مدونات

نتنياهو بين الضغوط الأميركية وتصاعد التوتر في سوريا: قراءة معمقة في المشهد الإقليمي

تباين الرؤى بين واشنطن وتل أبيب حول مستقبل سوريا بعد الشرع

يتصاعد الجدل السياسي في الشرق الأوسط يوما بعد يوم. ويزداد المشهد سخونة مع دخول سوريا مرحلة انتقالية حساسة. وتبرز في قلب هذا المشهد علاقة معقدة تجمع واشنطن وتل أبيب ودمشق. لذلك يثير كل تصريح أميركي جديد موجات من التحليل والتساؤلات. ويظهر ذلك بشكل واضح عندما كشف مسؤولان أميركيان كبيران عن قلقهما المتزايد من النهج الإسرائيلي داخل سوريا. ويعتقد هذان المسؤولان أن هذا النهج قد يهدد التوازن الإقليمي. وقد يعرقل المساعي الأميركية الهادفة إلى بناء ترتيبات أمنية جديدة بين سوريا وإسرائيل.

ومن أجل فهم الصورة الكبرى، لا بد من تحليل خلفيات هذا الموقف الأميركي. كذلك يجب دراسة تأثير العمليات الإسرائيلية المتكررة داخل الأراضي السورية. كما يتطلب الأمر فهم التغيرات في سوريا منذ وصول الرئيس أحمد الشرع إلى السلطة بعد سقوط نظام الأسد في نهاية عام 2024. وبالإضافة إلى ذلك، من المهم رصد التباين بين أسلوب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتوجهات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التعامل مع الملف السوري.

وفي هذا التقرير، نقدم قراءة موسعة ومعمقة. ونوضح فيها كيف تتقاطع مصالح الأطراف الثلاثة. ونكشف أسباب الغضب الأميركي المتصاعد. كما نسلط الضوء على خطورة التصعيد الإسرائيلي على مستقبل الاتفاق الأمني الذي تعمل عليه واشنطن. وسوف نعرض المعلومات بطريقة احترافية. وسوف نحرص على تحقيق شروط السيو. كما سنستخدم نقاط بدل الفواصل. وسنحافظ على جمل قصيرة وواضحة. وسنضمن الانتقال السلس بين الأفكار.


قلق أميركي من تصرفات نتنياهو داخل سوريا

• كشف موقع أكسيوس عن مضمون تصريحات لمسؤولين أميركيين بارزين.
• أوضح المسؤولان أن الغارات الإسرائيلية داخل سوريا أصبحت مصدر قلق كبير.
• أشارا إلى أن استمرار هذه الهجمات قد يؤدي إلى زعزعة استقرار سوريا.
• أكدا أن ذلك قد يعرقل الجهود الساعية لصياغة اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل.
• قال أحدهما إن نتنياهو يبالغ في تقدير المخاطر.
• ذكر المسؤول أن نتنياهو “يرى أشباحا في كل مكان”.
• أوضح أن واشنطن تحاول إقناع نتنياهو بوقف عملياته.
• قال المسؤول: “نحاول إقناع بيبي بوقف هذا”.
• أضاف أيضا أن استمرار هذه السياسة قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
• أكد المسؤول أن نتنياهو قد “يدمر نفسه بنفسه” إذا واصل النهج ذاته.

يبدو هذا التصعيد في اللهجة الأميركية غير معتاد. خصوصا أن العلاقات بين واشنطن وتل أبيب عادة تقوم على التنسيق الوثيق. ومع ذلك، يرى الأميركيون أن توقيت العمليات الإسرائيلية في سوريا شديد الحساسية. ويرتبط ذلك بتغيرات سياسية داخل دمشق. ويرتبط أيضا بمساعٍ أميركية لإعادة تشكيل البيئة الأمنية في المنطقة.


سوريا بين مرحلة انتقالية ومحاولات استعادة التوازن

• يعتقد المسؤولون الأميركيون أن سوريا تختلف عن لبنان من ناحية السلوك السياسي.
• قال أحدهم إن سوريا “لا تريد مشاكل مع إسرائيل”.
• أكد أن الوضع السوري لا يشبه الحالة اللبنانية.
• أشار إلى أن دمشق تحاول تجنّب التصعيد مع تل أبيب.

وتستند هذه الرؤية إلى عدة عوامل. فالقيادة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع تسعى لإعادة بناء الدولة. وترغب في تقليل التوتر الإقليمي. كما تريد استعادة مكانتها الإقليمية عبر علاقات أكثر توازنا. لذلك تعتبر واشنطن أن الوقت الحالي ليس مناسبا لأي توتر عسكري.

وفي المقابل، يرى نتنياهو أن أي فرصة لتعزيز الوجود الإسرائيلي داخل سوريا يجب استغلالها. ويعتقد أن سوريا لا تزال مسرحا لنفوذ جهات غير حكومية. ويرى أن هذا يشكل تهديدا مباشرا لإسرائيل. لذلك يصرّ على توجيه ضربات متكررة ضد ما يسميه “بؤر التهديد”.

لكن واشنطن ترى أن هذا التفكير قديم. وترى أنه لا يتماشى مع الواقع السياسي الجديد داخل سوريا.


الولايات المتحدة كانت تعمل على اتفاق أمني… ثم جاء التصعيد

• قال المسؤولان الأميركيان إن تصرفات نتنياهو عرقلت خطوات مهمة.
• أكدا أن واشنطن كانت تقترب من تفاهم أمني بين سوريا وإسرائيل.
• ذكرا أن هذا الاتفاق كان يمهد لانضمام دمشق إلى اتفاقيات أبراهام.
• أوضحا أن هذا المسار كان يمثل فرصة نادرة.
• رأيا أن استمرار العمليات الإسرائيلية يهدد كل هذه الجهود.

وتشير هذه المعلومات إلى وجود مشروع غير معلن. مشروع تسعى واشنطن من خلاله إلى دمج سوريا في مسار التطبيع الإقليمي. وهذا الطموح ليس جديدا. لكنه أصبح أكثر واقعية بعد تغيير السلطة في دمشق. غير أن العمليات الإسرائيلية الأخيرة جعلت هذا المشروع أكثر هشاشة. مما دفع واشنطن إلى رفع صوتها لأول مرة ضد تل أبيب بلهجة شديدة.


عملية بيت جن… الشرارة التي فجّرت الغضب الأميركي

• نفذت إسرائيل عملية برية في بلدة بيت جن قرب دمشق.
• حدثت العملية يوم الجمعة الماضي.
• قُتل خلالها نحو 13 مدنيا سوريا نتيجة غارات جوية.
• سبقت العملية مواجهة بين جنود إسرائيليين ومسلحين.
• أعلنت إسرائيل أنها كانت تسعى لاعتقال أعضاء في “تنظيم الجماعة الإسلامية”.
• قالت إن هذا التنظيم نشط في لبنان.

لكن الجانب الأميركي رأى أن العملية كانت متهورة. ورأى أنها تسببت بتوتر شديد. كما رأى أنها هددت قدرة واشنطن على ضبط الإيقاع في مرحلة سياسية حساسة داخل سوريا.

وتصاعد الغضب الأميركي بسبب نقطتين أساسيتين:
• البيت الأبيض لم يتلقّ إشعارا مسبقا بالعملية.
• إسرائيل لم تبلغ سوريا عبر القنوات العسكرية كما اعتادت سابقا.

يمثل هذا السلوك تغييرا في نمط التنسيق بين الجانبين. ويعد ذلك مؤشرا على أن نتنياهو يعمل منفردا في بعض الملفات. وهذا ما يقلق واشنطن التي تريد إدارة المشهد الإقليمي بدقة.


ترامب يوجه رسالة حادة لإسرائيل

• كرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحذيره لتل أبيب.
• دعا الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف عن التدخل في الشأن السوري.
• شدد على ضرورة الامتناع عن أي خطوة قد تعرقل الانتقال السياسي.
• كتب ترامب منشورا على منصة “تروث سوشيال”.
• قال إن إدارته “راضية جدا” عن أداء الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع.
• أكد أن على إسرائيل الحفاظ على حوار قوي مع دمشق.
• شدد على ضرورة عدم إلحاق الضرر بفرصة سوريا نحو الازدهار.

وتكشف هذه الرسالة عن نهج جديد يتبناه ترامب تجاه سوريا. فهو يريد تقديم تقدم سياسي في المنطقة كإنجاز كبير لإدارته. ويرى أن استقرار سوريا يمثل بوابة مهمة نحو إعادة تشكيل التوازن الإقليمي. لذلك يرفض أي عمل إسرائيلي قد ينسف هذا المسار.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن ترامب تحدث هاتفيا مع نتنياهو. وكان الهدف من المكالمة هو تهدئة التوتر بين تل أبيب ودمشق. وتم ذلك ضمن جهود أميركية مكثفة لمنع انفلات الأمور في المنطقة.


مقاربة مختلفة: تحليل الباحث عماد أبو عواد

• قال الباحث في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد للجزيرة نت إن ترامب ونتنياهو متفقان على الجوهر.
• أوضح أن الطرفين يريان ضرورة الحفاظ على أمن إسرائيل.
• أكّد أن الطرفين متفقان على الإبقاء على وجود عسكري إسرائيلي في بعض المناطق العازلة.
• لكنه أشار إلى وجود اختلاف واضح في طريقة التنفيذ.
• قال إن ترامب يريد تحقيق الأهداف عبر اتفاق أمني.
• قال أيضا إن نتنياهو يعتمد على القوة العسكرية لتحقيق الغايات ذاتها.
• يرى أن نتنياهو قد يسعى لتوسيع أهدافه لاحقا.

هذه القراءة تفسر جذور الخلاف بين الطرفين. إذ يرى ترامب أن الاتفاق الأمني يمكن أن يمنح واشنطن وتل أبيب مكاسب سياسية. بينما يرى نتنياهو أن القوة هي الخيار الأفضل. وهذا التباين أدى إلى توتر واضح في العلاقة مؤخرا.


تاريخ من الانتقادات الأميركية للعمليات الإسرائيلية في سوريا

• ليست هذه المرة الأولى التي تنتقد فيها واشنطن سلوك إسرائيل في سوريا.
• بعد ضربات إسرائيلية على دمشق في يونيو الماضي، قال مسؤول أميركي إن نتنياهو “تصرف بجنون”.
• قال أيضا إن إسرائيل “تقصف كل شيء طوال الوقت”.
• رأى أن هذا النهج يقوض ما تحاول إدارة ترامب فعله.

ويوضح هذا التاريخ أن الخلاف ليس جديدا. لكنه أصبح أكثر وضوحا مع تقدم المسار السياسي الجديد في سوريا. ولذلك يرى مراقبون أن المواجهة السياسية بين واشنطن وتل أبيب قد تتصاعد إذا واصل نتنياهو التصرف بطريقة أحادية.

يبدو أن المنطقة تقف على مفترق طرق حساس. فهناك مشروع أميركي يسعى لإدماج سوريا في مسار سياسي جديد. وهناك رغبة إسرائيلية في توسيع هامش العمل العسكري داخل سوريا. وبين هذين المسارين تبرز خلافات جوهرية. وتزداد حدة هذه الخلافات مع كل عملية إسرائيلية جديدة.

وتؤكد تصريحات المسؤولين الأميركيين أن صبر واشنطن بدأ ينفد. وتؤكد أيضا أن الولايات المتحدة تريد ضبط إيقاع الأحداث بدقة. ومن المحتمل أن تزداد المواجهة السياسية بين الجانبين إذا لم يغيّر نتنياهو أسلوبه. وقد يؤثر ذلك على مستقبل المنطقة وعلى شكل التحالفات الجديدة.

ومن الواضح أن سوريا أصبحت مركزا رئيسيا في معادلة الصراع. ولذلك تحاول واشنطن حماية الاستقرار داخلها من أي توتر جديد. ومع ذلك، يبقى الطريق نحو اتفاق أمني طويلا. ويحتاج هذا الطريق إلى تعاون واضح بين واشنطن وتل أبيب ودمشق. وفي حال تجاهلت إسرائيل النداءات الأميركية، فقد تدخل المنطقة فصلا جديدا من التوتر.

اقرأ كذلك: الصراع بين الصين وأميركا في المحيط الهادي وسباق النفوذ بين 12 دولة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات