استراتيجية طموحة للمائة عام القادمة .. كيف تخطط تركيا للاستفادة القصوى من مياهها؟
تستعد وزارة الزراعة والغابات التركية ، التي تريد الاستفادة من مواردها المائية الحالية حتى آخر قطرة ، لإطلاق استراتيجية جديدة في كانون الثاني (يناير) المقبل لتحقيق أقصى استفادة من مياهها وتقليل الفاقد إلى أدنى مستوى ممكن.
على الرغم من أن تركيا محاطة بالمياه من ثلاث جهات ، إلا أنها ليست دولة غنية بمياه الشرب والزراعة. في الواقع ، ظهرت مؤخرًا تفاصيل الاستراتيجية المائية الطموحة للـ 100 عام القادمة . والتي ستنفذها وزارة الزراعة والغابات التركية ، لمواجهة هذه المشكلة التي قد تتفاقم بفعل ظاهرة التغير المناخي. في بداية العام المقبل ، تحت اسم “استراتيجيات كفاءة المياه وخطة العمل في إطار مناخي متغير” ، سيتم تخفيض فاقد المياه من 33٪ إلى 25٪ أو أقل.
لهذا الغرض ، أعدت الوزارة رؤية لمائة عام قادمة. وفقًا لذلك ، سيتم تحديد كيفية استخدام الموارد المائية التي ستمتلكها تركيا في القرن المقبل وحمايتها. بالإضافة إلى توقيع بروتوكولات “الأخوة المائية” بين البلديات حتى عام 2023 ، كذلك تهدف الوزارة إلى توعية المواطنين ونشر شعار “وطن الماء”.
وتستعد وزارة الزراعة والغابات ، التي تريد الاستفادة من الموارد المائية الحالية حتى آخر قطرة . لإطلاق استراتيجية جديدة في يناير من خلال اتخاذ تدابير مكثفة لمنع الخسائر في الحياة الحضرية والمناطق المحمية. والرقابة البلدية والأراضي الزراعية.
الكثير من المياه في تركيا وقليل من موارد المياه العذبة
على الرغم من أن ثلاثة أرباع العالم مغطاة بالمياه ، فإن موارد المياه العذبة المتاحة للبشر لا تمثل سوى 1٪ من إجمالي المياه. بسبب تأثيرات مثل تغير المناخ والاحتباس الحراري ، من المتوقع أن تنخفض الموارد المائية بنسبة 25٪ في بعض البلدان ، بما في ذلك تركيا ، في القرن المقبل.
هذا يمكن أن يسبب ما يسمى “الإجهاد المائي”. وطريقة منع ذلك هي ترشيد الاستخدام وإدخال تقنيات زراعية جديدة . وكذلك استخدام المياه بحكمة ومنع الهدر والتنقية. و فيما يلي ركائز الاستراتيجية الجديدة:
تقليل الفاقد
وفقًا لبيانات الوزارة ، يبلغ متوسط الفاقد من المياه في المناطق الخاضعة للإدارة البلدية في تركيا 33٪ . أي أن ثلث المياه النظيفة المتوفرة تضيع دون استخدامها. كذلك في بعض دول العالم ، تتراوح هذه الخسارة ما بين 8-24 في المتوسط.
وفقًا لذلك ، تهدف الوزارة إلى تقليل هذه الخسارة إلى أقل من 25 في المائة في المناطق الخاضعة لسيطرة البلدية في تركيا. عندما يتم تقليل الفاقد في المياه من 33 في المائة إلى 25 في المائة ، ولن يتم إهدار المياه المكافئة لاحتياجات العاصمة من المياه لمدة عامين. كذلك سيتم تحقيق وفورات عالية جدًا إذا تم تخفيضها إلى 10٪.
استخدام مياه الصرف الصحي
الركيزة الأخرى للاستراتيجية الجديدة هي إعادة تقييم طرق استخدام مياه الصرف الصحي. خاصة وأن 44٪ من مياه الصرف الصحي في تركيا قابلة لإعادة الاستخدام. وهذا يعني 3 مليارات و 200 مليون متر مكعب من المياه القابلة لإعادة الاستخدام سنويًا.
من إجمالي 3.2 مليار متر مكعب من المياه ، 65٪ للاستخدام الزراعي ، 22٪ للاستخدام البيئي ، 10٪ للصناعة. 2٪ لإعادة تغذية المياه الجوفية ، 1٪ للمناظر الطبيعية و 1٪ لموارد مياه الشرب.
جمع مياه الأمطار
على الرغم من أن المطر يعمل بشكل جيد للغاية بالنسبة للزراعة. إلا أنه عندما لا يتسبب في حدوث فيضانات أو أضرار جسيمة في المراكز الحضرية ، فإنه يضيع في المجاري. ومع ذلك ، فإن حصاد مياه الأمطار يستخدم أيضًا كمصدر مهم للمياه في البلدان المتقدمة.
ولهذه الغاية ، سيتم تنفيذ مشاريع تجميع مياه الأمطار من خلال دعم التقنيات الحديثة والمتقدمة وبدء التعاون مع الحكومات المحلية.
تقليل الخسائر في القطاع الزراعي
بسبب طرق الري التقليدية في الزراعة ، تصل كفاءة الري إلى 50٪ في جميع أنحاء البلاد. لذلك ، تم اتخاذ تدابير لزيادة هذا المعدل إلى 55٪. ومع ذلك ، فإنه يهدف إلى زيادة هذا الرقم إلى 75٪ بالاستراتيجية الجديدة.
من أجل تحقيق هذا الهدف ، توفر وزارة الزراعة والغابات التركية دعمًا بنسبة 50 في المائة لأنظمة الري الحديثة. وسيستمر أولئك الذين يتحولون إلى أنظمة الري الحديثة مثل الري بالتنقيط والرش في تلقي منح دعم تصل إلى 500 ألف ليرة.
بالإضافة إلى ذلك ، ستدعم الوزارة مشروعات الاستزراع المائي في نطاق استراتيجية “الزراعة بالمياه”. وتهدف الوزارة إلى “الاستفادة القصوى مع الحد الأدنى من المياه”. حيث تم الانتهاء من مخططاتها في 6 أحواض ، وتستمر الأعمال التحضيرية في 11 حوضًا. كما تم إعداد خطط إدارة الجفاف وسيتم اتخاذ الإجراءات لزراعة النباتات التي تستهلك أقل كمية من المياه في كل بركة.
تقنيات الإنتاج النظيف
ركيزة أخرى للخطة هي الحد من تلوث المياه من خلال الإنتاج الأنظف. كذلك تهدف إلى إنتاج لا يحتوي على نفايات كيميائية لإعادة استخدام المياه. يعد تقليل النفايات بنسبة 25-30٪ إضافة كبيرة في تركيا . حيث يمكن للشخص إهدار 5 زجاجات من الماء يوميًا إذا كان مهملاً.
يتطلب ذلك استخدام تقنيات متطورة ونظيفة عند تنقية المياه وجمعها واستخدامها. وسيتم إجراء دراسات حول هذا الموضوع بشكل لا يلوث طبيعة تركيا.
اقرأ أيضاُ: كيف ستصبح تركيا من أهم دول المنطقة في مجال تخزين الطاقة؟
