخ وطبيعة مشروع الكيان الصهيوني منذ تأسيسه، والتأمل في مستقبله في المنطقة.
يظهر التشابه الواضح بين بعض التطورات الحالية والأحداث التي جرت في سياق مشروع الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية. مما دفع بعض الناس إلى تشبيه الحرب الحالية بنكبة عام 1948 والإشارة إليها ك “النكبة الثانية”. وهذا يثير العديد من التساؤلات.
من بين هذه التطورات هناك تصاعد النظرة التي يملكها القادة الإسرائيليون تجاه الشعب الفلسطيني. حيث يتم نفي وجوده كوحدة وتجاهل الصفات الإنسانية للفلسطينيين. هذا يتضح من تصريحات مثل تلك التي أدلى بها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ حيث قال: “ليس هناك أبرياء في غزة”. وتصريح وزير الدفاع يوآف غالانت الذي وصف الفلسطينيين بأنهم “حيوانات بشرية”. هذا بالإضافة إلى استهداف المدنيين والمنازل واحتفال الجنود بقتل الأطفال.
الحرب الحالية أعادت إلى الذاكرة المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي. والتي يبدو أن جيش الاحتلال يعيد تكرارها اليوم دون اعتبار للقوانين الدولية أو المعايير الإنسانية.
يُظهر ما يجري أيضًا تبعية دولة الاحتلال للدعم الخارجي، سواء كان دعمًا سياسيًا أو عسكريًا. هذا الدعم يعتبر أمرًا أساسيًا لا يمكن الاستغناء عنه من قبل إسرائيل. إن الحرب الحالية تظهر بشكل واضح تبعيتها لهذا الدعم وتمويلها للحرب الغير متكافئة ضد حركة المقاومة.
حرب وجودية: تحليل للوضع الإسرائيلي ومستقبله في فلسطين
في ختام هذا النقاش، نجد أن دولة الاحتلال، على الرغم من تفوقها العسكري والاقتصادي والتكنولوجي في المنطقة. تعتمد بشكل كبير على الدعم الخارجي في مجمل جوانب حياتها. حتى عندما تشن حربًا ضد حركة المقاومة الفلسطينية التي امتدت على مدى عقود. تستمر دولة الاحتلال في بناء أساطير تجعلها تظهر بأنها قوية ومنيعة نفسيًا.
وعلى الرغم من قدرتها على قتل المدنيين وترويعهم. إلا أنها لا تزال بحاجة إلى أكثر من ثمانين يومًا من العدوان الوحشي لتحقيق أي تقدم ضد المقاومة الفلسطينية. تظهر مواجهات الميدان الحالية الفارق الكبير في الشجاعة والقوة النفسية بين رجال المقاومة وجنود الاحتلال. حيث لا يمكن للأخير الاعتماد فقط على التفوق التكنولوجي والعسكري.
من هذا المنطلق، يمكن هزيمة دولة الاحتلال إذا تم توجيه جهد مشترك وقوي ضدها. من قبل قوى تمتلك الإرادة والعزيمة والتخطيط اللازم لذلك. حينها، يمكن تحقيق تغيير حقيقي في الوضع. وإثبات أن حركة المقاومة يمكنها مواجهة دولة الاحتلال حتى بوجود موارد محدودة ودون دعم إقليمي قوي.
وتكشف الحرب الحالية أيضًا أن المجتمع الإسرائيلي ليس وحدة متجانسة بالمعنى التقليدي. إذ لا يشترك في تاريخ مشترك أو هوية موحدة. إنها تشكلت من شرائح متنوعة وحتى تناقضات في بعض الأحيان. مجتمعة من مختلف أنحاء العالم. ولم تنجح مؤسسة الدولة في دمجها بشكل كامل. وبالتالي فإن التماسك والوحدة المطلوبة لتشكيل شعب موحد غائبة. بالإضافة إلى غياب قضية مشتركة تجمعهم على غرار الفلسطينيين.
وأخيرًا، فإن الحرب الحالية تؤكد أن أسس مشروع الكيان الصهيوني في فلسطين قد تغيرت بشكل جذري. بعض هذه الأسس اختفت تمامً
اقرأ كذلك : أميرال تركي متقاعد يكشف عن طريقة لتخفيف حصار غزة من قبل تركيا