تركيا

ثلاثة أشهر على بدءها .. الانتخابات المحلية في تركيا ذات أهمية بناءً على هذه الأسباب ؟!

الملفات الاقتصادية وقضية اللاجئين تجسدان الانتخابات المحلية في تركيا: تأثيرهما وأهميتهما في السباق الانتخابي

بعد مرور حوالي 7 أشهر على الانتخابات التركية العامة الرئاسية والنيابية، التي وصفت بأنها الأصعب في تاريخ تركيا الحديث. يتجه الضوء مجددًا نحو الساحة السياسية في تركيا بسبب الاستعدادات للإنتخابات المحلية القادمة التي ستجرى بعد حوالي 3 أشهر. في هذا السياق. يُثير هذا النص تساؤلات حول التشابه والاختلاف بين هذه الانتخابات وتلك الإنتخابات السابقة.

أعلن حزب الجيد، وهو أحد أحزاب المعارضة وعضو في الطاولة السداسية. مؤخرًا أنه سيشارك في الانتخابات المحلية القادمة بشكل منفصل وبدون تحالفات. ويرى متخصصون أن هذا الإعلان يشكل تغييرًا مهمًا في الديناميات الانتخابية مقارنةً بالانتخابات السابقة. وهم يتوقعون أن يكون لهذا التغيير تأثيرًا محتملاً على نتائج الانتخابات.

عبد القادر سلفي، الصحفي والكاتب، يؤكد أهمية الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة كونها نقطة تحول في تاريخ تركيا خلال العقود الأخيرة، حيث تم تحديد مستقبل البلاد واستقلالها. ويرى أن العالم كان يترقب تلك الانتخابات بشكل كبير، كما يذكر خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أثر بشكل كبير على الحملة الانتخابية.

ويضيف سلفي أن مخططات بعض الأطراف لم تنجح بفضل وعي الشعب التركي وبسبب القيادة الرشيدة للرئيس رجب طيب أردوغان. ورغم أهمية الانتخابات العامة السابقة. فإن الإنتخابات المحلية القادمة تظل مهمة لأنها تصبح مؤشرًا ومعبرًا عن المشهد السياسي في تركيا في الوقت الحالي وتلقى بظلالها على التوجهات السياسية المستقبلية.

التحديات والأهمية في الانتخابات المحلية

يتوقع على ما يبدو أن الانتخابات المحلية القادمة في تركيا ستكون اختبارًا مهمًا للاستقرار والقيادة والأمان الذي تم تحقيقه من قبل الحزب الحاكم خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة، وهذا وفقًا لتصريحات عبد القادر سلفي، الكاتب والصحفي المعروف.

سلفي يرى أن نجاح الحزب الحاكم في الإنتخابات المحلية سيعني دعمًا وموافقة على سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان. مما سيعزز من قوته وحضوره على الساحة السياسية على الصعيدين المحلي والدولي.

وفيما يتعلق بالمنافسة في هذه الانتخابات، يشير سلفي إلى أهمية مدينة إسطنبول. حيث تعتبر بوابة رئيسية للرئيس أردوغان إلى الساحة السياسية. وبالتالي، يتوقع أن تكون هذه المدينة محورًا للمنافسة والاهتمام.

ويرى الكاتب التركي أن المعارضة، التي تجمعت تحت لواء الطاولة السداسية. تعمل حاليًا على تنظيم جهودها وترتيب أوراقها لدعم مرشح حزب الشعب الجمهوري. أكرم إمام أوغلو، بهدف الفوز برئاسة بلدية إسطنبول مرة أخرى.

وفيما يتعلق بجهود الدعم للمرشح المعارض، يُشير سلفي إلى وجود ضغوط على حزب الجيد. وأن هناك ترتيبات تجرى لضمان دعم باقي أعضاء الطاولة السداسية في سبيل تحقيق الفوز في هذه الإنتخابات .

عوامل النجاح والفشل في الانتخابات المحلية في تركيا

فيما يتعلق بالعوامل التي قد تؤثر في نجاح أو فشل الحزب الحاكم في إسطنبول خلال الإنتخابات المحلية المقبلة. يشير عبد القادر سلفي، الكاتب والصحفي المعروف، إلى أن الحظوظ قد تكون متوازنة في مدينتي إسطنبول وأنقرة. لكنه يتوقع أن يظل حزب العدالة والتنمية ناجحًا على الأقل في إسطنبول. يعزو ذلك إلى النظام الدقيق لاختيار المرشح الذي يعتمده الحزب الحاكم. بالإضافة إلى التركيز على إبراز إنجازاتهم وخدماتهم المتوقعة.

ويشدد سلفي على أهمية اللغة المستخدمة في حملات العدالة والتنمية. حيث يُعتبر أن اللغة المتعلقة بالعمل والإنجازات تمثل نقطة ضعف لمرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو.

بالنسبة لتقديرات حلمي داشدمير، رئيس مركز أوبتيمار للأبحاث. فإن الإنتخابات المحلية تعتمد على شخصية المرشح المحلي والخدمات التي يمكن أن يقدمها. يُشير إلى أن الناخبين يختارون حزبهم بناءً على سجلهم وتجربتهم وسياستهم. بينما يُلامسون المرشح المحلي بناءً على شخصيته والخدمات المتوقعة منه.

داشدمير يشير إلى أن مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو قد فقد جزءًا من شعبيته وحضوره السياسي السابق في إسطنبول. بسبب جودة الخدمات المقدمة وتركيزه على السياسة بدلاً من مهام رئاسة البلدية.

وأخيرًا، يشير سلفي إلى أن حزب الشعب الجمهوري قد يقوم بتجديد مرشحيه في بعض المدن الكبرى الأخرى. مثل إزمير وأضنة ومرسين، وذلك لتحسين فرصه في الفوز. بالنسبة للتحالف بين العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية. يُتوقع أن الأخير لن يرشح مرشحين في المدن الكبرى وسيدعم مرشحي العدالة والتنمية.

وفقًا لتقديرات سلفي وتصريحات الرئيس أردوغان، من المتوقع الإعلان عن مرشحي العدالة والتنمية نهاية العام الجاري.

دور ملفي الاقتصاد واللاجئين في الإنتخابات المحلية في تركيا

من المعروف أن ملفي الاقتصاد واللاجئين كانا حاضرين بقوة في الانتخابات العامة التركية السابقة. سواءً كانت الرئاسية أو البرلمانية، وكانت لهما تأثير كبير على نتائج التنافس السياسي. وكان السيناريو مشابهًا في الانتخابات المحلية عام 2019. ويُتوقع أن يكون لهما حضور بارز في الانتخابات المحلية المقبلة التي ستجرى نهاية مارس/آذار.

حلمي داشدمير، الباحث والمحلل السياسي، أشار إلى أهمية الملف الاقتصادي خلال انتخابات 2019. خصوصًا فيما يتعلق بفقدان الحزب الحاكم لإسطنبول. ورغم ذلك. يرى أن فهم الشعب واختيار المرشح المناسب هما العوامل الأكثر أهمية.

وأضاف داشدمير أن الانتخابات المحلية تلعب دورًا حيويًا في توجيه السياسة الوطنية في المستقبل. ويرى أن الجبهة المعارضة قد لا تكون مؤهلة للمنافسة وفقًا لملفات الانتخابات المحلية الحالية. بينما يتوقع أن يتمكن الحزب الحاكم وتحالفه من تحقيق نجاحات.

من ناحية أخرى، عبد القادر سلفي، الكاتب والصحفي التركي، يعتقد أن ملفات مثل الاقتصاد واللاجئين ستكون حاضرة في الانتخابات المحلية، لكن بشكل مختلف وبنسبة أقل من الإنتخابات العامة. ويرى أن الانتخابات المحلية تتضمن أجندة خاصة بها ومواضيع أخرى تتعلق بحياة المواطنين.

سلفي يتوقع أن يتبع الحزب الحاكم استراتيجية تركيز على مشاريع المعارضة وإبراز نقاط ضعفها في سنوات إدارتها للمدن الكبرى. ومن المعروف أن مشاريع مثل التحول الحضاري وجودة الحياة اليومية ومعدل التضخم وجودة الخدمات المحلية تلعب دورًا هامًا في توجيه تفضيلات الناخبين في الإنتخابات المحلية في تركيا.

يجدر بالذكر أن بلدية إسطنبول لم تغادر يد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ عام 1994. وهذه المدينة تحمل أهمية كبيرة في مسار حياته السياسية والاجتماعية.

اقرأ أيضاً: هل تنجح المعارضة التركية في تحقيق هدف “تعاون بدلاً من تحالف” هذه المرة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات