من أين يأتي فيروس الإيدز؟ وما هي الأعراض التي يسببها؟
فيروس الإيدز يعود أصله إلى القرود في أفريقيا، وينتقل بشكل رئيسي عبر السوائل الجسدية. تظهر علامات الإصابة بتعب مستمر وفقدان وزن غير مبرر. الوقاية تشمل استخدام واقيات وتجنب مشاركة الأدوات الحادة. التوعية تلعب دورًا حيويًا في تقليل انتقال العدوى والحفاظ على الصحة.
فيروس نقص المناعة البشرية “إتش آي في” (HIV) هو عبارة عن فيروس يستهدف جهاز المناعة في جسم الإنسان. إذا لم يتم معالجة هذا الفيروس، يتطور إلى مرحلة تعرف باسم متلازمة نقص المناعة المكتسبة (AIDS)، المعروفة بشكل شائع باسم “الإيدز”. تعرّف على آثار هذا الفيروس وكيف ينتقل، وتفاصيل المتلازمة التي يُمكن أن تظهر في حالة عدم المعالجة.
دور الفيروس القهقري في عملية انتقال فيروس نقص المناعة البشرية
ينتمي فيروس نقص المناعة البشرية إلى عائلة الفيروسات القهقرية Retrovirus. كذلك يعمل هذا الفيروس عن طريق تحويل حمض النووي الريبوزي (RNA) الخاص به إلى حمض الدي إن إيه DNA عند وجوده في الخلية المضيفة. يتبع الفيروس هذه العملية بدمج حمضه النووي في حمض النووي للخلية المضيفة، مما يتيح له التكاثر.
عندما يتم استهداف الخلايا بواسطة الفيروس، يتم توجيه الخلايا إلى إنتاج الحمض النووي الريبوزي والبروتينات التي تساهم في تكوين الفيروس. تتمثل خصوصية الفيروس القهقري في العملية المعاكسة للعملية الطبيعية للخلايا، حيث يسمح للفيروس بتكرار نفسه والانتقال بشكل فعّال في الجسم. يتسارع هذا الأمر بتكرار العمليات عبر انقسام الخلايا، مساهمًا بشكل كبير في انتشار الفيروس داخل الجسم.
الأصل التاريخي لفيروس الإيدز وانتقاله إلى البشر
فيروس العوز المناعي البشري، المعروف بشكل شائع بالإيدز، يعود أصله إلى نوع من الشمبانزي في أفريقيا الوسطى.
وفقًا للدراسات، يُرجح أن فيروس نقص المناعة البشرية انتقل من الشمبانزي إلى البشر في نهاية القرن التاسع عشر، وفقًا لتقارير المراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والسيطرة. يُطلق على نسخة الفيروس في الشمبانزي اسم “فيروس نقص المناعة القردي” (simian immunodeficiency virus)، ومن المرجح أن انتقاله إلى البشر حدث عندما اصطاد البشر قردة الشمبانزي لأغراض استهلاك اللحوم، وتعرضوا لدمها الملوث.
كذلك وعلى مر العقود، انتشر فيروس الإيدز ببطء في جميع أنحاء أفريقيا، ثم انتقل في وقت لاحق إلى مناطق أخرى من العالم. وكان الفيروس حاضرًا في الولايات المتحدة على الأقل من منتصف وأواخر السبعينيات.
كيف يمكن التعرف على إصابة الفرد بفيروس نقص المناعة البشرية؟
الوسيلة الوحيدة للتحقق من إصابتك بفيروس نقص المناعة البشرية هي إجراء الاختبار.
اقرأ أيضاً : هل صحيح أم مجرد خرافة؟ فوائد عسل النحل في تسريع عملية شفاء الجروح
تتجلى أعراض فيروس نقص المناعة البشرية وأهمية الفحص الطبي
يشعر معظم الأفراد بأعراض تشبه الأنفلونزا في غضون 2 إلى 4 أسابيع بعد الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، و كذلك يمكن أن تظل هذه الأعراض حاضرة لبضعة أيام أو حتى عدة أسابيع. يجدر بالذكر أن وجود هذه الأعراض بمفرده لا يشير بالضرورة إلى إصابة الفرد بالفيروس، حيث هناك أمراض أخرى قد تتسبب في ظهور أعراض مماثلة.
هناك أيضًا أشخاص لا يظهر عليهم أي أعراض عند الإصابة بالفيروس. وللتحقق من حالة الفرد، يبقى إجراء الاختبار الطبي الوسيلة الفعّالة والضرورية.
مراحل فيروس نقص المناعة البشرية: من الإصابة الحادة إلى المرحلة المزمنة
مرحلة “إتش آي في” الحادة (Acute HIV Infection):
تتميز هذه المرحلة بوجود كمية كبيرة من فيروس نقص المناعة البشرية في دم الأفراد، مما يجعلهم عرضة للعدوى بشكل كبير. يعاني الكثيرون من أعراض تشبه الأنفلونزا خلال هذه المرحلة. إذا كنت تعاني من أعراض مشابهة وتشك في تعرضك للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، يُفضل إجراء الاختبار الفوري.
مرحلة “إتش آي في” المزمنة (Chronic HIV Infection):
كذلك تُعرف هذه المرحلة أيضًا بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية دون ظهور أعراض أو كمون سريري. في هذه المرحلة، يظل فيروس نقص المناعة البشرية نشطًا ويستمر في التكاثر في الجسم. كما أنه قد لا تظهر أي أعراض على الأفراد، ولكن يمكنهم نقل الفيروس. الأفراد الذين يخضعون لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية قد لا يصلون إلى المرحلة الثالثة (الإيدز)، بينما يمكن أن تستمر هذه المرحلة لفترة زمنية طويلة قبل التقدم إلى المرحلة النهائية، حيث ترتفع كمية الفيروس في الدم (الحمل الفيروسي) ويحدث انتقال إلى المرحلة الثالثة (الإيدز).
التداول الخطير: مراحل متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)
متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز):
تعتبر هذه المرحلة من أشد مراحل إصابة الفرد بفيروس نقص المناعة البشرية.
كذلك يمكن للأفراد المصابين بالإيدز أن يحملوا حمولة فيروسية عالية، مما يزيد من احتمالية نقل فيروس نقص المناعة البشرية إلى الآخرين بسهولة. يُلاحظ أن الأفراد في هذه المرحلة يعانون من أضرار جسيمة في أنظمة المناعة، ويمكن أن يصابوا بعدد متزايد من العدوى الانتهازية وأمراض خطيرة أخرى.
كما أنه بدون العلاج المناسب لفيروس نقص المناعة البشرية، يعيش الأفراد المصابون بالإيدز عادةً لمدة حوالي 3 سنوات.
اليوم العالمي للإيدز: التفكير في التحديات وتعزيز الوعي
يحتفل العالم كذلك باليوم العالمي للإيدز في الأول من ديسمبر/كانون الأول من كل عام، ويهدف هذا الاحتفال إلى تشجيع الأفراد حول العالم على تعزيز الوعي بوباء الإيدز والعدوى بفيروسه، وإظهار التضامن الدولي في مواجهة هذا الوباء، وفقًا لتوجيهات منظمة الصحة العالمية.
في عام 2023، حمل اليوم العالمي للإيدز شعار “إعطاء زمام القيادة للمجتمعات”، لتسليط الضوء على الدور الحيوي الذي لعبته المجتمعات في تحديد مسار الاستجابة لفيروس العوز المناعي البشري وتأثيرها الجوهري على الصحة العامة.
هذا اليوم يُشكل فرصة للتأمل في التقدم المحرز حتى الآن وتعزيز الوعي بالتحديات المستمرة التي تواجه جهود القضاء على الإيدز بحلول عام 2030. كما يدعو إلى توحيد جميع الجهود لضمان نجاح الاستجابة لفيروس العوز المناعي البشري.
فيروس العوز المناعي البشري أسفر كذلك عن وفاة 40.4 مليون شخص. وكانت التقديرات تشير إلى وجود 39 مليون شخص مصاب بالفيروس في نهاية عام 2022. في العام نفسه. توفي 630 ألف شخص وأُصيب 1.3 مليون بالفيروس.
منظمات مثل الصندوق العالمي وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس العوز المناعي البشري/الإيدز لديها استراتيجيات عالمية لمكافحة الفيروس. متسقة مع أهداف التنمية المستدامة التي تهدف إلى إنهاء الجائحة بحلول عام 2030. كذلك يهدفون إلى تحقيق تشخيص 95% للأشخاص المصابين بالفيروس بحلول 2025، وضمان تلقي 95% منهم العلاج اللازم.
كما أن فيروس العوز المناعي البشري يستهدف خلايا الدم البيضاء، مما يضعف الجهاز المناعي ويجعل الفرد عرضة للإصابة بأمراض مثل السل والتهابات بكتيرية وبعض أنواع السرطان.
آليات انتقال فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)
ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق سوائل جسم الشخص المصاب بالفيروس، مثل الدم. وحليب الأم، والمني، والإفرازات المهبلية. ويمكن أيضًا انتقاله أثناء الحمل والولادة. حيث يمكن للطفل أن يصاب بالعدوى. يهمل الانتقال بشكل كبير خلال المخالطة اليومية الاعتيادية، مثل التقبيل، والعناقروالمصافحة، ولا يتم نقل العدوى من خلال مشاركة الأدوات الشخصية أو تبادل الطعام والماء.
استراتيجيات فعّالة للوقاية من الإيدز
الوقاية من الإيدز:
فيروس العوز المناعي البشري يُعتبر مرضًا يُمكن الوقاية منه.
لتقليل فرص الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري، يُنصح باتباع الخطوات التالية:
- استخدام الواقي الذكري أو الأنثوي: يعتبر استخدام وسائل الحماية مثل الواقي الذكري أو الأنثوي أمرًا ضروريًا لتجنب العدوى.
- إجراء اختبارات للكشف عن الإصابة: يُوصى بإجراء اختبارات دورية للتحقق من عدم وجود إصابة بفيروس العوز المناعي البشري والأمراض المنقولة جنسيًا.
- ختان طبي طوعي للذكور: يُعتبر الختان الطبي طوعيًا للذكور إحدى الإجراءات المساهمة في الوقاية من انتقال الفيروس.
كذلك تأخذ هذه الخطوات الوقائية دورًا هامًا في تحقيق مستوى أعلى من الحماية وتقليل انتقال فيروس العوز المناعي البشري بشكل فعّال.
علاج فيروس العوز المناعي البشري: المعالجة بمضادات الفيروسات القهقرية
علاج الإيدز:
تؤكد منظمة الصحة العالمية على عدم وجود علاج لعدوى فيروس العوز المناعي البشري. ولكن يتم التعامل مع هذه العدوى من خلال استخدام العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية. والتي تهدف إلى منع تكاثر الفيروس في الجسم.
وتوضح المنظمة أن العلاج الحالي بمضادات الفيروسات القهقرية لا يشفي من عدوى فيروس العوز المناعي البشري. ولكنه يساعد الجهاز المناعي للفرد على تعزيز قوته، مما يجعله قادرًا على مقاومة الأمراض الأخرى.
في الوقت الحالي، يُفضل تناول العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية يوميًا طوال فترة حياة الفرد المصاب. يُقلل هذا العلاج من كمية الفيروس في جسم الفرد، مما يؤدي إلى توقف الأعراض وتمكينه من العيش حياة كاملة وصحية.
اقرأ أيضاً : استخدام دم الحبل السري قد يكون مفيدًا في علاج بعض الأمراض
