رياضة

عاصفة الغضب: أبرز المدربين المتنمرين في عالم كرة القدم

في تاريخ كرة القدم، ظهرت شخصيات مدربين تميزت بغضبهم الشديد وأسلوبهم القاسي، ومن بين هؤلاء المدربين كانت هناك شخصيات أثرت بشكل كبير في عالم الرياضة بسبب تصرفاتهم العنيفة وتنمرهم. يعتبر الإيطالي جوزيبي ماتزوليني واحدًا من أكثر المدربين غضبًا في التاريخ، حيث كان يشتهر بطبيعته العصبية والتحفظ القليل أمام الإعلام. بالإضافة إلى ذلك، يُذكر أيضًا البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي اشتهر بشخصيته القوية وتصرفاته الجريئة على أرض الملعب وخارجه. تاريخ كرة القدم يحمل ذكريات لا تُنسى لهؤلاء المدربين الذين أضفوا بصمتهم بغضبهم اللافت وتصرفاتهم المثيرة للجدل.

أشتعلت غضبًا شديدًا  نفس ماوريسيو بوكيتينو، المدرب الحالي لفريق تشلسي الإنجليزي لكرة القدم . خلال وبعد مواجهتهم الأخيرة ضد مانشستر سيتي، والتي انتهت بنتيجة تعادل ملحمية 4-4.

كانت نقطة الاحتجاج الرئيسية للمدرب تجاه الحكم أنتوني تايلور. الذي منح ركلة جزاء لصالح فريق مانشستر سيتي في بداية المباراة، والتي أثارت الكثير من الجدل. زادت حدة غضب بوكيتينو تدريجياً خلال سير المباراة. ووصلت ذروتها في النهاية، حيث حاول بوكيتينو بالفعل الهجوم على الحكم، لولا تدخل اللاعبين لمنع تصاعد الأمور.

وكانت لحظة أخرى تكشف عن حالة التوتر المتصاعدة، عندما قام بوكيتينو بتجاهل مصافحة بيب غوارديولا. مدرب مانشستر سيتي، الذي توجه لمصافحته بموجب الأصول والتقاليد الرياضية بعد انتهاء المباراة.

ليس غضب ماوريسيو بوكيتينو حالة فريدة في عالم الملاعب، ولن يكون الأخير. حيث تمتاز كرة القدم ورياضات أخرى بتاريخ طويل من المدربين الذين أصبحوا مشهورين بغضبهم الشديد. من بين هؤلاء.يتقدم البرتغالي جوزيه مورينيو والألماني يورغن كلوب والبريطاني السير أليكس فيرغسون وغيرهم. الذين أصبحت عصبيتهم وصراخهم الدائم على الخط سمة مميزة لهم. وقد أدى ذلك في بعض الحالات إلى طردهم خلال المباريات.

ولا يقتصر غضب هؤلاء المدربين على التعبير عنه بصوت عال وانتقادات حادة لقرارات الحكام أو سلوكيات اللاعبين. بل وصل الأمر في بعض الحالات إلى أفعال أكثر تطرفًا، حيث قام أحدهم بصفع حكمًا، بينما قام آخرون بالتهجم على اللاعبين. سواء كانوا من فريقهم أو الفرق المنافسة.

وتفاقمت الأمور في بعض الأندية إلى حد إقالة المدربين بسبب سلوكهم “التنمري” تجاه اللاعبين. وكانت من بين تلك الحالات إقالة مدرب فريق تحت سن 23 عامًا في نادي آرسنال، ستيف غاتينغ.  وكذلك إقالة مدرب أستون فيلا للشباب، كيفن ماكدونالد. تم توقيف الاثنين عن العمل بناءً على تهم تنمرهما على اللاعبين قبل بضع سنوات. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية.

وفيما يلي قائمة بأبرز المدربين الذين تميزوا بغضبهم على مدى تاريخ ملاعب كرة القدم العالمية:

روي كين، اللاعب السابق الذي يعتبر رمزًا لفريق مانشستر يونايتد. يظهر كشخصية استثنائية بمستوى غضبه وتنمره في تاريخ كرة القدم العالمية. بعد انتهاء مسيرته كلاعب، أخذ كين دور المدرب في فريق سندرلاند. وهناك أظهر جوانبًا مظلمة من شخصيته القوية.

أحد اللحظات البارزة كمدرب كانت عندما قرر روي كين أن يبرز استياءه بطريقة فريدة. حيث قام بركل لوحة التدريب بحركة كاراتيه عنيفة خلال استراحة المباراة. كما كان يتبع أسلوبًا حياتيًا يتمثل في الصراخ والتوبيخ العنيف للاعبين. مما جعله مدربًا لا يحظى بالتقدير.

عندما كانت هناك تكهنات حول احتمالية توليه مهمة تدريب فريق مانشستر يونايتد بعد اعتزال السير أليكس فيرغسون. كشفت تقارير صحفية منها “الديلي ستار” وتقرير “بليشر” أن سلوك كين العنيف وتنمره على اللاعبين كانا السبب في تحول الفريق عن فكرة التعاقد معه.

السير أليكس فيرغسون: سيد الرعب في عالم التحكيم

رغم الصورة الهادئة والرزينة التي يُظهرها الكثيرون للمدرب التاريخي لفريق مانشستر يونايتد. السير أليكس فيرغسون، إلا أن الحقيقة تكمن في عكس ذلك تمامًا. فقد كان فيرغسون يتسم بالعصبية والتصرفات القوية. حيث كان يلجأ إلى انتقاد اللاعبين بشكل صريح في غرفة تبديل الملابس. وكان لا يتردد في إلقاء الكلمات القاسية على الصحافيين. ولم يكتف بذلك، بل كان يتسم بالقسوة مع الحكام، حيث كان يعتبر مُرعبًا لهم ويسعى لترهيبهم.

أكد أرسين فينغر، المدرب السابق لفريق آرسنال. أن الجميع في عالم كرة القدم الإنجليزية كان يخاف من فيرجسون خلال فترة تواجده في أولد ترافورد. وكان يتمتع بسيطرة نفسية تجاه الحكام والصحافة. ووصلت عصبية فيرغسون إلى ذروتها في فبراير 2003 عندما اندلعت مشادة بينه وبين ديفيد بيكهام. نجم مانشستر يونايتد آنذاك، في غرفة ملابس الفريق، حيث ألقى فيرغسون حذاءًا على بيكهام.  متسببًا في جرح فوق عينه، وتبع ذلك رحيله عن النادي.

جوزيه مورينيو: “ترامب” كرة القدم

يُعتبر جوزيه مورينيو، المدرب الحالي لنادي روما، واحدًا من أكثر المدربين عصبية وغضبًا في عالم كرة القدم. يُعامل مورينيو الحكام كمن يعتبرهم “خونة وعملاء”، وفقًا لمجلة التايم البريطانية. وصفت “منصة جول” التصرفات العدوانية لمورينيو بأنها “مخزية”، مُشبهة إياه بـ “دونالد ترامب” في عالم كرة القدم.  خاصة بعد خسارة روما في نهائي الدوري الأوروبي أمام إشبيلية الإسباني الموسم الماضي.

كانت لحظات تذكر من حلبة المصارعة WWE حينما انتظر مورينيو الحكم أنتوني تايلور في موقف سيارات الفرق والحكام بملعب بوشكاش، حيث حاول الهجوم عليه ووصفه مع مساعديه بألقاب مثل “الفاسدون” و”المحتالون”. واعتبر تعاملهم مع خسارة روما أمام إشبيلية “وصمة عار”.

هذا السلوك العدواني كاد أن يتسبب في تعرض الحكم وعائلته للخطر من قبل جماهير نادي روما. الذين هاجموه وحاولوا الاعتداء عليه في المطار أثناء عودته إلى بلاده.

ولا ينسى جمهور تشلسي الإنجليزي كيف أثرت معاملة مورينيو السيئة تجاه اللاعبين. حيث أدت إلى رحيل بعض النجوم الذين أبرزوا أنفسهم خارج النادي، بما في ذلك محمد صلاح، هداف ليفربول الحالي.

لويز فيليبي سكولاري: إذا كنت تعتقد أن مورينيو مجنون… انتظر حتى تلتقي بـ بيغ فيل

حتى في عالم كرة القدم، حيث تُعتبر اللعبة غير تقليدية في كثير من الأحيان، يبرز لويز فيليبي سكولاري. المدرب السابق لمنتخبي البرازيل والبرتغال، بشكل فريد. يتسم سكولاري بسرعة غضبه وصراحته الشديدة بطريقة عجيبة. وكان يبدي إعجابًا شديدًا بالدكتاتور التشيلي أوغستو بينوشيه. ومن بين غرائبه. كان يحمل تماثيل صغيرة وطلب من لاعبيه وضع حصى في جواربهم، معتقدًا أنها “مقدسة”، وفقًا لما ذكرته صحيفة “بلفاست تيلغراف”.

وأصبح معروفًا بعدائه للصحفيين والحكام، حيث يندرج تهجمه واعتداؤه عليهم في سياق استثنائي. كما وصل إلى درجة الاعتداء على اللاعبين، ويُذكر مشهدًا مثيرًا حين لكم لاعبًا صربيًا، إيفيكا دراغوتينوفيتش. على رأسه أثناء تدريبه لمنتخب البرتغال. حيث يمكن العثور على لقطة هذا الحدث عبر كتابة كلمتي “سكولاري” و”لكمة” على منصة يوتيوب.

لماذا يثور المدربون ويتنمرون، وما هي الآثار الضارة على اللاعبين؟

غضب المدربين ينبع من رغبتهم في تحقيق أداء متميز ونتائج إيجابية للفريق الذي يشرفون عليه. تأتي هذه الضغوط من الحقيقة الصارمة التي تفرض على المدربين مسؤولية النتائج والأداء. حيث يكونون المسؤولين الأساسيين عن تحقيق النجاح أو الفشل. ضغط هؤلاء المدربين يشكل عبئًا نفسيًا وعصبيًا كبيرًا. مما يظهر عادة عبر تصرفاتهم العصبية والغاضبة والتنمر على الحكام والصحفيين، وحتى على اللاعبين أنفسهم.

العديد من المدربين قد فقدوا وظائفهم ومراكزهم بسبب تراجع أداء الفرق التي كانوا يشرفون عليها. مما يجعلهم يعيشون في بيئة مليئة بالضغوط النفسية. العنصر السيكولوجي للمدرب يلعب دورًا أيضًا في تشكيل سلوكهم. حيث يظل المدربون الذين كانوا عصبيين وغاضبين في شبابهم، مثل روي كين على سبيل المثال. يظلون على نفس النهج بمرور الوقت وعند توليهم مسؤوليات التدريب.

غالبًا ما يغفل العديد من المدربين عن التأثير السلبي الذي قد يترتب على تصرفاتهم على تماسك الفريق وأدائه. كما قد ينعكس هذا التصرف على اللاعبين الشبان الذين يتلقون تدريبهم. مما قد يؤدي في بعض الحالات إلى تدمير مستقبلهم الرياضي وتوقفهم عن ممارسة اللعبة.

في هذا السياق، قامت منصة “سبورت سايكولوجي تودي”، المتخصصة في طب النفس الرياضي. بنقل اقتباس من أحد لاعبي كرة القدم الشبان البالغ من العمر 16 عامًا، الذي صرح قائلاً: “عندما التحقت بالمدرسة الثانوية. كنت رياضيًا متميزًا بثقة عالية، ولكن بعد سنتي الأولى بدأت أفقد الاهتمام. لقد كرهت التدريب لأنني كنت دائمًا أشعر بالقلق والخوف من المدرب، وإحراجه لي أمام زملائي”.

وأضاف اللاعب الشاب: “وصل الأمر إلى النقطة التي كنت أختلق فيها الأعذار للخروج من التدريب. وكنت أتمنى أن أجلس على مقاعد البدلاء حتى لا أشعر بالقلق والخوف بعد الآن. كنت أعلم أن المدرب كان صارمًا. ولم يكن لدي أي مشكلة في القيام بعمل إضافي، ولكن عندما يقف في وجهي، ويصرخ بي، ويحرجني أمام الفريق. فهذا يجعلني أتساءل عن سبب استمراري في اللعب”.

توقف هذا اللاعب الشاب عن اللعب، وهو واحد فقط من بين العديد من اللاعبين الشبان الذين أُنهِيت مسيرتهم الرياضية في وقت مبكر بسبب تصرفات المدربين وتنمرهم. وهو موضوع لم يتم الكشف عن اسمه من قبل المنصة.

“تأثير الغضب والتنمر على ثقة اللاعب بنفسه: تدمير الإيمان بالأداء والدور الرياضي”

قد يتسبب الغضب المفرط والتنمر في تدمير ثقة اللاعب بنفسه. عندما يتعرض الرياضيون للتهديد والتمييز من قبل المدربين، يتشككون في قدرتهم على الأداء، مما يجعلهم يشعرون بالشك في دورهم وأهميتهم، وربما حتى في أهمية اللعبة بأكملها بالنسبة لمستقبلهم.

اللاعبون الذين يتعرضون للتنمر يجدون صعوبة في التركيز على الجوانب الأساسية التي يجب أن يركزوا عليها، مما يؤثر على قراراتهم في الملعب. ينشغلون بأسئلة مثل “هل يجب علي أن أسدد الكرة؟ هل يجب علي تمرير الكرة؟ هل يجب أن أتخلص من الكرة بسرعة؟”، حيث يتركزون على الأمور الخاطئة خلال المباراة، نتيجة لتوجيه اهتمامهم نحو الحصول على استحسان المدرب أو تجنب غضبه. وهكذا، يصبح الخوف عدوًا لعقلية اللعبة والعدو الرئيسي للرياضيين.

لكي يتمتع الرياضيون الشبان بالرياضة ويستمتعون بها، يحتاجون إلى الشعور بالثقة والأمان. يتعين على المدربين بذل الجهد لتحقيق ذلك بدلاً من التصرف بشكل غاضب أو التنمر على الرياضيين والحكام والصحفيين وكل ما يحيط بهم. إن الغضب هو أول عدو للمدربين، ولكن قد لا يكونون على دراية بهذا الأمر.

اقرأ أيضاً : بالصور .. ميسي يقدم هاتف iPhone مرصع بالذهب لأصدقائه بتكلفة تزيد عن 7 ملايين دولار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات