استشهاد 4 في غزة والمستوطنون يحرقون 3 منازل بالضفة
تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة: استشهاد 4 فلسطينيين في غزة واعتداءات المستوطنين تواصل حرق المنازل وتجريف الأراضي في الضفة الغربية

استشهاد 4 فلسطينيين في غزة والمستوطنون يواصلون حرق المنازل في الضفة الغربية. شهدت الأراضي الفلسطينية اليوم الجمعة، سلسلة من الأحداث الدموية في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث استشهد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدفهم في غزة، في وقت استشهد فيه شاب فلسطيني آخر في الضفة الغربية، جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص عليه. كما قام مستوطنون إسرائيليون بتدمير ممتلكات فلسطينية، عبر حرق المنازل في الضفة الغربية، وإطلاق أعمال استفزازية في المناطق المختلفة.
استشهاد الشاب عمر عبد الحكيم داود اشتية في نابلس
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان رسمي اليوم الجمعة، عن استشهاد الشاب عمر عبد الحكيم داود اشتية (21 عامًا)، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة سالم، التي تقع شرق مدينة نابلس في الضفة الغربية. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت البلدة وأطلقت رصاصها الحي بشكل عشوائي على الفلسطينيين، ما أدى إلى استشهاد الشاب اشتية على الفور. وقد تسببت هذه الحملة العسكرية في اندلاع مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أسفرت عن إصابات عديدة، من بينها إصابة حرجة لشاب آخر.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان لها أن طواقمها تعاملت مع إصابة خطيرة لشاب آخر أصيب في الرأس جراء الرصاص الحي في بلدة سالم، حيث تم نقله بسرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج. وفي هذا السياق، أشار شهود عيان إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة بقوة، وأقدمت على إطلاق النار وقنابل الصوت، بالإضافة إلى الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى اندلاع المواجهات.
قوات الاحتلال تقتحم بلدة سالم وتنقض على السكان
أكد شهود عيان آخرون أن قوات الاحتلال تمركزت في الشوارع الرئيسية في بلدة سالم، وأطلقت الرصاص الحي بشكل مكثف، ما تسبب في مقتل الشاب اشتية. كما تواصلت الاشتباكات في المنطقة، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص على الفلسطينيين الذين كانوا يتجمعون في الشوارع، مما أدى إلى إصابات جديدة، بعضها في حالات حرجة. ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس، حيث يشهد الوضع الأمني في الضفة الغربية تصاعدًا في وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين.
المستوطنون يواصلون اعتداءاتهم في شمال الضفة الغربية
في سياق متصل، أفادت مصادر فلسطينية بأن مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين قد اقتحموا منطقة “نبع العوجا” شمال أريحا في الضفة الغربية، حيث بدأوا في الاحتفال بعيد “المساخر” (بوريم) اليهودي. خلال هذا الاحتفال، أقدم المستوطنون على إشاعة أجواء من التوتر والاستفزاز ضد الفلسطينيين في المناطق المجاورة. وقد استمرت تلك الاحتفالات طوال يوم الجمعة، حيث قام المستوطنون بأعمال عربدة، مستخدمين فيها مكبرات الصوت، وسط حالة من التوتر المستمر في المنطقة.
يُذكر أن عيد “المساخر” هو عيد يهودي يُحتفل به في أواخر شهر فبراير أو أوائل مارس، ويستمر حتى غروب يوم السبت. وقد أطلق المستوطنون في هذا اليوم صرخات وهتافات استفزازية، بينما أبدى الفلسطينيون اعتراضهم على هذه الانتهاكات، ما أسفر عن اشتباكات محدودة بين الطرفين.
مستوطنون يواصلون أعمال التجريف في سلفيت
وفي سياق آخر، نقلت وسائل الإعلام الفلسطينية عن محافظة سلفيت في شمال الضفة الغربية، أن مجموعات من المستوطنين قد نفذت أعمال تجريف واسعة في الأراضي الفلسطينية في منطقة “وادي المطوي” غرب سلفيت. هذه الأعمال أسفرت عن اقتلاع عشرات من أشجار الزيتون المعمرة، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من الأراضي الزراعية الفلسطينية في المنطقة. ويقوم المستوطنون، تحت حماية من جيش الاحتلال، بتوسيع مناطق الاستيطان الخاصة بهم على حساب الأراضي الفلسطينية، مما يتسبب في تهجير عدد من العائلات الفلسطينية من أراضيهم.
أدان الفلسطينيون هذه الانتهاكات المستمرة، حيث أكدوا أن الهدف من تلك الأعمال هو تقليص المساحات الزراعية الفلسطينية لصالح المستوطنات، مما يهدد سبل عيش العديد من الفلسطينيين ويؤدي إلى تدمير الأراضي الزراعية.
الاعتقالات في طولكرم: استمرار ممارسات الاحتلال
في شمال الضفة الغربية أيضًا، أفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي قد داهمت منزلًا في مخيم طولكرم للاجئين، وقامت باعتقال ثلاثة شبان من عائلة الطويل، وذلك في سياق عمليات اعتقال مستمرة في مختلف مدن الضفة الغربية. وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم بشكل مفاجئ، حيث استخدمت القوة المفرطة في مداهمة المنازل، ما أسفر عن تدمير بعض الممتلكات.
تُظهر هذه الاعتقالات في طولكرم استمرار سياسة الاعتقال التعسفي التي ينتهجها الاحتلال ضد الفلسطينيين، في إطار حملات المداهمة المستمرة للمنازل في مختلف المناطق الفلسطينية.
اعتداءات المستوطنين على “دوما” جنوب نابلس
واستمرارًا للاعتداءات التي تشهدها الضفة الغربية، قام مستوطنون إسرائيليون يوم الجمعة بحرق ثلاثة منازل ومركبتين في “خربة المراجم” الواقعة في قرية “دوما” جنوب نابلس. هذا الاعتداء الذي يضاف إلى سلسلة من الاعتداءات المتتالية التي تتعرض لها القرية، أسفر عن أضرار كبيرة للمنازل والممتلكات.
وفي سياق الاعتداءات، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي القرية عقب الحادث، وأطلقت الرصاص الحي على الفلسطينيين الذين حاولوا الوصول إلى المنازل المحترقة لإخماد النيران. كما استخدمت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لتفريق الأهالي. وأكدت المصادر المحلية أن الاعتداءات الإسرائيلية في دوما قد زادت بشكل ملحوظ منذ بداية شهر رمضان، حيث تعرضت القرية لهجمات متكررة من قبل المستوطنين.
استشهاد 4 فلسطينيين في قطاع غزة
وفي قطاع غزة، استشهد 4 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي استهدفهم في شرق حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة. ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، شنت إسرائيل سلسلة من الهجمات الجوية ضد الفلسطينيين في المنطقة، ما أسفر عن استشهاد أربعة منهم. وقد أفادت مصادر طبية بأن مستشفى المعمداني في غزة استقبل جثامين الشهداء، حيث تم تأكيد استشهادهم نتيجة للهجوم الإسرائيلي.
وبحسب شهود عيان، فقد استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية مجموعة من الفلسطينيين كانوا يجمعون الحطب في حي الزيتون، ما أسفر عن سقوط الشهداء. ويأتي هذا الهجوم في وقت حساس، حيث كان الفلسطينيون قد بدؤوا في تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا، إلا أن خروقات الاحتلال المستمرة تسببت في تفاقم الوضع.
قصف دبابات الاحتلال في بلدة الشوكة برفح
وفي تطور آخر في جنوب قطاع غزة، قالت مصادر فلسطينية إن دبابات الاحتلال أطلقت النار بكثافة على منازل الفلسطينيين في بلدة الشوكة الواقعة شرق مدينة رفح، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين. كما أفادت المصادر بأن القصف المدفعي استهدف وسط المدينة أيضًا، حيث أصيب 3 فلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية.
الاحتلال الإسرائيلي لا يتوقف عن استهداف المدنيين الفلسطينيين في مختلف مناطق غزة، سواء عبر القصف الجوي أو المدفعي، ما يسبب معاناة كبيرة للمواطنين في القطاع المحاصر.
إسرائيل تواصل خروقات وقف إطلاق النار
تستمر إسرائيل في خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان قد تم التوصل إليه في بداية شهر مارس الجاري. إذ رفضت إسرائيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، حيث كانت تقضي الاتفاقية بتقليص العمليات العسكرية في المنطقة، وهو ما لم تلتزم به سلطات الاحتلال. هذه الخروقات المتواصلة تساهم في تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث يعيش الفلسطينيون في ظروف صعبة بسبب الحصار والحروب المتكررة.
إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، ارتكبت إسرائيل جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، حيث أسفرت الهجمات العسكرية عن مقتل أكثر من 160 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم تسجيل أكثر من 14 ألف مفقود نتيجة لهذه الحروب المدمرة، في وقت تواصل فيه إسرائيل ممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني في ظل الدعم الأميركي غير المحدود.
تسعى إسرائيل، بتواطؤ مع المجتمع الدولي، إلى إدامة هذا الوضع الكارثي في غزة، بينما يواجه الشعب الفلسطيني تحديات كبيرة من أجل النجاة من هذه الأوضاع المأساوية.
قرأ كذلك :تفاصيل الاتفاق بين دمشق و”قسد”