كيف يمكننا الوفاء بواجبنا تجاه فلسطين؟
لوفاء بواجبنا تجاه فلسطين، يمكننا المساهمة بمختلف الوسائل المتاحة. يتضمن ذلك الدعم المالي للقضية الفلسطينية، سواء من خلال التبرع للمنظمات الخيرية أو دعم المشاريع التنموية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، يمكننا نشر الوعي حول القضية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمشاركة في الفعاليات التضامنية. الدعاء لأهل فلسطين ونصرهم في وجه الظلم والاحتلال يشكل أيضًا جزءًا مهمًا من واجبنا تجاه هذه القضية الإنسانية.
كل فرد عربي ومسلم محمَّل بالمسؤولية – في إطار إمكانياته – لدعم إخوانه في فلسطين. وهناك فرص وفيرة ومتنوعة للمشاركة، سواء كان ذلك من خلال التبرعات المالية، أو نقل المعرفة، أو النشر الإعلامي. أو دعم حملات المقاطعة، أو حتى بالدعاء. يجب أن يكون كل هذا من منطلق الواجب، وليس كمجرد تطوع أو تبرع. حتى لا نقع في التقصير أو الاعتماد الكامل على الآخرين في هذا السياق.
الجهاد بالمال: دورنا في دعم فلسطين
في أرض فلسطين، يقف رجال ونساء وأطفال، يدافعون ببسالة عن مقدسات المسلمين. رغم الظلم والحيف الذي يواجهونه لعقود، كذلك يظهرون صموداً وثباتاً وتمسكاً بأرضهم وبيوتهم. حتى وإن دمرتها الهجمات الغاشمة للعدو الصهيوني.
إخواننا في فلسطين يحتاجون إلى دعم مالي ليتمكنوا من مواجهة العدو الصهيوني. الذي يتلقى دعمًا معنويًا وماليًا غير محدود من الغرب.
نحن، كمسلمين، مأمورون بالجهاد في سبيل الله بأموالنا وأنفسنا. وفقًا لقول الله عز وجل: “انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون” (سورة التوبة: 41).
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير. أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة” (رواه أبو داود وابن ماجه).
لذا، لنكن من أجل دعم فلسطين، سواء بالجهاد المالي أو الجهاد الذي يُخوض على الساحة.
الجهاد الإعلامي: تحديات ونجاحات
في سياق الجهاد المعاصر، يبرز الجهاد الإعلامي كبوابة هامة، فهو أحد الوسائل العالمية التأثيرية. ويعتبر كذلك ميدانًا يسيطر عليه اليهود من خلال الإمبراطوريات الإعلامية الضخمة التي يمتلكونها، مثل شبكة فوكس نيوز وغيرها.
منذ بداية الحرب، شهدنا تكتيكات الإعلام الصهيوني التي استهدفت تشويه صورة المقاومة الفلسطينية. واتهامها بالإرهاب وارتكاب جرائم ضد المدنيين، متهمًا إياها باستخدام المدنيين كدروع بشرية. وادعاء أن أفرادها يختبئون تحت حماية المستشفيات!
وعلى الرغم من هذه التحديات. نجحت المقاومة في الحصول على تأييد إعلامي عالمي خلال الأيام الصعبة للعدوان على قطاع غزة. كانت هناك جهود فعّالة من النشطين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي. حيث قاموا بكشف أكاذيب نتنياهو وبايدن، ومواجهة حملات التضليل الإعلامي بشكل قوي. مكشرين أنياب الحقيقة وكشفوا عن الانحياز الأعمى لصالح إسرائيل.
الجهاد العلمي: مسؤولية العلماء في دعم فلسطين
دور العلماء يظهر بوضوح في بيان الحقائق للناس. مُلمحين إلى أن نصرة إخواننا المستضعفين في فلسطين ليست لُطفًا أو تطوعًا، بل هي واجب إسلامي. يتمثل دورهم أيضًا في إبراز منزلة المسجد الأقصى وفلسطين في الإسلام. وفي إدانة التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.
الدور الحيوي للعلماء يكمن في الرد على فقهاء السوء والسلطان. الذين يبررون جرائم الاحتلال أو يلقون باللوم على المقاومة للاعتداءات الوحشية للكيان الصهيوني. والذين يُدعون بشكل كاذب: “إن واجبنا نحو إخواننا في غزة هو الدعاء فقط”!
من بين واجبات العلماء أيضًا بيان الحقائق التاريخية المتعلقة بفلسطين ومواجهة الأكاذيب التي يروِّج لها الكيان الصهيوني. ويتعين عليهم تحديث الخطاب الدعوي. والتركيز على قضايا الأمة وتغيير الصورة النمطية التي رسمها الغرب للإسلام. يشمل ذلك مخاطبة النخبة والجماهير في العالم بلغة يفهمونها.
المقاطعة الاقتصادية: سلاحنا الفعّال لنصرة فلسطين
تعتبر المقاطعة الاقتصادية ضرورةً لا غنى عنها، فهي تمثل أضعف الإيمان للعرب والمسلمين. من خلال هذه الفعالية، نحقق هدفين أساسيين: نصرة إخواننا بمقاطعة الشركات المتورطة في دعم الكيان الصهيوني الغاصب. وحماية صحتنا وصحة أطفالنا من مخاطر الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والمنتجات الضارة التي تصنعها هذه الشركات الداعمة لجيش الاحتلال الذي يرتكب جرائمه بحق إخواننا الأبرياء.
سلاح المقاطعة ليس مجرد سلاح بل هو أداة فعّالة وقاطعة. وقد تجلى تأثيره من خلال هبوط أسعار أسهم الشركات المدعومة للكيان الصهيوني. أجبرت المقاطعة هذه الشركات على خفض أسعار منتجاتها. كاشفةً بذلك عن الأرباح الفاحشة التي تحققها على حسابنا. والتي يُقدمونها لجيش الاحتلال ليستخدمها في قتل إخواننا في فلسطين.
المقاطعة ليست مجرد واجب بل هي أدنى ما يمكن أن يقدمه كل عربي وأضعف ما يمكن أن يكون إيمانًا لكل مسلم. إنها رسالة إلى الشركات العالمية لتوقف دعمها لجيش الاحتلال. وفرصة للشركات المحلية لتقديم بدائل لمنتجات تلك الشركات.
وفي الختام، نؤكد على أهمية تربية أولادنا على قيم ومبادئ الإسلام. فالفرد القوي يشكل أساس المجتمع والأمة القوية. يجب علينا بذل الجهد في تنشئة الأطفال على قيم العدل والإنصاف والتعاون والنخوة والنجدة ونصرة المظلومين. في مهمة تبدو صعبة ومعقدة في عالمنا المعاصر.
اقرأ أيضاً : مغارة دوبنيسا التركية .. عجائب الطبيعة الخفية