اقتياد “غالاكسي ليدر” إلى ميناء الحديدة في اليمن وسفينتين في البحر الأحمر تغيران مسارهما
في أحداث ملحمية تعكس التوترات الإقليمية والتحديات البحرية، تم اقتياد "غالاكسي ليدر"، السفينة الضخمة لنقل الحديدة، إلى ميناء الحديدة الاستراتيجي في اليمن.
أفادت الشركة المالكة للسفينة “غالاكسي ليدر” بأن جماعة الحوثي قادتها إلى ميناء الحديدة الواقع غرب اليمن. في ظل هذا السياق. كشفت بيانات ملاحية أن سفينتين أخريين تابعتين للشركة قد قامتا بتغيير مسارهما في البحر الأحمر. مع مخاوف من تكرار المصير الذي تعرضت له السفينة “غالاكسي ليدر”.
وأعلنت شركة “غالاكسي ماريتايم”، التي تسجل في جزيرة “آيل أوف مان”. عن فقدان جميع وسائل الاتصال مع سفينتها التي احتجزها الحوثيون يوم الأحد. وأوضحت الشركة في بيان أن عناصر عسكرية اقتحموا السفينة بشكل غير قانوني عبر طائرة مروحية. وأشارت إلى أن السفينة حالياً توجد في ميناء الحديدة باليمن.
أظهرت لقطات مصورة بثتها جماعة الحوثي. عملية نزول مسلحين من طائرة مروحية وسيطرتهم على سفينة شحن تعود جزئياً لرجل أعمال إسرائيلي وتديرها شركة يابانية.
وأعلنت الجماعة أن احتجازها للسفينة يأتي تضامنًا مع قطاع غزة الذي يتعرض للعدوان الإسرائيلي. الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 13 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.
وتظهر المشاهد هبوط مروحية على سطح السفينة. حيث نزل عدد من مقاتلي الحوثيين لتنفيذ عملية انتشار على متن السفينة، حيث اقتحموا غرفة القيادة دون مقاومة من الطاقم.
أثار الحادث ردود فعل حادة من قبل الجهات الإسرائيلية والأمريكية. حيث اعتبر الجيش الإسرائيلي أن الواقعة تمثل “تهديدًا خطيرًا على مستوى عالمي”. بينما وصفت رئاسة الوزراء الإسرائيلية الحادث بأنه “عمل إرهابي إيراني”.
وأدلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بتصريح قائلاً: “شهدنا أمس حدثاً غير مسبوق. لأول مرة نشهد إعلانًا رسميًا عن اقتحام قراصنة لسفينة في المياه البحرية العالمية. وهو أمر يمثل تهديداً كبيرًا للنظام الدولي وسيادة القانون”.
وأكدت السلطات الإسرائيلية أن السفينة التي تعرضت للاقتحام تعود لبريطانيا وتديرها شركة يابانية. وتوجد حاليا في منطقة جنوب البحر الأحمر.
من جهتها، أكدت البحرية الأميركية أن سفينة “غالاكسي ليدر” تم اختطافها على بُعد نحو 50 ميلاً غرب ميناء الحديدة. الذي يسيطر عليه الحوثيون، مشيرة إلى ضرورة أن تظهر السفن “حذرًا عاليًا” عند مرورها في هذه المنطقة.
واعتبر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر. أن “احتجاز الحوثيين لسفينة غالاكسي ليدر في البحر الأحمر يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”. وأضاف: “نطالب بالإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها. وسنتشاور مع حلفائنا وشركائنا في الأمم المتحدة لاتخاذ الخطوات التالية المناسبة”.
وفي سياق متصل، طالب كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية الحوثيين بالإفراج الفوري عن السفينة. معربًا عن رغبة طوكيو في الحصول على دعم من السلطات السعودية والعمانية والإيرانية للعمل المشترك من أجل تحقيق إطلاق سريع للسفينة وطاقمها.
تعتمد سفينتان تجاريتان تحت إدارة “شركة راي كار كاريارز”. وهما غلوفيز ستار وهيرميس ليدر، على تحويل مسار رحلتيهما في البحر الأحمر وخليج عدن. مشددتين على حذرهما من تكرار مصير سفينة “غالاكسي ليدر”.
تحويل المسار
في هذا السياق، قامت السفينة “هيرميس” بتغيير مسار رحلتها عندما كانت متجهة إلى الجنوب من ميناء “نشطون” في اليمن. وأشارت أمبري البريطانية للأمن البحري إلى أن “هيرميس” استمرت في رحلتها وعادت إلى نفس الاتجاه السابق. مما يظهر وجهة جديدة على نظام تتبع السفن، وتبين أن هذه الوجهة هي هامبانتوتا في سريلانكا.
وفقًا لبيانات نظام تتبع السفن المعروف باسم “إيه آي إس”. فإن السفينة “غلوفيز ستار” تعرضت لانجراف في البحر الأحمر لعدة ساعات قبل أن تستأنف رحلتها. وأفادت وكالة رويترز بأن هاتين السفينتين مرتبطتين بنفس الشركة التي تعرضت للاستيلاء عليها من قبل الحوثيين في وقت سابق.
وفي هذا السياق، صرح المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين، يحيى سريع. بأن الجماعة تعتزم استهداف جميع السفن التي تملكها أو تديرها شركات إسرائيلية أو تحمل العلم الإسرائيلي. ودعا سريع جميع دول العالم إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن وتجنب شحن أو التعامل معها.
اقرأ أيضاً: تقديرات وول ستريت جورنال: وجود 100 ألف جندي إسرائيلي عند حدود لبنان